يصادف العشرين من شهر أبريل ذكرى وفاة واحدًا من أكثر الشخصيات متعددة الجوانب الفنية في عصر النهضة؛ وكثيرًا ما نجد من كبار الفنانين في عصر النهضة الإيطالية، البراعة في العديد من الفنون.
المهندس المعماري وعالم الرياضيات والشاعر الإنساني الإيطالي "ليون باتيستا ألبرتي"، الذي كان أيضاً مشفر لغوي وفيلسوف وعالم آثار وموسيقار.
ولد ليون باتيستا بمدينة جنوة، في 18 فبراير عام 1404 ميلادية، وقضى معظم حياته في مدينة فلورنسا، أهتم "ليون" بدراسة اللغة الإغريقية القديمة والحضارات الرومانية، وقضي معظم أوقاته في ذلك حتى بلغ الأربعين من عمره، أشتهر كأحد أعضاء الحركة الإنسانية، وهي حركة إحياء الآداب الكلاسيكية والروح الفردية والنقدية والتأكيد على الهموم الدنيوية، كما تجلى ذلك في عصر النهضة الأوروبية.
عرف عنه تمكنه من اللغة اللاتينية، فيما كرس معظم سنوات حياته الأخيرة لهندسة المعمار، حيث جمع كل خصائص القرن الذي عاش فيه عدا ناحيته السياسية، فقد ولد في مدينة البندقية لأب منفي من فلورنسا، ثم عاد إلى أعيد إليها ، وكان شغوفًا بفنها وموسيقاها وندواتها الأدبية والفلسفية؛ فمنحته فلورنسا لقب "الرجل الكامل"؛ فقد كان وسيم الوجه، قوي البنية، بارعًا في جميع أنواع الرياضة الجسمية، وكان يسلي نفسه بترويض الحيوانات البرية وتسلق الجبال، كما كان ليون مغني بارع، وخطيب مفوها.
علاقته بالمال والنساء
عُرف ليون بالشهامة والكرم في معاملة جميع الناس عدا النساء، كما كان غير مهتم بالمال، ولهذا فقد عهد إلى أصدقائه أن يعنوا بأملاكه، وكان يقتسم معهم ما تدره عليه من دخل.
متعدد المواهب
كان ليون باتيستا مثل ليوناردو دافنشي بعد نصف قرن من الزمان، أستاذًا أو في القليل ممارسًا ماهرًا في ميادين: «الرياضة، الميكانيكا، العمارة، التصوير، الموسيقى، الشعر، التمثيل، الفلسفة، الشرائع المدنية والكنسية»، وكان يكتب في هذه الموضوعات كلها تقريبًا، كما كان من أوائل المصورين الذين أدركوا الفائدة التي ترجى من آلة التصوير المظلمة الصندوق.
بناء وتخطيط المباني
تنقل من مدينة إلى مدينة ليبني واجهات المباني أو المعابد ذات الطراز الروماني، واشترك وهو في روما في تخطيط المباني، وحول في "رميني" كنيسة "سان فرانتشسكو" القديمة إلى معبد لا يكاد يفترق في شئ عن الهياكل الوثنية، وأقام في فلورنسا واجهة من الرخام لكنيسة "سانتا ماريا نوفلا"، وشيد معبدًا لأسرة "روتشيلاي"، إضافة إلى معبد كنيسة "سان بانكرادسيا"، وقصرين فخمين بتخطيط بسيط، زين في "مانتوا" كاتدرائية "إنكوروناتا" ومعبدها، وأنشأ لكنيسة سانت أندريا واجهة على صورة قوس نصر روماني، وألف مَسلة "فيلودكسوس".
لغة سهلة
كان يكتب رسالاته في صورة حوار مهلهل وبلغة إيطالية سهلة خالية من الزخرف يستطيع أن يقرأها رجل الأعمال الكثير المشاغل نفسه. وكان دينه رومانيًا أكثر منه مسيحيًا، ولكنه كان يصبح على الدوام مسيحيًا حين يسمع الترانيم الكنسية.
أعماله المعمارية
تشمل أشهر مبانيه كنيسة "سان فرانسيسكو" عام 1450 في ريمي، وقصر روسيلا 1452 في فلورنسا، وواجهة مبنى كنيسة سانتا ماريا نوفلا (في الفترة ما بين عامي 1456 -1470) في فلورنسا. ومن مبانيه أيضًا كنيسة سانت أندريه في مانتوا التي اكتملت في عام 1494م، وفي 1456 خطط استكمال واجهة كنيسة "سانتا ماريا نوڤلا".
كتبه المؤثرة
كتب أثناء حياته العديد من الكتب المؤثرة منها كتاب عن الرسم عام 1435 ميلادية، وكتاب عن فن العمارة في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي. واشتهر ليون باتيستا بكونه أول شخص صاغ قوانين الرسم المنظوري التي توضح الأشياء التي تظهر على سطح منبسط، حيث تعطي انطباعًا بتراجع المسافة.
كتب منشورات "دي بيكتورا" في فلورنسا عام 1434، التي تتعلق بقوانين جديدة للفنون من خلال الهندسة.
من اسهاماته
وصف الجمال بأنه مثل تنظيم الأجزاء التي لا شيء يمكن أن يتغير فيها دون المساس بالكل.
“النظرية الكلاسيكية لنظام الأعمدة”، والتي سعت للاستيلاء على المثل الأعلى للجمال، مما أدى بصورة طبيعية إلى النحوية في نهج العمارة، حيث شبه نظام الأعمدة بالأجسام المجبرة أن تعتمد على بعضها البعض؛ مما يرغم المهندس على الانصياع لهذا النظام.