أعلنت اليوم جائزة البوكر للرواية العربية عن فوز الروائي العاني زهران القاسمي بالجائزة التي تحمل قيمة مالية تبلغ نحو 50 ألف دولار أمريكي.

وفي حوارٍ سابق، تحدث الروائي زهران القاسمي عن دلالة الماء في روايته «تغريبة القافر»، قائلًا: نجد أن كبرى الحضارات قامت على ضفاف الأنهار، وأن علماء الانثروبولوجيا يؤكدون بأن بداية الحياة على سطح الأرض بدأت من الماء، لكن كيف لو أن هذه المادة التي تمنح الحياة للكائنات هى مصدر لموتها أيضا من خلال ندرتها أو فيضانها، كيف يتحول الماء إلى قاتل.

[[system-code:ad:autoads]]

الدلالة الأخرى هى أن الماء مورد من موارد الطبيعة وأن التبذير فيه وعدم استخدامه الاستخدام الأمثل سوف يؤدي إلى نضوبه، وهذه رسالة في غاية الأهمية للنظر إلى موارد طبيعية تقوم عليها الحياة واستقرار كثير من الدول أن تنظر في طريقة استهلاكها.

وكما توسع في ذلك الفيلسوف الفرنسي غاستون باشلار، فالماء أكثر من كونه مادة لري العطش، فهو المرآة الأولى التي أغوت نرسيس وجعلته يرى ذاته، فهو الذات السائلة والأنا العميقة التي نقع في حبها ونسعى لامتلاكها وقد يكون ذلك فيه الهلاك، إلا أننا نذهب بعيدًا لها.

الكثير من الدلائل تركتها للباحثين في أعماق النص لتفتح عليهم رؤاهم له.

المرأة في «تغريبة القافر»

كما تطرق الروائي زهران القاسمي إلى الحديث عن الدور الذي تلعبه المرأة في الرواية، قائلًا: المرأة تاريخيًا هى من بدأت في التحول الحضاري وفي الزراعة، وكانت السبب في الكثير من التحولات التاريخية المهمة؛ لذلك حاولت أن أركز على ذلك في العمل، كيف أن المرأة هى سبب التحولات أيضًا التي طرأت على الشخصية الرئيسية في الرواية، فالقافر حتى يخرج إلى نور الحياة كان ذلك بسبب جرأة إمرأة وهى كاذبة، والمرأة التي اعتنت به وارضعته أيضًا، ثم المرأة التي ساقه الحب إليها لتكون وطنه الكبير، كل تلك الشخصيات لها دور كبير في توجيه النص وفي خلق الشخصية.

فوز القاسمي

وقد أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية، اليوم الأحد، عن فوز رواية «تغريبة القافر» بالدورة السادسة عشر من الجائزة لعام 2023، حصل زهران القاسمي بموجبها على جائزة نقدية تبلغ قيمتها 50 ألف دولار أمريكي، علاوة على تمويل ترجمة الرواية إلى اللغة الإنجليزية.