يصادف اليوم الذكرى الخامسة والثمانين لميلاد الكاتبة الأمريكية جويس كارول أوتس، صاحبة الإنتاج الأدبي الغزير، حيث ألّفت أكثر من مائة كتاب، واحداً بعد الآخر، وتُعد أكثر من تم ترشحهم لنيل جائزة نوبل في الأدب خلال العقد الماضي على أقل تقدير. فهي روائية وشاعرة وقاصة، وكاتبة مسرحية؛ إذ ألفت أكثر من ثلاثين مسرحيّة، وتدرّس بالجامعة؛ إذ تقوم بتدريس الأدب في جامعة برينستون منذ عام 1978، وتكتب المقالات المطوّلة.
[[system-code:ad:autoads]]
أسلوبها وموضوعاتها المفضلة
وُلدت جويس كارول أوتس في 16 يونيو عام 1938. منذ كتبت روايتها الأولى «بسقوط مرتعش» عام 1963، قامت أوتس ببناء مجموعة من الروايات ذات طابع قوطي غامض وبقدرة عالية على التحليل الاجتماعي. وتشمل موضوعاتها المفضلة: قوى العقل الباطن والإغراء والعنف والاغتصاب على جانب، وتحليل المجتمع الأمريكي تحليلاً مستفيضاً ووحدة التحليل لديها هي الأسرة والفرد. وتستعين الكاتبة كثيراً بالحوار الداخلي وتستغرق في تفاصيل الشخصيات النفسية بمهارة بالغة، وقالت إنها تأثرت في كتابتها بهنري جيمس وهنري ديفيد ثورو، والمغني بوب ديلان والكاتب ويليام فوكنر صاحب رواية «بينما أرقد محتضرة».
إنتاجها الأدبي
تمثل جويس كارول أوتس ظاهرة في أميركا، بل إنّها الروائية الأكثر إثارة للجدل بشخصيتها، وإنتاجها الكثير المتنوع من الروايات والقصص القصيرة والكتب على امتداد أكثر من ثلاثة عقود من الكتابة؛ رصدت خلالها الكثير من المجتمع الأمريكي بتحولاته.
وهي تؤلف روايات اجتماعية وأخرى بوليسية، ومسرحيات وكتباً للأطفال وقصص، إلى جانب دواوين شعرية وسيناريوهات أفلام، وكتباً نقدية وألفت أيضاً كتاب مذكرات.
وتناولت رواياتها وقصصها شخصيات غامضة وشريره غالباً، وتعاني من ضغوط، بل وأحياناً وحشية وآباء مجرمون ومراهقون تائهون حائرون، وعموماً هي صوّرت الأسرة الأميركية ووضعتها تحت المجهر.
البدايات.. الحلم الأميريكي
بدأت مسيرتها الأدبية بروايات عن الجرائم في المدن، وما يجدّ فيها من عنف واغتصاب وقتل، وهي تؤكد قائلة: "أميركا هي موضوعي المفضّل". كما أنها اهتمت بـ"الحلم الأميركي" والخيانة الزوجية وقضايا المرأة، التي تعد الكاتبة من المناصرات لها وعموماً فإن العالم الذي تصوره هو عالم دموي بشع، حافل بالدمار والموت، إلا أنها في حالات نادرة تقدم عالماً أكثر لطفاً. وقال مرافق لها أثناء زيارة لها لـ"باريس" إنّها كانت تكتب في سيارة "التاكسي" وكذلك في الطّائرة. هي تنتج كتباً لا تقل عن 500 صفحة للكتاب الواحد، ولها إنتاج روائي وشعري غزير ومتنوع .
الجوائز
تم ترشيحها خلال السنوات الأخيرة عدة مرات لنيل جائزة نوبل للأدب، وقد قلدها الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما الميدالية الوطنيّة للإنسانيات. وحصلت جويس كارول أوتس «سيدة الأدب الأميركي السوداء» كما يصفها النقّاد، على العديد من الجوائز الأدبية منها: جائزة الكتاب الوطني عن رواية «هم» في العام 1970 التي تركّزت على معاناة أزمة عائلة بيضاء خلال أعمال الشغب في ديترويت ستينيات القرن الماضي، وجائزة بن مالامود عام 1996 وجائزة فيمينا عن رواية «سقطات» في العام 2005، كما حصلت على جائزة ريا للقصص القصيرة، وجائزتي «أو. هنري» والميدالية الوطنية للعلوم الإنسانية، وجائزة القدس عام 2019، كما رُشحت لجائزة بولتزر عن ثلاث روايات، ووصلت إلى نهائيات جائزة نوبل مرتين، وتعتبر المرشّحة الأبدية لتلك الجائزة.
ترجمات إلى العربية
تُرجم للكاتبة مجموعة قصصية بعنوان «الأنثى كنوع» عن سلسلة الجوائز الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وصدر لها من نفس السلسلة رواية «الشلالات».