يوافق الثامن من شهر مايو ذكرى وفاة الروائي الفرنسي جوستاف فلوبير، مؤلف أشهر روايات الواقعية في القرن التاسع عشر، الفتى الذي لم يستسلم لرغبة والده الطبيب، واختار أن يكون مؤلفا.
ولد جوستاف فلوبير يوم الثاني عشر من ديسمبر عام 1821، في مدينة "روان" بشمال غرب فرنسا، والده "أكيلي كليوفاس فلوبير" مدير وكبير الجراحين في المستشفى الرئيسي في روان.
بدأ فلوبير الكتابة في سن مبكرة، وتلقى تعليمه في مدرسة "ليسيه بيير كورنيل" في روان، ثم ذهب إلى باريس لدراسة القانون عام 1840، وغادرها عام1846 ولم يكمل دراسته.
[[system-code:ad:autoads]]
و بعد مغادرته باريس عاد إلى“كرواسيه” بالقرب من نهر السين ومن روان ،وعاش هناك لبقية حياته. ومع ذلك فقد قام بزيارات عرضية إلى باريس، وإنجلترا، كما سافر إلى الكثير من دول الشرق الأوسط.
من الناحية السياسية وصف فلوبير نفسه بأنه “رومانسي وليبرالي غبي قديم”، وليبرالي غاضب، كاره للاستبداد ، وشخص يحتفل بكل فرد تمرد ضد السلطة والاحتكارات.
انتماءه الأدبي
ينتمي فلوبير إلى المدرسة الواقعية الأدبية وعادة ما يتم النظر إلى روايته المشهورة «مدام بوفاري»، باعتبارها أول رواية واقعية، وهو الذي تابع المشروع الروائي الواقعي، الذي بدأه كتاب فرنسيون آخرون، وأرسى قواعده، إلا أنه بالرغم من انتمائه إلى المدرسة الواقعية، يظل ذلك الكاتب الذي زاوج بين واقعيته، وبين ميله الرومنطقي، الذي ظهر جليا في روايته «سالامبو»، وفي رواياته الأخرى، التي حملت عناوين: «إغراء القديس أنطونيوس» و«التربية العاطفية»، بالإضافة إلى روايته «مدام بوفاري».
وعلى خلاف الكتاب الرومانتيكيين، الذين يعتمدون على الخيال والعواطف المتقدة في التعبير الأدبي، تميز جوستاف فلوبير بقدرته على الملاحظة الدقيقة، وعلى توصيف النماذج البشرية العادية بدقة، والاستعانة بالعقل، والرؤية الموضوعية، بدلا من نظيرتها الذاتية، التي يتصف بها الكتاب الرومانتيكيون عادة، لم يكن فلوبير ينفر من الواقع على غرار الرومانتيكيين، بل كان يعتقد أن الفن الحقيقي هو الفن الموضوعي، و الفصل بين الفنان كذات، وفنه كموضوع، ضروري، ومع ذلك، فإنه الكاتب الذي يمثل المذهبين الواقعي والرومانتيكي، بطريقة أو بأخرى.
مؤلفاته
مدام بوفاري في العام 1857، سالامبو في العام 1862، التربية العاطفية في العام 1869، تجربة القديس أنطونيوس في العام 1874، ثلاث حكايات في العام 1877، بوفار وبيكوشيه، رسائل مختارة من جوستاف فلوبير، مذكرات مجنون.