الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مفتي الجمهورية: 30 يونيو ثورة من الشعب لتصحيح المسار.. ولا بد من تحية الجيش المصري لوقفته الشجاعة في صف الشعب والوطن

صدى البلد

 مفتي الجمهورية في ذكرى 30 يونيو:  

30 يونيو ثورة من الشعب لتصحيح المسار واستعادة الخطاب الديني المختطف

الإسلام لا يعترف أبدًا بالدولة الدينية التي تعني الحكم بناءً على تفويض إلهي

الإسلام لم يسعَ يومًا لترسيخ المفاهيم والنظم التي تبيح التسلط على رقاب الناس

من يريد الإقصاء ونشر فكر التبديع والتكفير ويستغل الدين لصالح مصالحه لم ينجح على مر التاريخ

النبي لم يكن في خطابه يومًا مُقصيًا غير المسلمين

لا بد من تحية الجيش المصري لوقفته الشجاعة في صف الشعب والوطن لحماية الإرادة الشعبية في الثلاثين من يونيو

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إن الإسلام لا يعترف أبدًا بالدولة الدينية التي تعني الحكم بناءً على تفويض إلهي والتسلط على الناس باسم الدين، بل إن الإسلام عرف الدولة المدنية الحديثة الحاضنة للجميع.

جاء ذلك خلال لقائه الأسبوعي في برنامج “نظرة” مع الإعلامي حمدي رزق على فضائية “صدى البلد”.

وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم عمل على تأسيس مقومات الدولة وبناء كيانها وهيكلها الأساسي عقب إعلانه لوثيقة المدينة لِما للدولة من أهمية في النهوض الحضاري، وتحقيق مصالح الفرد والمجتمع، وفي ذلك دلالة واضحة على أهمية بناء الدولة على أسس متينة من السمو الروحي والرقيِّ الأخلاقي والتطور الحضاري.


وأكَّد فضيلة المفتي أنَّ الإسلام يحبِّذ الدولة المدنية الحديثة القائمة على العدل والمساواة، كما أنَّ الإسلام لم يسعَ يومًا لترسيخ المفاهيم والنظم التي تبيح التسلط على رقاب الناس، فلم يُعرف في تشريعاته ولا في حضارته عبر تاريخه العظيم شيء من هذه المفاهيم أو تلك النظم؛ ولا يوجد في الحضارة الإسلامية ما يسمى الدولة الدينية أو الثيوقراطية كما عرفها الغرب، فالإسلام يؤمن بقضية الاختصاص ووضع حدود للسلطات، ودساتير وقوانين للمحاسبة وَفق المؤسسية التي هي عنوان الدولة المدنية الحديثة؛ فاحترام ولي الأمر هو احترام لكلِّ السلطات والمؤسسات الرسمية.

وأوضح مفتي الجمهورية أن الذي يريد الإقصاء ونشر فكر التبديع والتكفير ويستغل الدين لصالح مصالحه الحزبية والشخصية لم ينجح على مر التاريخ، بداية من الخوارج وحتى الإخوان وأمثالهم، لافتًا إلى أن ثورة يونيو لم تكن فقط ثورة على نظام حكم أراد أن يفرق هذه الأمة ويستغلها من أجل مصالحه الشخصية والحزبية، وإنما كانت ثورة من الشعب المصري الذكي لتصحيح المسار واستعادة الخطاب الديني المختطف.

وأشار إلى أن قضية التنوع هي قضية حتمية في الوجود؛ ولذلك فالإسلام لما جاء تعامل مع هذا الواقع الذي فيه المسلم وغير المسلم والثقافات المتعددة، كما أن مجتمع المدينة المنورة كان فيه التعددية، ومع ذلك لم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في خطابه يومًا مُقصيًا غير المسلمين، بل وضع وثيقة المدينة التي احتوت الجميع واعترفت بأنهم جميعًا أبناء هذا الوطن، فالإسلام لا يعرف قضية التفريق.

كما استعرض المفتي خلال الحلقة التقرير الذي أعده الشيخ محمد عبد اللطيف السبكي، عضو جماعة كبار العلماء في الأزهر، الذي طُلب منه عام 1965 أن يقرأ كتاب سيد قطب "معالم في الطريق"، فقرأ هذا الكتاب وكتب تقريرًا مهمًّا فند فيه الأفكار المنحرفة التي جاءت في الكتاب.

وقال: "أرجو من كل مشاهد وشاب وإنسان يريد الحقيقة أن يطلع على هذا التقرير ويقرأ فيه الضلال المبين الذي ضمنه سيد قطب في كتابه".

وختم فضيلة مفتي الجمهورية حواره قائلًا: "لا بد من تحية الجيش المصري لوقفته الشجاعة في صف الشعب والوطن لحماية الإرادة الشعبية، فإن الشعب على الحق والجيش على الحق، وسيذكر التاريخ شجاعة الرئيس عبد الفتاح السيسي وعمله الصالح لصالح الوطن بإخلاص شديد".