تعكُف الجزائر على تنصيب أطول تمثال في العالم؛ لتخليد ذكرى ابنها المناضل الأمير عبد القادر الذي قاوم الاحتلال الفرنسي لبلاده في القرن التاسع عشر، وساهم في تأسيس الدولة الجزائرية الحديثة.
احتلت فرنسا الجزائر في عام 1830، وقاد عبد القادر بن محي الدين بن مصطفى بن محمد حركة المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي، وفي عام 1832 ساهم بتأسيس الدولة الجزائرية بشكلها الحديث، على قواعد مدنية معاصرة.
[[system-code:ad:autoads]]
الأمير عبد القادرK بالنسبة للجزائريين رمزًا للنضال والشجاعة، وله العديد من التماثيل في البلاد من بينها تمثال "الفارس الأمير"، للنحات البولندي "ماريان كونتينشي"، الذي يتوسط شارع الأمير عبدالقادر في العاصمة الجزائرية.
أطلقت السلطات الجزائرية مشروع إنشاء تمثال الأمير عبد القادر في ولاية وهران، بتكلفة تعادل 9 ملايين دولار ونصف المليون. وكشف سعيد سعيود، والي وهران، خلال مداخلة مع إحدى البرامج على قناة (بي بي سي عربي)، عن تفاصيل تنصيب التمثال الجديد، والذي سيصبح الأعلى في العالم، بطول 42 مترًا. وأوضح أن التمثال الجديد –ل الأمير عبد القادر الذي يمتطي حصانه ممسكًا سيفه– أعلى من تمثال ريودي جانيرو بثلاثة أمتار، والسيف بيده موجه ناحية القبلة "للمصلين"، فيما يرمز الحصان للأركان الخمسة في الدين الإسلامي.
وتابع: «سيُنصّب في أعلى قمة جبل مرجاجو، ليشرف على مدينة وهران، وسيكون أعلى من تمثال المسيح المخلص في ريودي جانيرو».
تباين في الآراء
إعلان السلطات الجزائرية عن تمثال الأمير عبدالقادر؛ أثار جدلًا في الأوساط الجزائرية بسبب تكلفته المادية الباهظة. فيرى البعض أن التكريم الحقيقي للأمير المناضل عبد القادر؛ من الأولى أن يتم عن طريق تدريس سيرته في المناهج الدراسية والأعمال السينمائية أو معاهد التاريخ؛ للوقوف على إرث ثورته الحقيقية ضد الاحتلال. فيما يؤيد آخرون إنجاز ذلك العمل الفني، كونه رمزًا للثورة الجزائرية والسلام والتسامح، والرد على القائلين إن التمثال حرام في الاسلام، لأن الحرام في التماثيل حين التقرب اليها.
تُوفي الأمير عبدالقادر الجزائري في عام 1883 في منفاه بالعاصمة السورية دمشق، لكن السلطات الجزائرية نقلت رفاته في عام 1966، لدفنه في الجزائر، خلال فترة حكم الرئيس الراحل هوري بو مدين.