الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جمال عبد ربه يكتب: دكتور عويضة وحلم الذهب الأبيض

أ. د جمال عبد ربه
أ. د جمال عبد ربه

هاتفني أستاذي وأستاذ الأساتذة أستاذنا الدكتور محمد حسين توفيق عويضه، أستاذ ورئيس أقسام المحاصيل والكيمياء الحيوية  ونائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق ورئيس نوادي أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية، متعه الله بالصحة، بصوت خفيض قائلا: سيادة العميد لدي موضوع أود أن تساعدني فيه، فقلت أوامر أستاذنا الفاضل، فقال منذ أكثر من ثلاثين عاما وأنا مهموم بكيفية إعادة الذهب الأبيض “القطن المصري” لسابق عهده وأظن أن الوقت قد حان وخصوصا مع تلك الطفرة التي حدثت في الدولة المصرية في العشر سنوات الأخيرة في عهد الرئيس السيسي وسعيه لدعم الصناعة الوطنية ونقل وتوطين التكنولوجيا وعمله الدؤوب من أجل إعادة قلعة صناعة الغزل والنسيج عبر إنشاء أكبر مصنع للغزل والنسيج في العالم في المحلة الكبري. 

ومن هنا أحسست بأمل كبير في أن حلم إعادة العصر الذهبي للذهب الأبيض يمكن أن يصبح واقعًا، ولذا قلت أهاتفك وأحدثك في ذلك الأمر لتتبناه زراعة الأزهر كمبادرة مني مع معهد بحوث القطن بمركز البحوث الزراعية وكليات الزراعة والمراكز البحثية المختلفة، فأجبت سيادته وقلت، علي الرحب والسعة أستاذنا الفاضل ولكن كي ينجح هذا الأمر من وجهة نظري المتواضعة فلا بد من تضافر جهود كل مؤسسات الدولة ممثلة في وزارات الزراعة والتجارة والصناعة والمجالس التصديرية وكذلك وضع تشريعات جديدة تحفز زراعة القطن وتعيد أمجاده خاصة إذا علمنا أنه من المحاصيل متعددة الأغراض، فإلي جوار أنه ينتج الذهب الأببض المتمثل في الغزل فإنه كان يكفينا احتياجاتنا من الزيوت الناتجة من عصر بذوره في ستينيات القرن الماضي علاوة علي المساهمة في إنتاج علف الماشية المتمثل في كسب القطن وقت أن كنا نزرع منه قرابة الاثنين مليون فدان أو يزيد، ومن ثم فهو محصول ثلاثي الغرض.

وظني أن الدولة قد ساهمت في وضع أساس يمكن البناء عليه وهو قانون الزراعة التعاقدية والذي أثبت نجاعته في زيادة إقبال المزارعين على زراعة واحد من المحاصيل الاستراتيجية الهامة وهو القمح حيث أضحى السعر الذي تشتري به الدولة من المواطن قريبا من سعر البورصة العالمي، ومن ثم فإنه ولإعادة إحياء عصر الذهب الأبيض فإنه ينبغي دراسة الأمر بدءًا من مرحلة الزراعة واختيار الأصناف المتميزة والحفاظ علي سلالاتنا من الخلط في ظل حروب دولية نسعي من خلالها الدول العظمي لسرق الأصول الوراثية للدول النامية ثم توفير مستلزمات الإنتاج في ظل أوضاع عالمية صعبة أثرت علي عمليات نقل وتداول مستلزمات الانتاج ومنها الأسمدة وما تلا ذلك من ارتفاع أسعارها ثم عمليات جمع المحصول والتي لابد من تحديثها اعتمادًا علي استخدام الميكنة وخصوصا بعد الارتفاع الرهيب في أجور الأيدي العاملة وكذلك عمليات تصنيع ثم تسويق المنتجات بعد دراسة الأسواق المنافسة، خاصة من دول جنوب شرق آسيا مثل الهند وباكستان وبنجلاديش، وهذا الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تبنت الدولة سياسة المجمعات الزراعية والمتمثلة في تكوين جمعيات تعاونية قائمة علي تجميع مساحة في حدود 200 فدان لكل مزرعة حتي يمكن وضع برنامج إدارة للمزرعة بشكل اقتصادي للتغلب علي تفتت المساحة الزراعية وكذلك اتباع دورة زراعية للتغلب علي مشاكل أمراض التربة، وقبل ذلك وبعده هو تسويق المنتج وشراؤه من المزارع بسعر مجزي، فبغير ذلك سيظل حلم إعادة أمجاد الذهب الأبيض حلما لا واقعا، فقال أستاذنا أوافقك ولكن لنبدأ الخطوة الأولي وهي المساعدة في تفعيل مبادرتي بالدعوة لتحويل الحلم إلي واقع لمحصول متعدد الأغراض سيحل كثيرا من مشاكل مصر، وأنهي أستاذي المكالمة علي وعد بلقاء آخر قائلًا.. "للحديث بقية"


-