الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأقدم في التاريخ .. مظاهر الاحتفال بـ عيد الأوبت بمصر القديمة

طريق الكباش
طريق الكباش

عيد الأوبت احتفال مصري قديم، كان يقام  في طيبة ( الأقصر) كل سنة، في عهد الدولة الحديثة وما بعدها، ويعد من أهم أعياد التقويم في مصر القديمة، ويعني باللغة المصرية القديمة “ حب نفر أن أوبت” وتعني الأوبت الجميل. 


مظاهر الاحتفال 

في موكب احتفالي كبير لرحلة تمتد لأكثر من كيلومترين من معبد آمون في الكرنك إلى معبد الأقصر، كانت تصطحب تماثيل آلهة ثالوث طيبة «آمون، موت، خونسو» مخفيين عن الأنظار داخل مراكبهم المقدسة، ليلتقي أمون رع من الكرنك مع أمون الأقصر، فيما يُعرف بطقس "تجديد الولادة"  الموضوع الرئيسي في احتفال الأوبت، وعادة ما كان يتضمن احتفالية لإعادة تتويج الملك كذلك.


في الاحتفالات الأولى من مهرجان الأوبت  أو "الإبت" كانت التماثيل تؤخذ عبر طريق الكباش الذي يربط بين المعبدين، وتتوقف في المعابد الصغيرة الممتلئة بالقرابين  في طريقها،  حيث يتم إهداؤها للكهنة الحاضرين للطقوس.

وفي نهاية الاحتفالات في معبد الأقصر، تغدو المراكب المقدسة عائدةً مرة أخرى إلى الكرنك.


شهدت الاحتفالات المتأخرة من تاريخ مصر، كان يتم نقل التماثيل من وإلى الكرنك _ الأقصر عن طريق القوارب في النهر وليس عبر طريق الكباش البري، ويُعقد احتفال إبت في الشهر الثاني من فصل "أخت"، وهو موسم فيضان نهر النيل.

كما كان يبحر قارب ملكي كذلك مع القوارب المقدسة ، وكانت الطقوس في ما يعرف بـ «غرفة الملك الإلهي» تعيد الاحتفال بتتويج الملك و تؤكد أحقيته بالمُلك.


تاريخ المهرجان 

 

أصبح مهرجان الأوبت مهرجانًا رئيسيًا في أوائل المملكة الحديثة (حوالي 1539-1075 ق.م)، في عهد  الأسرة الثامنة عشر،  بعد «طرد الغزاة الهكسوس الذين احتلوا الجزء الشمالي من وادي النيل لمدة 200 عام.

في عهد تحتمس الثالث (1458-1426 ق.م)، استمر المهرجان لمدة 11 يومًا. مع بداية حكم رمسيس الثالث عام 1187 قبل الميلاد، وامتد الاحتفال إلى 24 يومًا؛ بحلول وفاته عام 1156 ق.م.


تنوع مسار الموكب بين المعابد مع مرور الوقت، حيث يسافر أحيانًا سيرًا على الأقدام على طول شارع أبو الهول، وهو طريق يبلغ طوله حوالي ميلين وتصطف على جانبيه تماثيل الوحوش الأسطورية، وفي أوقات أخرى، سافر التمثال المقدس من الكرنك إلى الأقصر في لحاء مصنوع خصيصًا، والمعروف في مصر باسم «أوسيرهات-آمون» جبار المقدسات هو آمون، وقد بني هذا الإناء من أرز لبنان المغطى بالذهب. تم تزيين مقدمته ومؤخرته برأس كبش مقدس للإله.

 


دور الفرعون


كانت المسؤولية المقدسة للطبقة الكهنوتية،  ولعب الفرعون دور الوسيط بين المجتمع المصري والآلهة أثناء الاحتفال بمعبد الأقصر، بينما لم يشارك عامة الناس  في الطقوس الدينية، وعلى الرغم من أن "اتحاد الإله بمعبده قد يبدو كقتران جنسي"، استخدم الفرعون هذا الرابط تعزيز خصوبتهم الإلهية وإعادة تأسيس حقهم في الحكم على مصر. إن مراسم زواج فرعون من الآلهة، "الزواج الإلهي، الذي نتج عنه تجديد آمون في شخص إناءه البشري المتجدد باستمرار، الملك الحاكم" كفل أن تستقبل مصر سنة خصبة أخرى؛ من خلال النمو السكاني والمحاصيل الكبيرة والفيضان الكبير لنهر النيل.


تم تعزيز الدور الديني لفرعون من خلال مهرجان الأوبت، حيث أعاد التأكيد على دورهم كـ "أول نبي لآمون رع، ملك الآلهة" وهو أقدس لقب في مصر. عزز تعزيز الخصوبة في العيد من صحة نسل فرعون، حيث "احتفل بتجديد قوة كا لآمون، ونقل روح الملكية في الحاضر الأبدي"، مما سمح للعائلة المالكة للحفاظ على السلطة على الطبقات الاجتماعية. وكانت الشعائر الدينية خلال عيد الأوبت كانت تؤكد على  حوزة الملك، وتساهم في تعزيز سلطته.