الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد علي جابين: الابتهال في الحجاز يطلق عليه «مجس».. والمدرسة المصرية أبدعها الشيخ علي محمود.. ومحمد عمران بحر نغترف منه كما نشاء.. وهذه نصيحتي للشباب الجدد

محمد علي جابين
محمد علي جابين

الشيخ محمد علي جابين المبتهل بالإذاعة والتلفزيون:

أنصح كل الشباب الجدد بسماع القدامى فمخزونهم نغمي لكل العمالقة الكبار من المبتهلين

اعتمادي في الإذاعة كان عام 2008 على يد الشيخ أبو العينين شعيشع

 

قال الشيخ محمد علي جابين، المبتهل بالإذاعة والتلفزيون، إن المدرسة المصرية في الابتهال، هي الأم التي نهلت منها كل المدارس، وهناك المدرسة الحجازية، ويغلب عليها طابع مقام الحجاز، والابتهال هناك يطلق عليه «مجس»، وكنت صغيرا في المملكة أذهب إلى الأفراح وأردد فيها هذا المجس.

ووجه الشيخ محمد علي جابين، خلال حواره مع “صدى البلد”، نصيحة لكل المبتهلين وللشباب، أن يستمعوا كثيرا للقدامى، والسماع من المدارس القديمة؛ لأن المدرسة الكبيرة بحر يغترف منه المبتهل ما يشاء حتى يروي نفسه من هذا العلم، ويكون لديه هناك مخزون نغمي لكل العمالقة الكبار من المبتهلين، وكان الشيخ عمران دائما يدندن في كل وقت، حالة الإنشاد كانت دائمة مصاحبة له، وضرورة معرفة المقامات وفروعها وأنواعها.

 

ما الفرق بين مدرسة مصر والمدرسة الحجازية في الابتهال الديني؟

بيئة الحجاز تختلف عن مصر في مدرسة وفن الابتهال، المدرسة المصرية متفرعة ومتنوعة بتنوع البيئات ، والمدرسة المصرية في الابتهال أبدعها الشيخ علي محمود وتبعها تلامذته الشيخ طه الفشني والشيخ محمد عمران، والشيخ سيد النقشبندي ونصر الدين طوبار .

 

المدرسة المصرية هي الأم التي نهلت منها كل المدارس،  وهناك المدرسة الحجازية ويغلب عليها طابع مقام الحجاز، والابتهال هناك يطلق عليه مجس وكنت صغيرا في المملكة أذهب للأفراح وأقول هذا المجس.

 

كيف يستفيد كل مبتهل جديد من المدارس القديمة في هذا الفن؟

نصيحتي للمبتهلين وللشباب أن يستمعوا أكثر، والسمع من المدارس القديمة، لأنها بحور يغترفون منها ما يشاؤون حتى يروون أنفسهم من هذا العلم، وأن نسمع القديم ويكون هناك مخزون نغمي لكل العمالقة الكبار من المبتهلين.

وكان الشيخ عمران دايما يدندن في كل وقت ، حالة الإنشاد دايما كانت مصاحبة له، رتل كتاب الله في خلواتك، وابتهل دائما مع هذا الفن ولا تنفصل عنه، ويجب معرفة المقامات وفروعها وأنواعها، وكنت دائما أسمع للمشايخ الكبار في إذاعة القرآن الكريم.

 

هل نجد قريبا مدرسة في الابتهال مثل مدرسة النقشبندي وطوبار؟

 

حتى الآن لم نر مثل هذه المدارس، هم تركوا لنا عطاء كبيرا وجهدا عظيما، الشيخ النقشبندي وطوبار والشيخ محمد عمران، مدارس متفردة، وأعمالهم كبيرة، وكل واحد منهم مدرسة متفردة في الألحان والكلمات والأداء.

 

من صاحب فكرة التحاقك بالإذاعة المصرية؟

عرض علي أحد الأصدقاء ضرورة الانضمام للإذاعة المصرية، رأي فِيَّ الموهبة، وأصر على ضرورة الانضمام والترشح لاختبارات الإذاعة، وقدم لي طلبا بنفسه في إذاعة القرآن الكريم، واجتزت الاختبار بفضل الله أمام لجنة استماع قوية، كان على رأسها فضيلة الشيخ أبو العينين شعيشع- رحمه الله- ومعه مجموعة من الشيوخ العظماء.

وكان الشيخ أبو العينين يهز رأسه وهو يستمع لي؛ فظننت أن صوتي لم يعجبه، وبعد الاختبار؛ أخبرني أمين سر اللجنة، أن الشيخ كان مسرورا سرورا كبيرا بآدائي، وقال لي: “عاوز أسمعك قبل ما أموت.. وتم اعتمادي في الإذاعة عام 2008”.

 

حدثني اول هواء لصلاة الفجر لك مع الإذاعة المصرية؟ وفي أي المساجد كان؟

كان أول فجر، حدثا استثنائيا بالنسبة لي، فكان في مسجد السيدة زينب- رضي الله عنها-، وكان برفقة القارئ الطبيب أحمد نعينع، وكان فجرا لا أنساه؛ لأنها كانت تجربة عصيبة، أن أكون على الهواء في المرة الأولى لي، بجوار هذا العملاق القارئ الطبيب أحمد نعينع، والحمد لله أديت أداء متميزا، بعد أن ثبتني الله- تبارك وتعالى-، وقد كان هذا الابتهال من الابتهالات المؤثرة في حياتي.

 

من قدوتك في عالم الابتهال والإنشاد؟

يعتبر الشيخ محمد رفعت، من القراء العظماء، أحب سماعه كثيرا، والشيخ مصطفى إسماعيل نغم وجمال عظيم، والشيخ راغب مصطفى غلوش، وكل القراء والمبتهلين القدامى، فهم مدرسة متفردة في التلاوة والابتهال، والشيخ محمد النادي الذي لم تعطه الإذاعة المصرية حقه، فلقد كان قارئا متمكنا شاملا، فقد كان قارئا ومبتهلا، وكان مؤثرا فيمن يستمع إليه، إلا أنه توفي- رحمه الله- في الخامسة والثلاثين من عمره، ولو قدر له أن يطول عمره؛ لكان صاحب مدرسة كبيرة، كالشيخ محمد رفعت، والشيخ مصطفى إسماعيل، وغيرهما من العظماء. 

ومن المبتهلين، الشيخ علي محمود، والشيخ طه الفشني، والشيخ محمد عمران، والشيخ سيد النقشبندي، هؤلاء أثْروا فن الابتهال بإجادتهم وإتقانهم وإبداعهم فيه، وانتقاءهم للنصوص والكلمات، وقد تركوا لنا تراثا بمثابة الكنوز، لكننا الآن نشهد افتقارا لهذا اللون من الفن، ومهما حاول المبتهلون الآن أن يجتهدوا؛ فلن يصلوا إلى مستوى هؤلاء العظماء الكبار، إلا إذا عدنا إلى ما كانوا عليه من اختيار النص، وكثرة التدريب والتجويد، فهم أصحاب المدرسة الكلاسيكية الفريدة.