شهد مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، الخميس (4 مايو 2023)، إطلاق الموسم الثاني من برنامج «مفكرون عالميون في ضيافة الإيسيسكو»، عبر لقاء فكري كبير نظمه مختبر الإيسيسكو الدولي للفكر والآداب والتراث والفنون، وكرسي الإيسيسكو في الجامعة الأورومتوسطية بفاس -المملكة المغربية، وشهد عصفا فكريا حول العلاقة بين الثقافة وتنمية المجتمعات، وتأثير التطورات التكنولوجية على هذه العلاقة.
[[system-code:ad:autoads]]
وشهد اللقاء الفكري، الذي حضره الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، تقديم السيدة يوما فال، وزيرة مستشارة لرئيس جمهورية السنغال والمسؤولة عن الثقافة، محاضرة حول دور الثقافة في تحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات، وجهود الدول الإفريقية في هذا المجال.
فيما تناولت الدكتورة كارولين موريكو، أستاذة علم الاجتماع بجامعة باريس الأولى -بانثيون السوربون، في المحاضرة الثانية أهمية إدماج الذكاء الاصطناعي في المجال الثقافي للإجابة عن الأسئلة المتعلقة بمستقبل الأجيال.
وفي مداخلته قبل المحاضرتين أكد الدكتور محمد زين العابدين، رئيس قطاع الثقافة والاتصال بالإيسيسكو، أن المنظمة تسعى في سياق التحولات التي يشهدها العالم حاليا إلى الارتقاء بالثقافة، لمواكبة هذا التحول إبداعيا وعلميا وبحثيا، مستعرضا أبرز برامج وأنشطة الإيسيسكو في المجال الثقافي، وفي مقدمتها بوابة الإيسيسكو المبدعة، وطرق الإيسيسكو نحو المستقبل، وشبكة كراسي الإيسيسكو الدولية للفكر والتراث والآداب والفنون.
مناقشة القضايا الفكرية
وخلال تقديمه للمتحدثتين أبرز الدكتور عبد الرحمن طنكول، عميد كلية الآداب بالجامعة الأورومتوسطية بفاس، أهم ملامح السيرة الذاتية لكل منهما، وإنجازاتهما العلمية، منوها بحرص منظمة الإيسيسكو على عقد مثل هذه اللقاءات الفكرية، التي تناقش القضايا الكبرى، وتستشرف المستقبل.
وركزت محاضرة السيدة يوما فال على محورية دور الثقافة للمساهمة في تنمية المجتمعات، باعتبارها جزء من العلوم الإنسانية التي تضم وتجمع بين إبداعات أفراد المجتمع، مشيرة إلى ضرورة تعزيز التنوع لتثمين الثقافة والابتكارات الفنية والإبداعية، وإشراك الشباب.
وأشارت إلى أن معظم دول القارة الإفريقية تعمل على ترسيخ قيم التنوع الثقافي والهوية والعيش المشترك، لما لذلك من دور في تجاوز الخلافات ونبذ العنف والتعصب، وأنه بفضل الإصلاح الثقافي، تستطيع الدول أن تنتج رأسمال بشري قوي، وتتغلب على العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
تطور الذكاء الاصطناعي
ومن جانبها فصلت الدكتورة كارولين موريكو، في محاضرتها، المجالات المستحدثة للعلوم الاجتماعية في علاقتها بالثورة التكنولوجية، مؤكدة أنه لا يمكن للآلات أن تكون بديلا للإنسان، وأن التطور السريع للذكاء الاصطناعي يدفعنا لإعادة التفكير في مفاهيم الإبداع ثقافيا واجتماعيا.
وتحدثت عن مجموعة من الأعمال والكتب والمؤلفات التي أنتجتها في هذا المجال، وتطرقت فيها إلى مفهوم الإنسان الآلي، وتطور غزو الفضاء، والعلوم والمهارات المصاحبة لعلم اجتماع الآلات.
وعقب المحاضرتين تم فتح باب النقاش، الذي شارك فيه نخبة من الأكاديميين والباحثين في المجال الثقافي.
وفي ختام اللقاء أهدى المدير العام للإيسيسكو درعا تذكاريا إلى كل من السيدة يوما فال، والدكتورة كارولين موريكو، تقديرا لجهودهما وإسهاماتهما في المجال الثقافي.