فقد إحساسه بالأشياء من حوله، تحول فجأة إلى إعصار هادر من الغضب، رفع مطرقته وهوى بها على الصخرة، وعاود ذلك مرارًا حتى ارتج المكان، وبدأ الغبار يتصاعد من الحجارة المتساقطة، من أجواء رواية «تغريبة القافر»، عن دار المسكلياني للروائي والشاعر العماني زهران القاسمي تحكي عن القافر، ذاك الشاب الذي يسمع صوت الماء المندس والمسجون بين الصخور، لا يكتشف الماء بعقله بل بمعرفته الروحية.
[[system-code:ad:autoads]]
أهمية الغلاف
بداية من الغلاف الذي اختاره بعناية، تناول الراوئي العمُاني زهران القاسمي الحديث عن روايته تغريبة القافر، في حوارٍ سابق خلال مداخلة هاتفية مع إحدى البرامج، قائلًا: الغلاف عتبة من عتبات الكتاب، ومهم جدًا في تسويقه؛ لذلك اتفقت مع أحد الأصدقاء المصورين أن يصور لوحة خاصة بهذا الكتاب، وتم الاعتناء بغلاف الكتاب الذي أثر تأثيرًا كبيرًا في تسويقه.
بطل الرواية
وعن القافر بطل روايته، أضاف القاسمي: القافر في الرواية هو شخص لديه ميزة خارقة؛ إنه يسمع خرير الماء في باطن الأرض، وبالتالي عندما يكبُر و يحدث جفاف كبير في القرى، يستعين به أهلها؛ لمعرفة منابع الماء في باطن الارض، ومن هنا جاءت فكرة الرواية. وتابع، أنه إنسان يستمع إلى خرير الماء في أعماق الأرض، وفي الحقيقة لا توجد هذه الميزة في البشر، ولكن فقط في بيئة الرواية.
أشخاص محدودين
أكتفى زهران القاسمي بشخصيات قليلة في هذه الرواية لاثراء أحداثها، وعن ذلك أوضح، شخوص الرواية هنا محدودين بمحدودية بيئة العمل، واكتفيت بشخصية رئيسية واحدة؛ لأن هذا الإنسان يعيش غربة تامة في المجتمع الذي يعيشه؛ بسبب عدم اعتراف المجتمع به طبقيًا،طبقيًا، وبالتالي كونه كان وحيدًا أو محدود العلاقات مع أسرته فقط ومع الناس القريبين منه؛ لم اتشعب كثيرًا في موضوع كثرة الشخوص في الرواية.
أحوال الماء
في تغريبة القافر، يتداخل الخيال مع الواقع، وحول ذلك يقول القاسمي: تبدأ الرواية باستخراج جسد إمرأة غريقة في بئر، يكتشف الناس عندما يبدأون في تكفينها بأنها حُبلى بطفل وعلى وشك الولادة، ويستخرجون هذا الطفل من بطنها بطريقة قيصرية، الذي هو القافر مستقبلً،ا والذي يحمل ميزة سماع الماء. متابعّا أن ارتباط الماء هنا من البداية هو ارتباطه بغرق أمه، ثم ارتباطه بالجائحة التي تحدث بعد وفاة أمه، والتي أتت على القرية وسحقتها سحقًا بسبب وفرة المياه، وكذلك ارتباطه بالجفاف الذي يحدث بعد سنين في هذه القرية، وتموت من الجفاف والعطش.. الاشتغال على الماء بصفة انه الماء بوفرته قد يكون مهلكا وفي ندرته أيضًا قد يكون مهلكًا. وهنا يتحول الماء.
مسيرة زهران القاسمي
ذكر الروائي زهران القاسمي، أن تشعبات الكتابة من تشعبات الحياة، من الوعي و القراءة. وتابع: "أنا بدأت شاعرًا لم أكتب النصوص السردية إلا مؤخرًا منذ عشر سنوات فقط، منذ عام 2006 بدأت في النشر، ولكن بدأت في نشر الشعر وكنت شاعرًا ولم أتوقع في يوم من الأيام أن اكتب نصًا قصصيًا أو رواية، ولكن استهوتني هذه المسألة بعد ذلك عندما بدأت في كتابة أول رواية.
وأضاف: لدي الكثير من الأفكار المتعلقة أيضًا بالقرى وأحوال الناس في القرى و طبيعة حياتهم، و الكثير من المواضيع المتعلقة بهم، لذلك بدأت في نسك هذه الحكايات أو الروايات كتجربة جديدة في البداية، و استمرت بين فترة وأخرى بالتداول أحيانا بين الرواية والشعر، وما زلت أكتب الشعر بين فترة وأخرى لم انقطع عنه.