بنى الملك أمنمحات الثالث الهرم الأسود خلال عصر الدولة الوسطى فى مصر، وُيعد أول الأهرامات التي بناها أمنمحات الثالث أثناء الجزء المبكر من حكمه، و أحد الأهرامات الخمسة الباقية من ضمن 11 هرم في دهشور، ونتناول خلال السطور التالية جانبًا من المعلومات عن تاريخ ذلك البناء.
كان الهرم يحمل اسم "امنمحات القوي"، ويُعتبر أول هرم يضم فرعون وملكاته، وبعدها حمل اسم الهرم الأسود بسبب مظهره الداكن المنهار ككتل من الركام.
[[system-code:ad:autoads]]
بدأ جاك دي موركان في البعثة الفرنسية عمليات الحفر في الأهرامات بدهشور عام 1892، واستكمل معهد الآثار الألماني عمليات الحفر عام 1983.
وصف الهرم الأسود
يبلغ طول الهرم في الأصل 75 متر، ويبلغ عرض قاعدته 105 متر، وانحدار بنسبة 57°. ولا يختلف الهرم الأسود عن أهرامات الدولة الوسطى، فبرغم أنه مغطى بالحجر الجيري، إلى أنه مبني من الطوب الطيني . ويضم المستوى الأرضي مدخل إلى الباحة والمعبد الجنائزي، وتحيطه الجدران.
يحتوي الهرم الأسود مجموعتان من الجدران، بينهم مقابر نفقية، وهي عبارة عن نوع من هياكل الدفن التي تشكلت من قبور مبنية في صخور طبيعية.
تمت تغطية الهريم – وهو الحجر الذي يتم تتويج الهرم به – بنقوش ورموز دينية، وتمت إزالة بعضها مما جعل الباحثين يستنتجون أنه لم يتم استخدام هذا الهريم.
الممرات وغرف الدفن
تقع شبكة معقدة من الممرات تحت المستوى الأرضي في الهيكل الواقع في باطن الأرض. لم يتم المساس بالجزء الخاص بالملك والذي ضم ناووس وجرة كانوپية؛ برغم هذا لم يدفن الملك هناك.
يوجد أربع غرف دفن في الهيكل الواقع تحت الأرض؛ لكن أصحابه غير معروفين. يُعتقد أن أثنتين من تلك الغرف تعود إلى أمنمحات الرابع والملكة نفرو سوبك.
ضم الجانب الخاص بالملك غرفة دفن تحتوي على ناووس ضخم منقوش لمحاكاة الجدار الخارحي لهرم زوسر المدرج في سقارة.
تم تخصيص غرف دفن لأثنتين من ملكاته تحت الهرم؛ وكانت الغرفة الأولى من جزء الملكات والتي تقع في الجناح الجنوبي الغربي من الهرم تخص الملكة عات، أما الغرفة الثانية فغير معروفة.
وبرغم اقتجام كلا الغرفتين ونهب ما تضماه من الآقار، وجد علماء الآثار بعض الأشياء التي لم ينتبه إليها السارقون، وكان من ضمنها “جرة كانوبية” خاصة بالملكة عات.
الهيكل العلوي للهرم
يتكون قلب الهيكل العلوي من الحجارة الطينية وبدون جدارن داخلية، وبعتقد أنه صمم بهذه الطريقة لتقليل الوزن إلى الحد الأدنى نظرًا لقرب الهرم من النيل.
بُني الهرم على الطين والذي لم يتمكن من تحمل وزن وبدأ في الهبوط، مثلما بدأ هرم سنفرو المائل في الهبوط في دهشور منذ عدة قرون. ولا يفصل بين الهرمين سوى كيلو ونصف.
تم تثبيت الغلاف الخارجي من الحجر الجيري "الطبقة اللامعة" بأوتاد متناسقة، وفي الأخير تم إهمال الهرم بعد أن بدء في سحق الغرف السفلية. وقد قام البناؤون بتركيب عوارض داعمة وأحجار طينية لمنع الهبوط، لكنها كانت غير كافية؛ لذا هُجر .