الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماذا تفعلين عند غضب الزوج| خطيب المسجد الحرام : بهذا يعود إليكِ نادمًا

ماذا تفعل الزوجة
ماذا تفعل الزوجة عند غضب الزوج

قال الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي ، إمام وخطيب المسجد الحرام،  إن هناك قواعد ثابتة وأصولاً متبعة وتجارِب نافعة في معاشرة الناس ومخالطتهم ومعاملتهم ينبغي أن يعيها المرء ويراعيها، وأننا نتعامل مع أناس مثلنا ليسوا بمعصومين، يصيبون ويخطئون، ويحصل لهم من السهو والنسيان والضعف مالا ينفك منه البشر.

ماذا تفعل الزوجة عند غضب الزوج

وأوضح " غزاوي" ، خلال خطبة الجمعة الأخيرة من شوال اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة، أن من القواعد الجليلة في التعامل بين الناس قوله تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالتِي هي أحْسَنُ فَإذا الَّذِي بَيْنَكَ وبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأنَّهُ ولِيٌّ حَمِيمٌ﴾ يَعْنِي ادفع بالحالة التي هي أحسن سَفاهَةَ الناس وجَهالَتَهم.

وأضاف: ادفع بحلمك جهل من جهل عليك، وبعفوك إساءةَ من أساء إليك، وبصبرك على مكروه من تعدى عليك، فَإنَّكَ إذا قابَلْتَ إساءَتَهم بِالإحْسانِ، وأفْعالَهُمُ القَبِيحَةَ بِالأفْعالِ الحَسَنَةِ تَرَكُوا أفْعالَهُمُ القَبِيحَةَ وانْقَلَبُوا مِنَ العَداوَةِ إلى المَحَبَّةِ، منوهًا بأنه مما يندرج تحت هذه القاعدة مراعاة ما ينبغي فعله مع من اشتد غضبه فلم يملك نفسه وتكلم بما لا يعي ولا يعقل.

وأشار إلى ما  قال ابن الجوزي رحمه الله: "متى رأيت صاحبك قد غضب، وأخذ يتكلم بما لا يصلح، فلا ينبغي أن تعقِد على ما يقول خِنصَرًا، ولا أن تؤاخذه به؛ فإن حاله حال السكران، لا يدري ما يجري، بل اصبر لفورته، ولا تعوِّل عليها؛ فإن الشيطان قد غلبه، والطبعَ قد هاج، والعقلَ قد استتر، ومتى أخذت في نفسك عليه، وأجبته بمقتضى فعله، كنت كعاقل واجَهَ مجنوناً، أو كمُفيق عاتب مغمى عليه، فالذنب لك.

 وتابع: بل انظر له بعين الرحمة، واعلم أنه إذا انتبه ندم على ما جرى، وعرف لك فضل الصبر، وهذه الحالة ينبغي أن يتعلمها الولد عند غضب الوالد، والصديق مع صديقه، والزوجة عند غضب الزوج؛ فتتركه يشتفي بما يقول، ولا تعوِّل على ذلك؛ فسيعود نادماً معتذراً" .

ونصح قائلاً: وأحسن الظن بهم واحذر من الحكم على أقوالهم وأفعالهم دون تثبُّت ومعرفة للأسباب، لاسيما أن الشيطان حريص على إيقاع العداوة والبغضاء بين الناس فربما نزغ بينك وبين أخيك حتى تظن به الظن السيء على إثر أمر حصل بينكما، منوهًا بأنه من باب الإنصاف وإبراء لذمتك لا تبن اعتقادك على أوهام وظنون فتبغض صاحبك وتقاطعه نتيجة ما ظاهره إساءة منه لك، بل بادر بمصارحته وسؤاله عن الحامل له على ما صنع معك، حتى يتبين لك عذره ومقصَده وترتاح نفسك.

طلبا للمغفرة 

ولفت إلى أنه من الأمور التي تراعى في معاملة الناس عدم الالتفات لما يلقاه المرء من أذاهم؛ فالمؤمن من أهل المروءات، يتغافل عن الزلات، ويغض الطرف عن الهفوات، طلباً لمغفرة رب البريات، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.

وبين أن من جملة القواعد التي يجب أن يعامل به الناس وهي أن يأخذ العفو، أي: ما سمحت به أنفسهم، وما سهل عليهم من الأعمال والأخلاق، فلا يكلفهم ما لا تسمح به طبائعهم، بل يشكر من كل أحد ما قابله به، من قول وفعل جميل أو ما هو دون ذلك، ويَتجاوزُ عن تقصيرهم ويغض طرفه عن نقصهم، ولا يتكبر على الصغير لصغره، ولا ناقص العقل لنقصه، ولا الفقير لفقره، بل يعامل الجميع باللطف والمقابلة بما تقتضيه الحال وتنشرح له صدورهم.

ونوه بقوله: وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ أي: بكل قول حسن وفعل جميل، وخلق كامل للقريب والبعيد، فاجعل ما يأتي إلى الناس منك، إما تعليم علم، أو حث على خير، من صلة رحم، أو بِرِّ والدين، أو إصلاح بين الناس، أو نصيحة نافعة، أو رأي مصيب، أو معاونة على بر وتقوى، أو زجر عن قبيح، أو إرشاد إلى تحصيل مصلحة دينية أو دنيوية، ولما كان لابد من أذية الجاهل، أمر اللّه تعالى أن يقابل الجاهل بالإعراض عنه وعدم مقابلته بجهله، فمن آذاك بقوله أو فعله لا تؤذه، ومن حرمك لا تحرمه، ومن قطعك فَصِلْهُ، ومن ظلمك فاعدل فيه.

 


-