الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

5 خطوط حمراء لحل الأزمة السودانية.. لجنة ثلاثية عربية| وهذا سر زيارات شكري

السودان
السودان

عقدت جامعة الدول العربية، خلال الأيام الماضية، عدة اجتماعات في إطار حل الأزمة السودانية، ووقف الاشتباكات والتوسط بين الأطراف، لوقف إطلاق النار، حيث قرر مجلس وزراء الخارجية العرب، السبت الماضي، تشكيل لجنة ثلاثية للتواصل مع أطراف الأزمة السودانية، ونص البيان على التأكيد على النقاط التالية:

  • إيجاد صيغة لوقف كامل ومستدام لإطلاق النار في السودان.
  • الاحترام الكامل لسيادة السودان ووحدة أراضيه والتعامل مع الأزمة باعتبارها شأنا داخليا سودانيا والحفاظ على مؤسسات الدولة ومنع انهيارها.
  • الحيلولة دون أي تدخّل خارجي في الشأن السوداني تجنباً لتأجيج الصراع وتهديد السلم والأمن الإقليمي.
  • تشكيل مجموعة اتصال عربية مكوّنة من السعودية ومصر والجامعة العربية تتولى التواصل مع الأطراف السودانية والدول المؤثرة إقليميا ودوليا بهدف التوصل لحل الأزمة.
  • التواصل مع المنظمات والهيئات الإغاثية لتوفير الدعم الطبي والإنساني للمواطنين والنازحين داخل السودان عبر السلطات السودانية.

لجنة عربية مصرية سعودية

وأمس الأحد، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير أحمد أبو الغيط، عن تشكيل لجنة سعودية مصرية للتواصل مع طرفي النزاع في السودان والمجتمع الدولي، لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار والتوصل إلى حل للأزمة، فيما أكد وزير الخارجية سامح شكري، بصفته رئيس الدورة الحالية الـ 159، لمجلس وزراء الخارجية العرب، أن الاجتماع قرر في دورته غير العادية على ما يلي:

  • إنشاء لجنة اتصال من بين أعضاء الجامعة العربية لتحقيق وقف إطلاق النار، على أن تضم اللجنة مصر والسعودية والأمين العام لجامعة الدول العربية.
  • السماح بإنشاء ممرات آمنة للمدنيين، بهدف حماية الدولة السودانية.
  • التحذير من أن يمتد ما يحدث بالسودان لدول الجوار وعلى رأسها مصر.
  • الترحيب بكل جهد مخلص يسعى لحل الأزمة السودانية، على أن يراعي الحفاظ على سيادة السودان واستقلاله ووحدة أراضيه والحفاظ على مؤسساته الشرعية.

وأوضح شكري، أن أي جهد أو تدخل لحل الأزمة، يجب أن يكون متفقا مع هذه المبادئ ولا يخرج عنها بهدف تحقيق مصالح ذاتية، أو نختلفة تؤدي لعكس التوجه والقانون الدولي، متابعا: ولهذا السبب فإن الدول العربية ودول الجوار المباشر للسودان هي الأقدر على فهم القضية، ولها من الاتصالات والتواصل مع المكونات المختلفة بالساحة السودانية التي تؤهلها بحكم العلاقات والتواصل والمعرفة بأن تكون طرفا فاعلا وتيسر التوصل إلى تفاهمات تحمي الشعب السوداني من الأضرار اللاحقة به جراء العمليات العسكرية وفي الوقت نفسه تحافظ على مقدرات الشعب السوداني وتحميها من أي أضرار تلحق بها".

زيارة شكري إلى تشاد وجنوب السودان

من ناحية أخرى، صرح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي، بالخارجية المصرية، أن الوزير سامح شكري، يتوجه اليوم الإثنين إلى كل من تشاد وجنوب السودان، في إطار جهود التنسيق والتشاور مع دول الجوار للسودان، لإيجاد حل للازمة، والوقف على تطوراتها وتأثيراتها الإقليمية والدولية، في سبيل الحفاظ على سلامة ووحدة الشعب والدولة السودانية.

ويحمل شكري، رسائل، من الرئيس عبد الفتاح السيسى، إلى كل من الرئيس محمد إدريس ديبي رئيس جمهورية تشاد، والرئيس سلفا كير رئيس جمهورية جنوب السودان، حيث أوضح أبو زيد، أن الأزمة السودانية الراهنة تلقي بظلالها على أوضاع إقليمية هشة ومتوترة، واستمرارها له تبعات خطيرة على استقرار المنطقة بأكملها، وعلى سلامة السودان واستقراره، فضلاً عن المعاناة الإنسانية الكبيرة التي يمر بها الشعب السودانى نتيجة استمرار الاقتتال والمواجهات العسكرية.

وشدد على أن كل هذه الأمور تقتضي تكثيف آليات التشاور والتنسيق بين دول الجوار الجغرافى للسودان باعتبارها الأكثر حرصا علي استقراره وسلامة شعبه.

جهود الجامعة العربية في حل الأزمة

في هذا الصدد، قال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن دور جامعة الدول العربية، في الأزمة السودانية، بدأ مع عقد اجتماعات من بداية الأزمة على مستوى المندوبين الدائمين، لكن لم يبرز الدور إلا بعد تدخل فردي من الولايات المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية، مع جنوب السودان، وبالتالي تقرر عقد جلسة خاصة مؤخرا لسوريا، والسودان، والتأكيد على دور الجامعة، وتم تشكيل لجنة من مصر والسعودية والأمين العام لجامعة الدول العربية، لمتابعة والتنسيق مع ما يتم من مبادرات ووساطة من أجل وقف القتال، والبدء في إيجاد مخرج من هذه الأزمة.

وأضاف حسن، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن سبب تشكيل لجنة من جامعة الدول العربية بين مصر والسعودية والأمين العام، لبذل المساعي والمتابعة، واتخاذ ما تراه سواء الاتصال بالدول والأطراف المعنية، أو بعقد اجتماعات، والتمهيد للقمة المقبلة، وعمل تقرير لتقديمه لوزارة الخارجية في اجتماعات القمة العربية، ثم يرفع التقرير للقمة، حال لم يتم التوصل لوقف إطلاق نار دائم.

سر زيارة شكري إلى تشاد وجنوب السودان

أما بالنسبة لزيارة وزير الخارجية سامح شكري لتشاد وجنوب السودان، أكد وزير الخارجية الأسبق، أن زيارة شكري تأتي في إطار تكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويحمل رسالتين للرئيس التشادي، والرئيس السوداني، في إطار الجهود المصرية، لأن تشاد دولة جوار للسودان، وقريبة من إقليم دارفور، والقبائل هناك متداخلة بين تشاد والسودان، ومنتشرة بأعداد كبيرة، وزيارة شكري، لضمان حرص الحكومة التشادية أو مراقبة عدم تدخل هذه القبائل في شئون السودان، حتى لا تتعقد الأمور.

أما عن هدف زيارة شكري لجنوب السودان، فهي دولة جوار كذلك، ومع بداية النزاع، كان أول اتصال تم بين سيلفا كير رئيس جنوب السودان والرئيس السيسي، وطرح فكر مبادرة واجتماع لوقف القتال بصفة دائمة، كما أن جنوب السودان لها كانت قد عملت على عقد اتفاقات سلام سابقة بي الجبهات المختلفة التي كانت لها ميليشيات وتحارب سواء الجبهة الشعبية لتحرير السودان أو الجبهة الشعبية للسودان، وبالتالي لها مصداقية عند الأطراف.

ويشهد السودان منذ 15 أبريل الماضي اشتباكات دامية بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع، ما أدى وفق آخر إحصائية لوزارة الصحة السودانية إلى مقتل 550 شخصا وإصابة نحو 5 آلاف آخرين، كما تسبب القتال المستمر إلى تدهور كبير في الوضع الإنساني، إذ قالت الأمم المتحدة إن نحو 100 ألف شخص فروا من السودان إلى بلدان مجاورة، منها مصر وتشاد وإثيوبيا.