الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

13 عاما على رأس الأزهر .. الإمام الطيب انتصر للمرأة وعزز حقوق الطفل

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

تحل اليوم الأحد، الذكرى الـ 13 على تولي الدكتور أحمد الطيب، مشيخة الأزهر الشريف، خلفا للإمام الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي، والتي توافق الـ 19 مارس 2010م، وفق القرار الجمهوري .

سيرته 

ولد الإمام أحمد محمد أحمد الطيب الحسَّاني بقرية القُرنة غرب مدينة الأقصر في الثالث من صفر لعام: 1365هـ الموافق للسادس من يناير لعام: 1946م، لأسرة عريقة شريفة مشهورة بالعلم، والصلاح، ينتهي نسبها إلى سيدنا رسول الله ﷺ.

وتربَّى في ساحة والده الشيخ محمد الطيب -رحمه الله-، وحَفِظ القرآن الكريم في صغره، وأتقن العديد من المتون العلميَّة على الطريقة الأزهرية الأصيلة.

حصل شيخ الأزهر على درجة الماجستير شعبة العقيدة والفلسفة، عام: 1971م، ونال على الدكتوراه من الشعبة نفسها، عام: 1977م.

سافر في مهمة علميَّةٍ إلى جامعة باريس بفرنسا عام: 1977م، وظل بها مدة ستة أشهر، ويُجِيد فضيلتُه اللغة الفرنسية إجادةً تامَّةً، ويترجم منها إلى اللغة العربية، حصل على درجة أستاذ بالكلية، عام: 1988م، وانتُدِب عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا، عام: 1990م.

كما انتُدِب عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية بنين بأسوان، عام: 1995م، ودرَّس بعددٍ من جامعات العالم الإسلامي في الرياض، والدوحة، والعين، وإسلام آباد.

عُيِّن عميدًا لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان، في العام الدراسي 1999/ 2000م، عُيِّن مفتيًا لجمهورية مصر العربية من مارس 2002م، حتى سبتمبر 2003م، عُيِّن رئيسًا لجامعة الأزهر، من سبتمبر 2003م، حتى مارس 2010م، وفي مارس 2010م تولى إمامة مشيخة الأزهر الشريف حفظه الله ومتَّعه بالصحة والعافية.

الإمام المجدد والعالم المتمسك بمبادئه

شيخ الأزهر هو رمز السلام، والإمام المجدد والعالم المتمسك بمبادئه، الثابت على الحق وباعث الأخوة الإنسانية، أفنى عمره فى  طلب العلم ونشره والحفاظ على الدين كما أنزله الله، وعلى الأزهر ورجاله ومؤسساته، يبذل وهو سعيد، ويعطى ولا ينتظر جزاء إلا من الله رب العالمين.

ولنشر السلام والأمن في العالم، ووقع الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان وثيقة الأخوة الإنسانية التي صيغت بطابع إنساني لا يستطيع مَن يقرأها تمييز «هل كُتِبت بقلم إسلامي أم مسيحي؟» كتجسيد حي للتفاهم المشترك وإعلاء قيم الإنسانية والسلام، ولكي يتحقق حلم وثيق الإخوة استغرق الكثير من الإعداد والجهد والعمل الدؤوب بين اثنين من أهم رموز الأديان فى عصرنا الحديث، وتعد وثيقة الأخوة الإنسانية طوق نجاة لأزمات الإنسان المعاصر.

ووثيقة الأخوة الإنسانية هى نتاج عمل مشترك وحوار متواصل استمر لأكثر من عام ونصف بين الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان، وتحمل رؤيتهما لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين اتباع الأديان، وللمكانة والدور الذي ينبغى للأديان أن تقوم به عالمنا المعاصر، وتضمنت بندوها نشر قيم الأديان والتسامح بين العالم أجمع ووقف الحروب والصراعات، وتدعو لأن يكون العالم يشعر فيه البشر جميعا بالأمان، بغض النظر عن دينهم أو لونهم أو عرقهم.

كما قضى الإمام الطيب عمره فى خدمة العلم من أجل خدمة دينه ووطنه والإنسانية، وكل من هو مقرب من شيخ الأزهر يراه مهمومًا بالإنسان، وبحال الأمة، وبإصلاح الأزهر، مهمومًا بالضعفاء والمساكين وأصحاب الحاجات، ويشارك آلامهم وأوجاعهم.

واعتنق الكثير من الغربيين الإسلام على يد شيخ الأزهر عندما كان يعيش في فرنسا في السبعينيات من القرن الماضي، ومن بينهم أفراد الأسرة التي كان يقيم لديهم خلال دراسته في باريس، وكشف الإمام الأكبر عن هذه قائلًا: «إنه في بداية معيشته مع الأسرة وضع عدة شروط حفاظًا على عاداته، مثل أنه لا يجلس على طاولة طعام بها خمر».

وتابع: «أعترف أني ما دعوتهم إلى الإسلام، بالشكل الموجود الآن، ولكني حافظت على واجبات ديني كاملة، من الأمانة ومن أني ضيف، والالتزام بالآداب الإسلامية عندما تكون في بيت الآخرين»، متابعًا: أن المرأة التي كانت في البيت رغم أنها لم تكن مسلمة إلا أنها لم تظهر لمرة بغير غطاء الرأس، احترامًا للضيف الموجود عندهم، وقدموا إلى القاهرة بعد عودته من فرنسا بشهرين، وأعربوا عن رغبتهم في الدخول إلى الإسلام».

تعيين أول مستشارة للإمام الأكبر في تاريخ الأزهر

وقد أولى الإمام الأكبر، قضايا المرأة والأسرة اهتمامًا كبيرًا وخصص لها حلقات في البرامج والبيانات التي تصدر منه، مؤكدًا الحقوق التي أقرها الإسلام للزوج والزوجة، وكيفية الحفاظ على الكيان الأسري، واحترام حقوق المرأة وكرامتها الإنسانية، واستغلالِ طاقاتها المُهدرة كشريك أساسي للرجل في بناء الأسرة وصناعة النهضة.

وقد شهد العام الجاري نقلة نوعية على مستوى تكافؤ الفرص وتمكين المرأة بالأزهر الشريف، حيث أصدر فضيلة الإمام الأكبر قرارا بتعيين الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارا لفضيلته لشؤون الوافدين، كأول امرأة تتولى هذا المنصب الرفيع، كما صدق فضيلته، ولأول مرة، على تعيين الدكتورة إلهام شاهين، أمينا عاما مساعدا لشؤون الواعظات بمجمع البحوث الإسلامية، كما أصدر فضيلته، في العام نفسه، قرارا بتعيين الدكتورة فاطمة الأحمر، رئيسا للإدارة المركزية لمنطقة الجيزة الأزهرية، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب القيادي في تاريخ الأزهر، بالإضافة إلى تكليف 1300 امرأة بتولي منصب "شيخ المعهد" بمختلف المناطق الأزهرية، وهو العدد الأكبر في تاريخ الأزهر الشريف.

كما وجَّه وحدة لم الشمل بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية لبذل المزيد للحفاظ على تماسك الأسر المصرية، كما تم إطلاق مشروع قوافل التوعية الأسرية في محافظات مصر وربوعها، بهدف تثقيف الأسرة المصرية لتفادي المشكلات التي قد تؤدي إلى تهديد استقرارها وزوال سعادتها.

وخصص قسمًا لفتاوى المرأة بمركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، يعمل به مجموعة من المفتيات المتخصصات للرد على تساؤلات النساء والحصول على الإجابة الصحيحة الموثوقة من المتخصصين فيها.

ودعم الإمام الأكبر، حقوق الأطفال والاهتمام بمستقبلهم، حيث أكد خلال مشاركة سابقة له، بمؤتمــر قِمَّــة الأديـان تحــت عنــوان: «تعزيز كرامـة الطفل» بالفاتيكان، أن حقوقَ الطفلِ في شريعةِ الإسلامِ متنوِّعةٌ ومحميَّةٌ بعُقوباتٍ شرعيَّةٍ رادعة، وأن هذه الحقوقُ تُمثّلُ مَقصِدًا مُقدَّسًا من مقاصدِ الإسلام وجميع الأديان، ومُبرِّرًا من مُبرّرات الشرائع الإلهيَّة.

وأوضح أن قضية أطفالنا ومسـتقبلهم الغامض المضطـرب في مـرآة التكنولوجيا الحديثة، والعالم الرَّقميِّ الجديدِ، تُقْلِقُ بالَ كل بيت وكلِّ أسرة في الشَّرق والغرب على السَّواء، بسبب استحواذ الهواتف الذكية عليهم؛ مما ينذر بأمراض نفسية واجتماعية تتربص بأطفالنا، مشددًا على ضرورة أن يسعى سـائر العُقلاءِ من المفكِّـرينَ والسِّياسيين، وأصحابِ القراراتِ السِّياسيَّةِ الدوليَّةِ إلى التَّصَدِّي والمواجهة والبحثِ الجاد عن مخرج من هذه الأخطار المحدِقة بأطفال اليوم وشباب المستقبل وفرسانه، حتى لا نُضِيف إلى مَآسِينا الحضاريَّة مأساةً جديدةً تُصِيبُ الإنسانيَّة، بعد ما بات واضحًا لممثلي الأديان ولكل ذي قلب وضمير أنَّ هذا التطور «الرَّقمي» قد سَرق من هذه الكيانات البشريَّة الضعيفة، براءتها وأحلامها، وأوشكت أن تتحول إلى «أرقاء» في أيدي الذين لا يؤمنون إلا بالأرض وبالمادة وحدها.