الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليس يوم بعينه| علماء الفلك يصدمون الجميع بشأن تحديد ليلة القدر.. لا دلائل علمية

ليلة القدر
ليلة القدر

خبراء الفلك : يخطئ من يحدد موعد «ليلة القدر»

الدكتور ياسر عبد الهادي:

 الانشغال بتحديد ليلة القدر يدخل تحت باب علم لا ينفع 

 

الدكتور أشرف شاكر:

 لا يوجد اي دلائل علمية أو فلكية تحدد موعد ليلة القدر

 

الدكتور محمد غريب: 

هناك من حاول تتبع إشاعة الشمس لتحديد ليلة القدر ولكن لم تكن بصورة علمية صحيحة وسليمة.

 

ليلة القدر أهم ليالي العام عند العرب والمسلمين، وتعد كنز ثمين للمسلم، فالعبادة فيها خير من ألف شهر وانها الليلة التي نزل فيها القرآن على الرسول الكريم قال رب العزة "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ.. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ.. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ.. تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ.. سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ".

وما أن نبدأ في العشر الأوخر من رمضان، وتصاب جميع مواقع التواصل الإجتماعي بهوس تحري وتقصي لتحديد ليلة القدر، وتمتلي السوشيال ميديا مع أول ليلة في ليالي العشر الأوخر من رمضان الكريم بصور للسماء وبشكل القمر وسط تأكيدات وترجيحات علي أن الليلة أو ليلة أمس هي ليلة القدر، وذلك بالنظر إلي الظواهر الجوية والفلكية المصاحبة، و ليلة القدر لها بعض العلامات الكونية والفلكية والمناخية التي تميزها عن باقي ليالي الشهر الكريم، وهناك دائمآ مجموعة من المسلمين ما أن تبدأ ليالي رمضان حتي يبدأ معها تعليق أبصارهم في السماء في محاولة منهم لتحديد ليلة القدر .

علامات ليلة القدر

علامات ليلة القدر التي نعرفها من خلال ورودها في السنة النبوية انها ليلة نتلمسها في الليالي الوترية للعشر الأواخر من شهر رمضان، ولم يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بموعدها بدقة حيت يقول الحديث النبوي: «إِنِّي خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلاحَى فُلانٌ وَفُلانٌ، فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالتَمِسُوهَا فِي التِّسْعِ وَالسَّبْعِ وَالخَمْسِ».

 

قال الرسول صلى الله علية وسلم عن علامات ليلة القدر: «هِيَ طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ، لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا يَفْضَحُ كَوَاكِبَهَا، لَا يَخْرُجُ شَيْطَانُهَا حَتَّى يَخْرُجَ فَجْرُهَا»، وكلمة طَلْقَة تعني أنها طَيِّبةٌ لا حَرَّ فيها ولا بَرْد، وبَلْجَةٌ تعني مشرقة، ومن علامات ليلة القدر شعور السكينة والراحة، وذلك بفضل نزول الملائكة في هذه الليلة المباركة.

وحتى الآن لا يمكن لأحد أن يجزم بليلة بعينها أنها ليلة القدر، حيث لم يخبر النبي بها، وهناك العديد من المحاولات والكتابات والآراء التي تحاول تحرى وتحديد ليلة القدر في كل عام وهناك من يذهب أبعد من ذلك ويقول أن العلم الآن بمعداته وأجهزته وإمكانياته قادر علي تحديد ليلة القدر من قبل شهر رمضان كما يحدث مع بدايات شهر رمضان والعيد وذلك عن طريق الحسابات الفلكية.

تحديد مواعيد ليلة القدر عن طريق علم الفلك والظواهر الفلكية

وحول إمكانية تحديد مواعيد ليلة القدر عن طريق علم الفلك والظواهر الفلكية، يقول الدكتور ياسر عبد الهادي أستاذ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية قسم أبحاث الشمس والفضاء - والمتحدث الاعلامى بالمعهد - إن دائمآ ما يدور سؤال عن هل رأيت ليلة القدر أو عن هل استطاع العلم والعلماء من تحديد موعد ليلة القدر، وهذا التساؤل يأتي لنا بصفتنا باحثين منشغلين بعلوم الفلك نتابع الأجهزة و نقوم برصد مستمر للسماء، ومن خلال هذا فإننا ربما نكون قد تمكنا من تحديد مواعيد تلك الليلة المباركة استنادا إلي العلامات الفلكية ليلة القدر التي أخبرنا عنها رسول الله الاستدلال عليها.

الدكتور ياسر عبد الهادي

يوجد إشكاليتان في أمر تحديد ليلة القدر

واكد عبد الهادي، في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن هناك إشكاليتان في أمر تحديد ليلة القدر، واحدة تتعلق بالإجراء التجريبي والعلمي والثانية تتعلق بالتأثير النفسي، حيث أنه لا يمكن تحديد تلك الليلة حتي نقوم بإجراء قياس العوامل المذكورة في الأحاديث النبوية والأثر والظواهر المشاهدة في كل ليالي العشر الأواخر من رمضان حتى تسهل المقارنة بينها لاستنتاج في أيها كانت)ليلة القدر، ولكن حتي نقوم بهذا الأمر فسوف يكون قد مرت الليلة قبل أن يتم التأكد منها وتضيع علينا ولن نكون قد ادركنها، وانه حتى على مستوى التجرية في ليلة واحدة لا يستطيع المرء الجزم بأنها هذه الليلة أو تلك حتى يرى العلامات كلها ثم ينتظر حتى شروق الشمس كل يوم ليختم بها تأكده منها.

وأضاف أستاذ الفلك، أن الإشكالية الثانية التي تتعلق في تحديد ليلة القدر والتي تتعلق بالتأثير النفسي، اننا إذا استطعنا تحديد - فرضا - تحديد تلك واصبح لدينا اليقين أو شبه اليقين انها الليلة السابعة أو الخامسة، فإن إذا تم إعلان الأمر سيكون تأثير هذا الأمر على نفوس المسلمين الذين لم يوفتهم الله تعالى إلى الاجتهاد في هذه الليلة فبالتأكيد سوف يعانوا من الإحباط ولربما يصيبهم فتور العبادة والطاعة خلال الإيام الباقية من شهر رمضان - ولعل هذا الأمر عائد علي من أدرك ليلة القدر وعلي من لم يدركها.

هناك رأى يقول إن من يدرك ليلة القدر يستحب له أن يكتم ذلك

واشار الدكتور ياسر عبد الهادي إلي أن بسبب تلك الإشكاليتان التي ذكرناهم فقد ذهب كثير من العلماء إلى ان من يدرك ليلة القدر يستحب له أن يكتم ذلك ولا يذيعه بين الناس وأن هذا من اخلاق الإسلام الرفيعة التي تحرص على سلامة نفوس أعضاء المجتمع الواحد ومنعا لتسلل الشيطان إليها سواء لحسد الغير أو لبث الإحباط أو الفتور في الطاعة والعبادة.

والفت إلي أنه حتي ولو  تم تحديد ليلة القدر لشهر رمضان في سنة ما فهذا لا يعني أنها ستكون ثابتة وتأتي في نفس موعدها في رمضان التالي ولا الذي بعده، وهو ما يعني أن هذه التجربة يجب إجراؤها والانشغال بها في الليالى العشر الأواخر من رمضان لكل عام على حدة، وان قد يأخذك بعيد عن معايشة روحانية ليالي رمضان وقد يوقع المرء في إثم ان يكون السبب في صد بعض المسلمين عن الطاعة.

فكر تحديد ليلة القدر علميا (علم لا ينفع) .. و يدخل في باب العلم الضار أحيانا

 ويرى الدكتور ياسر عبد الهادي أستاذ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية - قسم أبحاث الشمس والفضاء - والمتحدث الاعلامى بالمعهد، أن فكر تحديد ليلة القدر علميآ يقع في بند ما هو علم لا ينفع، وانه قد يدخل في باب العلم الضار أحيانا، وان في إخفاء موعدها حكمة من الله الخالق الواهب ولو كانت إرادة الله أن نعرفها بشكل قاطع لم انسها النبي محمد و لأعلمنا إياها وانقضى الأمر، ولكن أخفاها لحكمة بالغة وهى الاستمرارية فى العبادة أثناء الليالى العشر الأواخر من رمضان.

رئيس قسم الفلك بمعهد البحوث الفلكية: لا يوجد أي دلائل علمية أو فلكية تحدد موعد ليلة القدر

وعلي جانب آخر لم يختلف الراء كثيرآ لدى الدكتور أشرف شاكر رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، حيث قال أن العلم لم يقطع بشكل نهائي وواضح بتحديد ليلة القدر وأن تلك القدر تعد من الغيبات التي لم يخبرنا الله عنها وتركها محجوبه عنا قائلآ (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).

الدكتور أشرف شاكر

وأوضح الدكتور شاكر خلال تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أنه قد قام البعض من قبل بعمل دراسات لتحديد مواعيد ليلة القدر الإستدال عليها ولكن هذا الأمر بعيد عن تخصص كلعماء فلك وان علم الفلك لا يمكنه تحديد تلك الليلة بشكل فاطع وعلمي واننا نهتم بالحسابات الرياضيات والفزيائية والعلوم البحتة، ولكن تحديد ليلة القدر هو يعد من الإشياء النورانية التي لا يمكن لأحد أن يحددها لأنها ليس بأسلوب علمي.

أستاذ فلك : ليلة القدر ليلة روحانية إيمانية ليست لها علاقة بالفلك وأحداثه والنجوم

وأضاف رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن تحديد موعد ليلة القدر من خلال أحداث الفلك والنجوم والأحداث الفلكية وما يتم إثارته كل عام غير صحيح، فليلة القدر ليلة روحانية إيمانية ليست لها علاقة بالفلك وأحداثه والنجوم، والرسول عليه الصلاة والسلام أشار في حديثه عن ليلة القدر، قائلا (التمسوها في العشر الأواخر من شهر رمضان).

واستطرد أنه لا توجد أي دلالات توضح موعد وتوقيت ويوم ليلة القدر وبين علم الفلك وأن ليلة القدر من الأحداث الدينية الروحانية وليست من الأحداث الطبيعية المشاهدة والملموسة التي تكون لها دلائل علمية لوجودها، أن هناك البعض من يحب ويهتم ويحاول في هذا الأمر ولكن لا يوجد دراسة علمية قادر علي اثبات هذا الأمر، أو دلائل علمية أو فلكية تحدد موعد ليلة القدر.

بينما قال الدكتور محمد غريب راشد الأستاذ المتفرغ بمعمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن الأحاديث التي تحدثت عن علامة ليلة القدر قالت إن صباح ليلة القدر تشرق الشمس لا شعاع لها مثل البيضة وان في تلك الليلة لا يوجد نباح للكلاب وأنها ليلة بها سكون وهدوء، ولكن علمياً لا يمكن إثبات ومواعيد تلك الليلة.

الدكتور محمد غريب

وحول إمكانية عمل دراسة عن الشمس في العشر الأواخر من شهر رمضان لمحاولة تحرى أن الشمس تخرج بشكل مختلف عن سابقتها يوضح غريب  في تصريحات خاصة ل صدى البلد، أن هناك البعض من حاول في تتبع أشعة الشمس في العشر الأواخر من رمضان لتحديد ليلة القدر، ولكن تلك المحاولات كانت من باب الاجتهاد ولم تكن بصورة علمية صحيحة وسليمة.

تحديد ليلة القدر من الأمور الغيبية التي يجب الابتعاد عنها

وأشار الأستاذ المتفرغ بمعمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن ليلة القدر من الغيبيات التي لم يرد الله أن يحددها لنا بشكل صريح وواضح ولذلك يجب علينا عدم الالتفات والاشغال كثيراً في مواعيد تحديدها وان علينا الاجتهاد ليس فقط في العشر الأواخر من رمضان بل طوال شهر رمضان حتي يصيبنا الله من فضل رحمته ومغفرته ما يجعلنا نصيب في ليلة القدر ويكتب لنا الثواب.

وألفت الدكتور محمد غريب إلي أن شهر رمضان ليس واحدا عند جميع المسلمين فهناك بلاد قد تسبق لو تتأخر عن بلاد أخرى فكيف لنا أن نحدد أن تلك الليلة الوترية التي لدينا هي ليلة القدر  وقد تكون تلك الليلة هي ليلة زوجية في بلد آخر لذلك علينا ترك الغيبات والتركيز على العبادة.