نظام مالي جديد.. ما هي قمة التمويل العالمي المشارك بها الرئيس السيسي؟

يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالقمة الدولية لميثاق التمويل العالمي المنعقدة في العاصمة الفرنسية باريس، وذلك بناء على دعوة من نظيره الفرنسي.

السيسي وقمة التمويل العالمي  

وتستضيف فرنسا اليوم وغدا القمة الدولية "من أجل ميثاق مالي عالمي جديد"، بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات وعلى رأسهم الرئيس السيسي، إلى جانب مسئولي كبرى المنظمات الدولية وممثلي المؤسسات المالية العالمية وممثلي القطاع الخاص والمجتمع المدني.

وتشهد القمة أيضاً مشاركة رؤساء تونس قيس سعيد، والسنغال ماكي سال، وجزر القمر عثمان غزالي، والجابون علي بونجو أونديمبا، وزامبيا هاكيندي هيشيليما، وسيريلانكا رانيل ويكريمسينجه، وكينيا وليام روتو.

وتهدف القمة التي دعا إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال قمة المناخ "كوب 27" التي عقدت نوفمبر الماضي في شرم الشيخ، إلى إرساء قواعد نظام مالي جديد يكون أكثر عدلا وتضامنا، لمواجهة التحديات العالمية المشتركة، ومن بينها، الحد من الفقر ومواجهة التغيرات المناخية وحماية التنوع البيئي، كما تهدف القمة إلى تعزيز صمود الدول الأكثر هشاشة في مواجهة الصدمات الاقتصادية وتداعيات التغيرات المناخية.

ويلقى الرئيس السيسي كلمة في الجلسة الرئيسية للقمة تحت عنوان "طريقة جديدة: الشراكات من أجل نمو أخضر" وهي الجلسة التي تديرها وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا.

لقاءات مع عدد من المسؤولين 

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، توجه صباح الأربعاء، إلى العاصمة الفرنسية باريس، للمشاركة في القمة الدولية "ميثاق التمويل العالمي الجديد".

وكشف متحدث الرئاسة، عن برنامج زيارة الرئيس السيسي، إلى فرنسا والذي سيتضمن عقد لقاءات مع عدد من القادة وكبار المسئولين الفرنسيين والدوليين، للتباحث حول دفع أطر التعاون الثنائي والتشاور حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وتعتبر مشاركة الرئيس السيسي في هذا الحدث الهام تأتي تلبيةً لدعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في ضوء العلاقات الاستراتيجية الوثيقة والمتنامية، التي تربط بين مصر وفرنسا.

وفي هذا الصدد، قال السفير علاء يوسف سفير مصر لدى فرنسا، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى فرنسا ومشاركته فى قمة التمويل العالمى الجديد فى باريس تتيح الفرصة لإعطاء دفعة جديدة للعلاقات المتميزة بين البلدين فى كافة المجالات.

وأوضح علاء ـ أن الهدف الرئيسي من انعقاد قمة التمويل العالمي الجديد في باريس هو إعادة النظر في نظام عمل مؤسسات التمويل الدولية وذلك، من خلال اتاحة مزيد من التمويل إلى الدول النامية، وتحديدا الدول الأفريقية لمساعدتها على تجاوز التداعيات الاقتصادية الناتجة أولا عن جائحة كورونا، ثم عن الأزمة الحالية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

دعوة الرئيس لأهمية دور مصر

ونوه السفير علاء يوسف إلى أن القمة ستكون فرصة كذلك للالتقاء بعدد من الرؤساء المشتركين خلال القمة وهي السمة الرئيسية للمؤتمرات الدولية حيث إنها تيح الفرصة لعقد لقاء ثنائية مع الرؤساء المشتركين إلى جانب لقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وأشار إلى أن العالم كله يشهد أزمة اقتصادية والدول النامية تعانى بشدة من عدة ملفات سواء كان في مجال الأمن الغذائي أو من خلال أمن الطاقة، مؤكدا أن الهدف من هذه القمة هو إعادة النظر ومراجعة نظام عمل مؤسسات عمل التمويل الدولية لإتاحة مزيد من التمويل، وخاصة تمويل ميسر لمساعدة الدول النامية على تخطى وتجاوز هذه الأزمة ومساعدتها كذلك في مرحلة التعافي من تداعيات جائحة كورونا.

وواصل: وهناك محور رئيسي لهذه القمة خاص بالطاقة المتجددة، والانتقال الى هذه الطاقة من خلال مساعدة الدول النامية على توفير التمويل اللازم لتنفيذ مشروعات تهدف إلى الانتقال للطاقة المتجددة.

وأوضح أن الدول الأفريقية من أكثر الدول المتأثرة من أزمة الطاقة والانبعاثات، وفى نفس الوقت هي مسئولة عن 3% من هذه الانبعاثات، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان حريصا على دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للمشاركة فى القمة من أجل النظر لمساعدة الدول النامية على توفير التمويل الميسر لها للتعامل مع هذه الأزمات.

وقال سفير مصر لدى باريس، إن حضور الرئيس السيسي القمة أمر بالغ الأهمية، وحرص الرئيس الفرنسي على دعوته لأهمية دور مصر والمؤثر لكون (مصر) استضافت المؤتمر السابع والعشرين للأطراف بشأن تغير المناخ (COP27) بشرم الشيخ، حيث كان الرئيس السيسي رئيسا للمؤتمر، وهذا يعد بعدا إضافيا لأهمية حضور مصر في هذه القمة لكي تعرض ماذا تم وما الخطوات التي تم اتخاذها بعد انعقاده من أجل توفير التمويل اللازم، وهذه هي أبرز المحاور الرئيسية لقمة التمويل العالمي الجديد المنعقدة في باريس.

العلاقات المصرية الفرنسية

والجدير بالذكر، تتميز العلاقات المصرية الفرنسية بالقوة والمتانة، وشهدت منذ تولى الرئيس السيسي طفرة هائلة وكبيرة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

وتشهد العلاقات بين البلدين الصديقين حالة زخم بدأت منذ زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لباريس في شهر ديسمبر 2020، بالإضافة إلى التواصل المستمر والدائم بين الرئيسين السيسي وايمانويل ماكرون والتنسيق المشترك في الملفات المختلفة.

وتميزت العلاقات المصرية الفرنسية بخصوصية حيث ظلت طوال القرنين الماضيين مسيرة مفتوحة بين باريس والقاهرة، جعلت من العمل السياسي والدبلوماسي بين البلدين ركيزة مهمة من ركائز العلاقات الثنائية.

وتعد فرنسا شريكا اقتصاديا بالغ الأهمية لمصر، كما تعد مصر أكثر إثارة للاهتمام بالنسبة للشركات الفرنسية كما تعزز في الفترة الأخيرة، خاصة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.