توفيت ماري فرانسواز جيلوت، الكاتبة والفنانة التشكيلية الفرنسية، التي طغت علاقتها الرومانسية الطويلة والعاصفة مع بابلو بيكاسو على حياتها، عن عمر ناهز 101 عاماً، وذلك يوم الثلاثاء، في مستشفى في مانهاتن، بحسب ما أعلنت ابنتها أوريليا إنجل.
عرف الناس جيلوت بدايةً من خلال علاقتها الرومانسية مع بيكاسو، وخصوصاً أن فارق السن بينهما كان 40 عاماً، وقد نشرت مذكراتها "الحياة مع بيكاسو"، التي كتبتها مع كارلتون ليك عام 1964، بعد انفصالهما بسنوات.
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن كتاب جيلوت، "أصبح من أكثر الكتب مبيعاً على مستوى العالم، وأثار غضب بيكاسو لدرجة أنه قطع الاتصال بالسيدة جيلوت وطفليهما، كلود وبالوما بيكاسو".
أضافت الصحيفة: "أن كتب جيلوت بيعت بشكل جيد، وكذلك أعمالها الفنية، التي جلبت لها عائدات مالية عالية، وخصوصاً في سنواتها الأخيرة". وعُرضت أعمالها في أكثر من عشرة متاحف، من ضمنها متحف متروبوليتان للفنون، ومتحف الفن الحديث في نيويورك، ومركز بومبيدو في باريس.
في مايو 1943، التقت بالفنان بيكاسو، وفي شتاء عام 1944 ازدهرت علاقتهما. كانت تبلغ من العمر حينها 22 عاماً، وهو يبلغ 62 عاماً. استمرت علاقتهما لعقد من الزمن، وانتهت عام 1953، واصلت بعدها الرسم وكتبت مؤلفات عدّة.
عام 1970، تزوّجت من جوناس سالك، الباحث الأميركي، الذي طوّر أول لقاح آمن لشلل الأطفال، وعاشت في كاليفورنيا لفترة. واصلت الرسم متّبعة أسلوباً تجريدياً ينتمي إلى مدرسة ما بعد الحرب في باريس، وذلك بدلاً من تقليد بيكاسو.
زوجة نابوليون
ولدت ماري فرانسواز جيلوت لعائلة ثرية في 26 نوفمبر 1921، في إحدى ضواحي باريس. كان أسلافها في القرن التاسع عشر يمتلكون داراً للأزياء الراقية من بين عملائها يوجينيا، زوجة الإمبراطور نابليون.
انجذبت ماري فرانسواز إلى الفن منذ سن مبكرة، وتلقّت تعليمها العالي في السوربون والمعهد البريطاني في باريس، وحصلت على شهادة في الأدب الإنجليزي من جامعة كامبريدج. مع اقتراب الحرب من فرنسا عام 1939، أرسلها والدها إلى مدينة رين، شمال غرب باريس، للالتحاق بكلية الحقوق. واستمرت تعمل على لوحاتها.