يتواصل الحديث عن أعمال الحج بالتزامن مع دخول ليلة الرابع من ذي الحجة 1444 هجريا، حيث كشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء عن أعمال يوم التروية.
أعمال يوم التروية
وقال علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: يَمكُثُ الحاجُّ في مكةَ بعدَ القُدُومِ وأعمالِه إلى يومِ الترويةِ لِيُؤَدِّيَ سائِرَ المَناسِكِ ويُؤَدِّي أعمال الحج هذه في ستّة أيامٍ كما يلي:
[[system-code:ad:autoads]]
1) يوم التروية : وهو يوم الثامن من ذي الحجة، وينطلقُ فيه الحجّاجُ إلى مِنى، ويُحرِم المتمتِّعُ بالحج من مكة بعد الضُّحى، أمّا المُفرِدُ والقارِنُ فهما على إحرامِهما. وعندما يَصِلُونَ إلى مِنى يبيتون بها اتِّباعًا للسُّنّة، ويُكثِرون فيها مِن ذِكرِ الله سبحانه وتعالى والصلاةِ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويَمكُثونَ في مِنًى حتى فَجرِ يَومِ عرفة؛ فيُصَلُّون فيها خَمسَ صلواتٍ: الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر. وهذا فجر يوم عرفة، وتُصَلّى الصلاة الرباعية مقصورة غير مجموعة.
العشر الأوائل من ذي الحجة
وحول العشر الأوائل من ذي الحجة الحرام، قال علي جمعة: هى خير أيام السنه، خير أيام خرجت عليها الشمس ، فهى من الأشهر الحرم ، وتشتمل علي وقفة عرفات، وما أدراكم ما وقفة عرفات أنها محل نظر الله سبحانه وتعالي في عليائه ونزول رحماته وتجلياته ، وقفة عرفات صيامه لغير الحاج يكفر الذنوب وينور القلوب ويستجيب الله فيه الدعاء، فعرفات قيل أنها سميت بذلك : عندما تعرف أدم إلى حواء عندما نزلا إلى الأرض؛ وكأنها المكان الذي بدأ فيه الإنسان حياته للعبادة والعمارة والتزكية.
وتابع: الحج كما لا يخفي عليكم يعود فيه الحاج ومنه كيوم ولدته أمه فهو يبدأ حياة جديدة بعد وقفة عرفات التي ترمز إلى هذه الحياة الجديدة، سن رسول الله ﷺ لنا صيام التسع الأوائل من ذي الحجة الحرام والعاشر هو يوم العيد وهو عيد الأضحى؛ وهو العيد الذى يذكرنا بما حدث مع سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام، يذكرنا بهذه المعاني التي يجب أن تعود إلى قلوبنا ؛ ويجب أن نربي عليها ابنائنا من معاني التضحية والإيثار؛ فقد نزعت التضحية من حياتنا للأسف الشديد ؛ويجب علي المسلمين أن يعودوا إليها حتي تكون الدنيا في أيديهم وتخرج من قلوبهم، نري الشباب لا يريد التضحية لا يريد خدمة والديه وإن احتاجوا إليه ، لا يريدوا أن يذهبوا إلى أجدادهم حتي لا يخاطبوهم بأي تكليف؛ ويرون أن هذا ليس من شأنهم، أولئك لم يعلمهم أحد معني التضحية، ولا معني الإيثار ؛ولا معني الكرم ؛ولا معني كيف يؤدي الإنسان حياته لربه وليس خدمة بسيطة يفعلها لوجه الله.
وأكمل: وما حدث مع سيدنا إبراهيم كان مثالاً يحتذي في التضحية فقد شرع في التضحية بابنه، والولد فلذة الكبد وعلي ذلك فإن هذا الذي فعله كان أعلي من أن يضحي بنفسه ،لعل أحدنا يضحي بنفسه لحماية لابنه فيجود بروحه قبله، إلا أن سيدنا إبراهيم إمتثالا لهذا المعني وقياماً به قدم ابنه علي ذلك ،وقدم ابنه علي نفسه تضحية وتربيه للولد الصغير وتعليماً للأمة من بعده .
وشدد: التضحية وهذا الفداء إنما كان من أولئك الذين ربوا أنفسهم علي طاعه الله ؛وعلي المسارعة في الخيرات ؛وعلي أن يكونوا من المحسنين ؛ ومن المتقين.
وبين: التضحية والفداء رمز يجب أن نحوله إلى برامج تربية ؛وإلى برامج إعلام ؛وإلى برامج دعوة، وأن نجعل الناس يضحون بأوقاتهم أو بأموالهم أو بجهدهم أو بعلمهم فكل فداء وكل إيثار فإنما هو فلاح من عند الله {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.