الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

3 أشياء يجب توافرها لتكون عالما ربانيا .. علي جمعة يكشفها

علي جمعة
علي جمعة

كشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر عن صفات المسلم الرباني، ذي التفكير العميق المستنير، موضحا أنه صاحب عقلية فارقة لا خرافية ولا هشة.

صفات المسلم الرباني

وقال علي جمعة من خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: الأئمة الكبار كالشافعي والنووي ومن قبلهم الصحابة الكرام لم يبنوا علومهم إلا على الحقائق، وكان لديهم نظام للتوثيق والتثبت، حتى إن الله قد ألهم هذه الأمة واحدا وعشرين علمًا لكي تعرف التوثيق والتثبت وكيفية الرواية، سواء في نقل القرآن الكريم أو السنة المطهرة أو مقالات الأئمة، وكل هذا بالأسانيد المتصلة المقروءة والمحققة، والتي جعلت عقل المسلم ليس خرافيًا ولا هشًا، بل عقلًا علميًا متثبتًا.

وتابع علي جمعة: حتى يكون الإنسان ممتلكا لعقلية فارقة في علوم الشريعة يجب عليه :

أولا: أن يكون له شيخ، والشيخ يقوم تجاهه بوظيفتين : 
أ- الأستاذية، وفيه يعلمه ويرشده إلى طريق البحث العلمي. 
ب - التربية والتزكية، حتى يستقيم سلوكه مع معارفه ولا يتناقض سره وعلانيته ؛ فيأمر بالمعروف ولا يأتيه ، وينهى عن المنكر ويأتيه.

وأضاف: فالشيخ هو وسيلة لانتقال المعارف والخبرات المتراكمة، والتزكية ركن من أركان بناء العقلية الفارقة.

ثانيا: الترقي في العلم والبلوغ إلى نهاية ما وصلت إليه النظريات والأفكار والمفاهيم والخلافات والجدل والإجماع، حتى تكون بدايته صحيحة واجتهاده صادقا، يبدأ مما انتهى إليه الآخرون ويوفر على نفسه وقتا وجهدا في بحث ما تم بحثه بالفعل ولم تعد هناك فائدة منه، وإلا لو بدأ الإنسان من أول العلم سيكون كمن أراد أن يبدأ بما بدأ به إديسون من اكتشاف البخار لتسير القطارات بالبخار بعدما أصبحت تسير بالطاقة الشمسية.

ثالثا: الحرص على إتمام أركان العلم حتى لا يقع في الخلل، فلتحصيل العلم أركان وقد ذكرها الإمام الشافعي رحمه الله في قوله:
أخي لن تنال العلم إلّا بستّة * ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة
سأنبيك عن تفصيلها ببيان * وصحبة أستاذ وطول زمان

مبادئ السلام الاجتماعي

كما أوضح علي جمعة، اهتم الدين الإسلامي اهتماماً شديداً بالسلام الاجتماعي، وجعله من مهمات الدين وأساسيات الشريعة الحنيفة لارتباطه الوثيق بالمنفعة العامة للأمة الإسلامية ومصالح العباد، ومن أول وأهم مبادئ السلام الاجتماعي نبذ الظلم والاعتداء على الآخرين، فقال الله سبحانه وتعالى: (وَاللهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [آل عمران:57]، وقال: (إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ) [المائدة:51]، وقال: (وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ) [المائدة:87]، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث الجامعة التي تساعد المسلمين على إرساء قواعد السلام الاجتماعي والمحافظة عليه وعدم الظلم والاعتداء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه جابر بن عبد الله: «اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم» أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، يأتي هذا الحديث ليرسم للمسلم منهجا تربويا قائما على نبذ الظلم والشح، وبيانا لعاقبتهما في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا سفك الدماء واستباحة المحارم وانعدام الأمن والسلام بين الناص، وفي الآخرة ملاقاة العذاب والظلمات، فالإسلام لا يوجد إلا في ظل إقامة العدل بين الناس ومع النفس، والإسلام لا يكون إلا بالتسامح والعطاء وإرساء مبادئ السلام في المجتمع.

ويرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مبدأ آخر لتحقيق السلام الاجتماعي ألا وهو عدم تتبع عورات الغير، فعن ابن عمر قال: صعد رسول الله صلي الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع فقال: «يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله» أخرجه الترمذي في سننه، ويأتي ذلك مصداقاً لقوله تعالى: (وَلَا تَجَسَّسُوا) [الحجرات:12]، فالسلام لا يتحقق في مجتمع إلا بترك الظلم والبغي والإيذاء، وفيه استخدام النبي صلى الله عليه وسلم للصوت كأداة تربوية للتأثير في المستمع، وقوله: «تتبع الله عورته» تحذير ووعيد لعظمة الجرم وخطورته.