قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

زهرة الباتشولي.. سر عطر الرومان القدماء الذي عثر عليه مؤخرًا

×

كشفت الحفريات الأثرية عبر التاريخ، عن عدد كبير من الأواني المستخدمة للعطور أو المراهم في روما القديمة، لكن لم يُعرف سوى القليل عن التركيب الكيميائي، أو أصل المواد التي تحتوي عليها.

في هذا الإطار، نشر ثلاثة باحثين من جامعة قرطبة ومتحف المدينة في كارمونا، نتائج بحثهم المتعلق باكتشاف جرّة من الكريستال الصخري (الكوارتز)، تحتوي على مادّة عطرية صلبة في داخلها، ومُحكمة الإغلاق بسدادة.

[[system-code:ad:autoads]]

تمّ اكتشاف جرّة عطر في مقبرة رومانية في مقاطعة إشبيلية الإسبانية عام 2019، أثناء أعمال التجديد في بلدة قديمة.

وكتب الباحثون في الورقة المنشورة في مجلة "Heritage": "على حدّ علمنا، ربما تكون هذه هي المرّة الأولى التي يتمّ فيها التعرّف على عطر من العصر الروماني".

البشر والعطور

وأوضح الباحثون أن البشر "استخدموا العطور منذ 5 آلاف عام، بداية من قدماء المصريين ثم اليونان وروما، كما تمّت صناعة العطور بكميات تجارية. واستخدم الرومان العطور في الحياة اليومية، وكذلك في الاحتفالات والجنازات لتحنيط الموتى".

واستناداً إلى مقارنات مع معايير الباتشولي وزيت الناردين المتاح تجارياً، ربما كان العطر الموجود في "الجرّة" هو الباتشولي. وبحسب الخبراء، "قد تكون هذه المرة الأولى التي يتمّ فيها التعرّف على عطر من العصر الروماني ، وهذا يمثّل تقدّماً كبيراً في هذا المجال".

أخضع الباحثون المادة والسدادة لتقنيات مثل الأشعة السينية، والتحليل الطيفي للأشعة تحت الحمراء، والمقياس الكتلي للغاز ، الذي كشف أن المادة تحتوي على هيدروكربونات، وسيسكيتيربينز (توجد بشكل طبيعي في النباتات والحشرات)، فضلاً عن دهون نباتية.

تمّ حفظ الجرة في علبة رصاص على شكل بيضة مخزّنة في فجوة بالجدار، احتوت على عظام وخرز كهرماني أيضاً. أما عن سدادة جرّة العطر، فكشف الباحثون أنها من "الدولوميت"، وهي لا تستخدم عادةً لهذا الغرض، وقد تم استخدام "البيتومين" لإغلاق العطر.

ما يجعل الاكتشاف الجديد مميزاً، هو أنه بينما وجد الباحثون السابقون الكثير من الأوعية التي تحتوي على العطور أو المراهم ، إلا أن محتوياتها بقيت لغزاً، كما يقول المؤلفون، الذين أشاروا إلى أن جوهر العطر نفسه، بقي مجهولاً، فضلاً عن أن سدادة الدولوميت الموجودة على الجرّة فريدة أيضاً.