محمد عادل محمد إسماعيل عوض الله المتهم بقتل نيرة أشرف أحمد عبدالقادر، زميلته في كلية الآداب جامعة المنصورة، في شهر يونيو عام 2022 أمام مقر جامعة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وذلك بعد أن سدد لها عدة طعنات متفرقة في أنحاء الجسد حتى سقطت جثة هامدة، والذي تصدر مشاهد عديدة من التريند خلال عاما، منذ تنفيذ الجريمة ومروا بإحالة أوراقه للمفتي ثم الطعن على الحكم وتأييد حكم الإعدام عليه، ومن ثم المطالبة بوقف تنفيذ الحكم حتى إعدامه في يونيو 2023، ويرصد صدى البلد في التقرير التالي التفاصيل الكاملة لـ حياة محمد عادل.
[[system-code:ad:autoads]]
قصة حياة محمد عادل
محمد عادل محمد إسماعيل عوض الله بالغ من العمر 21 عاما، من مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، وتوفى والده وهو في سن السادسة، ويقطن برفقة والدته وشقيقتين أكبر منه، طالب بالفرقة الرابعة بكلية الآداب جامعة المنصورة، وتعرف على فتاة تدعى نيرة أشرف زمليته في ذات الكلية بجامعة المنصورة، ونشبت بينهما علاقة صداقة ثم تقدم لخطبتها ولكن رفضته أهل نيرة أشرف ومن هنا بدأت الخلافات بينهما، حين حررت نيرة محضرا ضده في قسم شرطة ثان المحلة، وتم عقد جلسة عرفية تعهد فيها محمد عادل بعد مضايقة نيرة أشرف.. وتلك كانت بداية القصة التي إنتهت بمقتل نيرة وإعدام محمد.
نشأت علاقة صداقة بين محمد عادل ونيرة أشرف في جامعة المنصورة، وعلى غرارها أمدها بالأبحاث العلمية وساعدها حتى نشبت بينهما علاقة عاطفية، إلا أن نيرة تنصلت من هذه العلاقة، وحاول محمد مرارا وتكرارا أن يقربها منه حتى حذرته بعدم الإتصال بها، فتقدم إلى أسرتها لخطبتها ورفضته الأسرة وأيضا نيرة، ودبت الخلافات بينهم حتى حررت نيرة محاضر ضده بقسم الشرطة وتم عقد جلسة عرفية تعهد خلالها بعدم الإقتراب لها، إلا أنه بداخله كان ما زال يريدها، وفي منتصف شهر رمضان 2022 حضر إليه بعض الأشخاص طالبين منه الإبتعاد عن نيرة لتجنب المشاكل.
قصة جريمة نيرة أشرف
وعلى لسان محمد عادل كانت قصته مع نيرة أشرف حين قال «أنا سايرت الناس اللي جات لي وقولت لهم ماشي مش هكلمها، وحاولت طول شهر رمضان إني أتواصل معاها لكن كانت عملت لي بلوك، وفي نهاية رمضان أخدت قرار بيني وبين نفسي إني أنتقم، وأستنيت الإمتحانات، وقولت هجيب شخص ينفذ ويخلص عليها، أو يعملها عاهة، ويوم 20 يونيو 2022 خرج محمد من مسكنه ومعه آلة حادة وأنتظر نيرة في موقف السيارات، وما أن ابصرها حتى دخل معها نفس الميكروباص، حتى وصلا إلى الجامعة، وأمام الجامعة وما أن شاهدها حتى قام بتسديد عدة طعنات لها، وبعدين الناس مسكتني وسلموني للشرطة».
ومن هنا بدأ مشوار محمد عادل، الذي تحول في صباح 20 يونيو 2022 من طالب جامعي إلى قاتل، وتم إقتياده إلى قسم الشرطة ونقل نيرة أشرف جثة هامدة إلى مشرحة مستشفى المنصورة الدولي، وباشرت النيابة العامة التحقيقات معه وبعد مرور 48 ساعة فقط على جريمته، قرر المحامي العام الأول لنيابات جنوب الدقهلية إحالة المتهم محمد عادل إسماعيل عوض - 21 سنة إلى محكمة جنايات المنصورة، لإتهامه بقتل المجني عليها نيرة أشرف أحمد عبدالقادر مع سبق الإصرار، بعد أن بيت النية والعزم على قتلها، بعد رفضها الإرتباط به، حيث وضع مخططا لقتلها حدد فيه ميقات وقت إختباراتها في الكلية مع نهاية العام الدراسي، ويقينه بأنها ستكون متواجدة، وعاين الحافلة التي أستقلتها نيرة وركب معها، وتتبعها حتى الجامعة وما أن أبصرها حتى باغتها بطعنات متفرقة من خلفها سقطت على أثرها أرضا، وأكمل جريمته قاصدا إزهاق روحها.
قصة الليلة الأخيرة في حياة محمد عادل
أيام قليلة مرت على محمد عادل في محبسه.. وتحديدا في صباح يوم 28 يونيو 2022 أصدرت محكمة جنايات المنصورة برئاسة المستشار بهاء المري، حكما على محمد عادل، حيث قررت إحالة أوراقه إلى فضيلة المفتي لأخذ الراي الشرعي في إعدامه، ومن ثم قضت بإعدامه في جلسة 6 يوليو 2022، وبعد ذلك تقدم دفاع محمد عادل بمذكرات طعن إلى محكمة النقض، للطعن على حكم الإعدام، ونظرت محكمة النقض الطعن وقضت برفضه في جلسة 9 فبراير 2023 وأيدت حكم محكمة جنايات المنصورة بإعدام محمد عادل.
قضى محمد عادل الفترة بأكملها في مركز الإصلاح والتأهيل في جمصة، منذ القبض عليه وحتى تأييد حكم الإعدام عليه، حيث بدأت الفترة في محبسه مرتديا الملابس البيضاء، ثم منها إلى الملابس الحمراء الخاصة بالمحكوم عليهم بالإعدام، وتوالت الزيارات بين أسرة محمد عادل - والدته وشقيقتيه والمحامي الخاص به - في محبسه بجمصه، حتى تقدمت والدته بدعوى لوقف تنفيذ حكم الإعدام أمام مجلس الدولة والذي قضى بعدم الإختصاص في ذلك، حتى جاء الفصل الأخير في حياة محمد عادل وتحديد في شهر يونيو 2023، في نفس الشهر الذي نفذ فيه جريمته.
قصة زيارة أسرة محمد عادل له بمحبسه
حضرت والدة محمد عادل وشقيقته إلى مركز الإصلاح بجمصة على الطريق الدولي الساحلي، في صباح يوم الثلاثاء 13 يونيو لزيارته في محبسه، ومع إقتراب أذان الظهر كانت الأسرة أمام محمد، حيث جلس معهم المكان المخصص للزيارة، وقاربت الزيارة على 40 دقيقة كاملة، تحدثت فيها الأم إلى نجلها وغمرت الدموع تلك الجلسة التي لم يكن أحدا على دراية بأنها الأخيرة، وقبيل المغادرة إحتضن محمد والدته بالدموع، ثم إحتضن شقيقته وعاد إلى محبسه ممسكا بملابس وطعام أحضرته له والدته ليكفيه أيام قادمة.
دخل محمد عادل إلى محبسه من جديد في عصر يوم الثلاثاء، ومرت الساعات وهو جالسا بين الحسرة والدموع كعادته حين كانت تزوره والدته، وما هي إلا ساعات بسيطة مرت عليه داخل المحبس، حتى أنتهى اليوم وبدأ يوم التنفيذ، دقت فيه الساعة الواحدة صباحا - الأربعاء 14 يونيو، حيث حضرت حراسة خاصة إلى محمد عادل وتم إقتياده إلى غرفة الإنفرادي تمهيدا للتنفيذ، وقدمت له الحراسة مصحفا وبعض الأطعمة وسجادة صلاة، وما أن وصل إلى الغرفة حتى أنهمر في البكاء سائلا الحراسة هل أقتربت اللحظة، وفي الرابعة من صباح يوم الأربعاء طلب من الحراسة المتواجدة معه أن يصلي الفجر ثم جلس يتلو آيات القرآن الكريم لمدة تجاوزت الساعة.
قصة دفن محمد عادل في المحلة
إقتادت الحراسة محمد عادل إلى مكان تنفيذ الإعدام، حيث حضر مأمور مركز الإصلاح وأحد رجال الدين وقاض التنفيذ وأيضا طبيب مركز الإصلاح، وتم تلاوة أمر الإحالة بالإتهامات الموجهة إلى محمد أمامه، ثم تم تغطية راسه بالغطاء الاسود، وأبلغه الشيخ بنطق الشهادة ثم تلاوة بعض الأدعية الدالة عن التوبة، وإقتياده إلى طبلية التنفيذ، ثم تم التنفيذ في دقائق، وتأكد الطبيب من الوفاة وتم تحرير محضرا بساعة ومكان التنفيذ، وتم وضع جثمان محمد عادل في سيارة إسعاف وتتبعتها مأمورية أمنية إلى مشرحة مستشفى المنصورة الدولي والتي كان يرقد بها جثمان الراحلة نيرة أشرف قبل سنة بالتمام حين نفذ المتهم جريمته.
وفي صباح الأربعاء تم إخطار أسرة محمد عادل، حيث حضر خاله إلى مستشفى المنصورة الدولي، وأنهى إجراءات التصريح بالدفن والغسل، ثم تم تسليمه الجثمان في سيارة نقل موتى وبرفقة مأمورية أمنية، توجه به إلى مسجد البرجي في المحلة، حيث عاد محمد عادل بعد عاما من الغياب عن مدينته، حين خرج في صباح يوم 20 يونيو 2022 مرتديا ملابسه متوجها إلى الجامعة، حتى عاد من جديد في 14 يونيو 2023 في كفنه الأبيض ليدفن في مقابر الصدقة بسيدي خلف مدينة المحلة الكبرى.