الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كوريا الجنوبية على شفا الانقراض.. مشكلة سكانية تهدد مستقبل سيول

صدى البلد

انخفاض معدلات الخصوبة

تعاني كوريا الجنوبية من أدنى معدلات الخصوبة في العالم، إذ يسجل متوسط معدل الخصوبة في البلاد 1.1 طفلا لكل امرأة، أي أقل من أي بلد في العالم. ويسجل المعدل تراجعا على نحو مستمر، فخلال الفترة بين أوائل خمسينيات القرن الماضي حتى الآن، تراجع معدل الخصوبة في كوريا الجنوبية من 5.6 إلى 1.1 طفلا لكل امرأة.

ولا تصل معدلات الخصوبة في كوريا الجنوبية إلى معدل الإحلال، وهو 2.1 طفلا لكل زوجين، وهذا يعني أن عدد المواليد لا يكفي لتحقيق الاستقرار السكاني بدون الهجرة. وكانت كوريا الجنوبية قد أحدثت مفاجأة في السنوات الأخيرة، بتسجيلها انخفاضا في معدل المواليد ، حيث يبلغ المعدل الآن أقل من 0.9 طفلا لكل امرأة، وهو أقل بكثير من أسوأ الحالات التي كان يمكن الإشارة إليها قبل بضعة سنوات.

عزوف عن الزواج والأطفال

لا تختار نساء كوريا الجنوبية في الواقع إنجاب عدد أقل من الأطفال، فبعضهن يخترن الابتعاد عن العلاقات العاطفية بالكامل، بينما يختار الكثير منهن عدم الزواج على الإطلاق، والعزوف عن أي علاقات زواج قانونية أو حتى علاقات عارضة.

وهذا التغير جزء من ظاهرة اجتماعية متنامية في كوريا الجنوبية يطلق عليها "جيل السامبو"، وكلمة "سامبو" تعني التخلي عن ثلاثة أشياء: العلاقات والزواج والأطفال.

وتشير إحصائية في عام 2015 إلى أن أقل من ربع نساء كوريا الجنوبية ممن تتراوح أعمارهن بين 25-29 عاما 23 في المئة متزوجات، وهي نسبة تراجعت بشدة مقارنة بالنسبة المسجلة عام 1970 وهي 90 في المئة.

زيادة الشيخوخة والضغوط الاقتصادية

تعد كوريا الجنوبية مثالا لما يسميه خبراء علم السكان بـ "التحول الديمغرافي"، وهي مرحلة تتميز بالتضخم السكاني، والتراجع ثم الاستقرار النهائي الذي يحدث عندما تصبح الدول أكثر ثراء.

ويعني ذلك بالنسبة لكوريا الجنوبية تسجيل زيادة كبيرة وسريعة في عدد المسنين، وانخفاض معدلات الزواج والمواليد بما لا يعوض بطريقة كافية الأجيال التي تتوفى، الأمر الذي يشكل معضلة حقيقية لمستقبل الأمة.

ودق ناقوس الخطور في كوريا الجنوبية عام 2020 حين تجاوز عدد الوفيات عدد المواليد للمرة الأولى، وفي السنوات الأخيرة أصبحت الضغوط الاقتصادية والعوامل المؤثرة في فرص العمل عوامل أساسية في قرار العائلات المتعلق بإنجاب الأطفال.

وتشير دراسات إلى ارتفاع تكلفة المعيشة وارتفاع في أسعار المساكن وتأثير جائحة كورونا، وأثرها على قرار العائلات المتعلق بالإنجاب.

هجر طب الأطفال

هناك مقالة نشرت عام 2019 تذكر أن هناك أزمة في قطاع التوليد في كوريا الجنوبية، حيث يغادر الأطباء المختصون بولادات مهنتهم أو يغير اختصاصهم بسبب انخفاض دخلهم وزيادة خطورة الملاحقات القانونية.

كما ذكرت المقالة أن هذه الأزمة قد تؤدي إلى زيادة نسبة حالات التوليد خارج المستشفى أو زيادة نسبة حالات التوليد في دول أخرى، مما يزيد من خطورة صحية على حديثات الولادة.