تعليم الكبار لـ “صدى البلد”:
- نسعى لإعلان مصر خالية من الأمية قريبا
- الجامعات شريك أصيل بالمشروع
- الشريحة العمرية المستهدفة من 15 إلى 45 عاما
- نمتلك كيانا ضخما يضم 27 فرعا و300 إدارة تعليمية
تظل الأمية أحد أسباب الفقر في الدول، حيث حققت هيئة تعليم الكبار ومحو الأمية في مصر نقلة نوعية خلال السنوات الماضية، وذلك وفقاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد تدشين مبادرة حياة كريمة من أجل حياة أفضل وتعليم يليق بالمصريين.
وقال الدكتور محمد يحيى ناصف، رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، إن الدولة تحرص على مواكبة التحديات المجتمعية العالمية والإقليمية والمحلية، حيث كانت قضية تغير المناخ على رأس هذه التحديات، مشيرًا إلى أن أهم الاتجاهات الحديثة التي تسعى إليها هيئة محو الأمية وتعليم الكبار إلى تبنيها في تعليم وتعلم الدارسين الكبار.
وأضاف رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار ،خلال تصريحاته لـ “صدي البلد”، أن علاج محو الأمية في مصر يبدأ بعلاج التسرب من التعليم، فوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، تقوم بعمل مجهودات كبيرة بالتعاون مع الهيئة كإنشاء فصول الفرصة الثانية والمدارس البديلة المتواجدة في بعض قرى على مستوى المحافظات لسد منابع التسرب من التعليم والأمية.
وأشار “ناصف”، إلى أن الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم حرص على تبني الوزارة لقضية "التخضير" في التعليم، متابعا أن الهيئة العامة لتعليم الكبار ستركز على قضية إدخال المفاهيم والمهارات لكي تحفز الدارسين الكبار.
وأكد أن الشباب هم الفئة المستهدفة، وخاصة في الشريحة العمرية من 15 إلى 45 عاما مع السماح لكبار السن بالتقدم لمحو أميتهم، ولكن تركز الهيئة على الفئة العمرية المستهدفة ولذلك أكثر من 80% من الذين يتم محو أميتهم داخل هذه الشريحة العمرية.
وأوضح رئيس هيئة تعليم الكبار أن الجامعات المصرية شريكا رئيسيا للهيئة، وخاصة أنها تتمتع بوجود قوى بشرية كبيرة متمثلة في أعداد الطلاب الملتحقين سنويًا، وكذلك أساتذة الجامعات المتخصصون الذين يقومون بتدريب الطلاب على كيفية المشاركة في المشروع، وحيث إن تكليف الطلاب بمحو أمية عدد معين كشرط للتخرج الأمر الذي معه جعل مشاركة الجامعات أصبحت من أهم الشركاء .
وأشار إلي الأضرار الاجتماعية للأمية والتي تتمثل فى زيادة معدلات الفقر وغياب مساحات الإبداع والتجديد في المجتمع، فالأمية تُجبر صاحبها على تبني طرائق غير متوقعة وخيارات غير غير مدروسة أو محسوبة في معالجة التحديات اليومية التي تواجهه وارتفاع معدلات البطالة في المجتمع، في عالم أصبح لا يعترف إلا بالجدارات والكفاءات، و أصبح يقوم على التنافسية واقتصاد المعرفة، وضعف قدرات الأفراد في المجتمع على فهم مجريات الأمور والأحداث الاجتماعية من حولهم، أو شعورهم بما يسمى بالاضطراب الاجتماعي وارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض وانخفاض جودة الحياة.
وأوضح أنه ضمن الأضرار الاجتماعية للأمية ضعف قدرات الشخص الأمي على القيام بالمشاركة السياسية النشطة والفعالة والواعية، لذا فهي قضية أمن قومي تتعلق بناء الشخصية العربية المعاصرة.
وأكد أنالقضاء على الأميةأو الحد منها يكون بمثابة جواز السفر الوحيد للتحرر من الجهل والفقر والمرض والبطالة وتحقيق التمكين الاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي من خلال إحداث المتغيرات الاجتماعية واقتصادية والبيئة الإيجابية في كل أنماط الحياة، وهذا ما نسعى إليه كهيئة هو التعاون والتضافر والتشبيك مع جميع الجهات الشريكة.
وكشف الدكتور محمد ناصف عن انجازات الهيئة، لافتا إلى أن الأمية في تراجع ملحوظ حيث انخفضت لتصل إلى 24.2% لتصبح على مشارف الانتهاء منها كما حددتها خطة الدولة باعتبارها قضية أمن قومى.
وأكد أنه لا توجد دولة فى المنطقة تمتلك هذا الكيان الضخم الذى يضم 27 فرعا و300 إدارة تعليمية و 17 ألف دارس و50 ألف معلم، و5 آلاف من المعينين الجدد والذى يجوب القرى والنجوع بحثا عن الآميين لمحو الأمية والوقوف على مشكلات المواطنين بتضافر المؤسسات الحكومية مع مؤسسات المجتمع المدنى .
ومن جانبه أكد الدكتور إسلام السعيد، مدير مركز تعليم الكبار بجامعة عين شمس، أن العديد من كليات جامعة عين شمس قامت بادرت بدمج طلابها ضمن مشروع محو الأمية وتعليم الكبار بالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار، استمرارا لجهود الجامعة في خدمة المجتمع والتصدي لأخطار الأمية، وتنفيذا لخطة الدولة لتحقيق التنمية المستدامة حتى ٢٠٣٠ في شمولية التعليم.
قال مدير مركز تعليم الكبار بجامعة عين شمس، إن الجامعة تعمل على تنظيم العديد من الندوات خاصة بالمشروع القومي بمحو الأمية بكافة كليات الجامعة؛ للتوعية بأهميتها في تنمية المجتمع وتشجيع الطلاب على المشاركة به، وذلك ضمن الأنشطة الاجتماعية التي من أهدافها نشر ثقافة العمل التطوعي بين الطلاب.
وأوضح الدكتور إسلام السعيد، أن جامعة عين شمس تعمل على نشر ثقافة محو الأمية بمفهومها الحضاري باعتباره مفهوما تنموياً قومياً وليس تعليمياً، ومساعدة المجتمع المحيط في النمو والنهوض والارتقاء بما يتماشى مع خطة الدولة للتنمية المستدامة وفقا لرؤية مصر 2030.
وأضاف مدير مركز تعليم الكبار بجامعة عين شمس، أن ذلك يتم بسبب أن قضية محو الأمية لها أهمية كبيرة في بناء الوطن وتحقيق التنمية وتطوير المجتمع.
وأكد إسلام السعيد أن هذا المشروع همزة الوصل بين الجامعة وهيئة تعليم الكبار، لافتا إلى أنه تم إنشاء وحدة لمحو الأمية داخل كل كلية لسهولة التعامل مع الطلاب والرد على أسئلتهم ويكون لكل وحدة منسق عام يخاطب الطلبة والأساتذة الجامعيين وأعضاء هيئة التدريس.
وأضاف السعيد أن الهيئة تقدم جانب تحفيزي كبير للطلاب بالإضافة إلى ما تقدمه الجامعات المصرية من تحفيز للطالب، حيث تُقدم الهيئة العامة لتعليم الكبار 250 جنيهًا لكل طالب مقابل نجاح كل أمي، بالإضافة إلى 50 جنيهًا مقدمة من جامعة عين شمس، وإذا قام الطالب بمحو أمية أكثر من أربعة أفراد يعفى من المصاريف الدراسية في العام المقبل، ودورة مقدمة مجانا بالكامل من مركز تعليم الكبار في ريادة الأعمال.