الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شوارع نتنة بأكياس الزبالة.. الفئران تغزو باريس وسط إضراب لجامعي القمامة

فرنسا
فرنسا

أصبحت عاصمة الثقافة، باريس، مُهددة بالتحول إلى عاصمة الفئران والقذارة، مع استمرار الإضراب الذي قام به جامعى القمامة في العاصمة الفرنسية، للمطالبة بإصلاحات جذرية في المعاشات التقاعدية، وذلك مع انتشار القمامة في شوارع المدينة العريقة، وسط مخاوف أن تكون بيئة خصبة لهجوم الفئران وعزوها شوارع المدينة.

نفايات نتنة مكدسة في الشوارع

أصبح إضراب جامعي القمامة في باريس العاصمة الفرنسية، سببا في انتشار نفايات نتنة مكدسة في الشوارع، ولازال السياسيون يصرخون، في إلقاء المسئولية المتبادلة، ويخشى سكان المدينة من غزو محتمل من قبل الجرذان، وذلك وفق تقرير نشرته صحيفة بولوتيكو الأمريكية.

ويمكن لقاطنى تلك المدينة العريقة، رؤية أكياس القمامة تتراكم على أرصفة المشاة في باريس خلال عطلة نهاية الأسبوع، خاصة في المناطق التي تضم العديد من المطاعم، مما يشكل أكوامًا عالية من النفايات، وذلك مع استمرار إضراب جامعي القمامة في المدينة منذ باديته في 6 مارس احتجاجًا على الإصلاح المثير للجدل لنظام المعاشات التقاعدية في فرنسا والذي تبناه الرئيس إيمانويل ماكرون.

5600 طن نفايات بالشوارع .. وتلك مطالبهم

ووفقا لما نشرته الحكومة الفرنسية، فمن المنتظر أن يؤدي الإصلاح الجديد، إلى زيادة سن التقاعد لجامعي القمامة، حيث يمكنهم في الوقت الحالي التقاعد مبكرا بمزايا مخفضة بسبب مشقة عملهم، والتي ثبت أنها تؤثر على متوسط ​​العمر المتوقع من 57 إلى 59، ويطالب المضربون بوقف تلك التشريعات الجديدة المقحفة بحقهم، وسط إصرار من الحكومة على تطبيقها.

في المقابل، أصبحت الشوارع مليئة بالقمامة، فنتيجة لذلك الإضراب وصل حجم القمامة داخل شوارع باريس حوالي 5600 طن من النفايات غير المجمعة في شوارع العاصمة، وذلك مع مرور 10 أيام من الإضراب، وذلك وفقا لما أعلنه مكتب عمدة باريس، ونقلته عنه وكالة الأنباء الفرنسية .

نعيش وسط قذارة والرائحة نتنه

وعن الواقع داخل الشوارع، قالت ماتيلد بوير، 23 سنة، والتي تعيش في الحي الخامس عشر الجنوبي: "شيء قذر، إنه ليس جميلاً، فنحن نعيش وسط قذارة، وتنبعث منها رائحة لا تطاق"، وعبرت بوير عن قلقها بشأن المخاطر الصحية، ولكن في ذات الوقت تقول إنها متعاطفة مع قضية عمال النفايات، موضحة: "يظهر أن هناك القليل من الأيدي في كل مكان في باريس، وأنه ينبغي احترام عملهم، والحق في حياة كريمة ومعاش تقاعدي".

وطالبت بوير، بضرورة أن يكون هناك حلا سريعا لتلك الأزمة، خصوصا وأن لها مخاطر كبيرة على صحة الإنسان، ولا يصح أن تكون باريس بهذا الشكل المذري، وأن هذا الأمر مسئولية على الحكومة، ويجب أن تجد حلولا حالية لتجمعات القمامة، ولو بشكل مؤقت لحين حل الأزمة بشكل عام.

باريس مدينة موبوءة بالفئران

لكن الناس ليسوا قلقين فقط بشأن عدد قليل من أكياس القمامة - المشكلة الحقيقية هي أن باريس ، مثل معظم المدن الكبيرة ، موبوءة بالفئران، فلكل شخص يعيش في باريس، هناك 1.5 إلى 1.75 جرذ، مما يجعل مدينة الأضواء من أكثر المدن انتشارًا في العالم، وهو ما دفع أكاديمية الطب الوطنية الفرنسية إلى إصدار تحذير في يوليو الماضي بشأن التهديد الذي يتعرض له الإنسان، والخطر القائم على صحته، والتي تسببها الفئران والأمراض التي يمكن أن تنقلها إلى البشر.

وقد تسببت هذه القضية في شجار سياسي خلال عطلة نهاية الأسبوع ، بعد أن جادل رؤساء بلديات العديد من المقاطعات الباريسية بأن الإضراب يهدد بالتحول إلى خطر كبير على الصحة العامة، ودعوا عمدة باريس، الاشتراكية آن هيدالغو، إلى اتخاذ إجراءات صارمة لحل الأزمة.

تصاعد الخلاف وسط تبادل إلقاء اللوم

وفي آخر نقاش حول الأزمة يوم الأحد الماضي، تصاعد الخلافبين المسئولين، حيث ألقى وزير النقل - والمتطلع إلى عمدة باريس - كليمان بون باللوم على مكتب العمدة في هذا الوضع، حيث كتب على تويتر "اليوم السابع بدون جمع قمامة .. الرائحة الكريهة والتعفن"، وأرفق بتدوينته صورا تظهر حاويات تفيض بأكياس القمامة.

وأضاف أن هذا الوضع يعد المثال الأول من التراخي والازدراء تجاه الباريسيين، وهو الحديث الذي دفع مكتب هيدالغو إلى الرد، حيث قال نائب رئيس البلدية أنطوان جيلو: "التعفن هو ما يميز رؤيتك للحوار الاجتماعي، فإذا كنت قلقًا حقًا بشأن الباريسيين والفرنسيين، فاسحب إصلاح المعاشات التقاعدية غير العادل، والذي يرفضونه بشدة".

وفي مقابلة مع التلفزيون الفرنسي صباح الاثنين الماضي، ألقى المتحدث باسم الحكومة أوليفييه فيران باللوم أيضًا على عمدة باريس، حيث اتهمها بدعم الإضراب، وقال: "ما هي الرسالة التي بعث بها رئيسة بلدية باريس؟ فالأمر متروك لها لتوضيح الأمر مع الباريسيين".

تجديد الإضراب يتحدد اليوم

وبحسب صحيفة لو باريزيان اليومية ، سيستمر الإضراب على الأقل حتى اليوم الأربعاء، حيث من المقرر أن يصوت ممثلو النقابات العمالية مساء اليوم، على ما إذا كانوا سيستمرون في الإضراب، لكنها قد تستمر لفترة أطول، حيث قالت النقابات إنها ستواصل الإضراب حتى تسحب الحكومة إصلاح نظام المعاشات التقاعدية الذي يهدف إلى زيادة سن التقاعد القانوني من 62 إلى 64.

ومع سلسلة من التصويتات البرلمانية - التي من المقرر أن تكون متقاربة للغاية - المقرر إجراؤها يومي الأربعاء والخميس، يمكن اعتماد الإصلاح رسميًا بحلول نهاية الأسبوع، وفي هذه الأثناء، يستعد الباريسيون للانتظار، حيث قال غيوم مينيز، 28 سنة، المقيم منذ فترة طويلة في شمال باريس، إن القمامة ليست مشهدًا ممتعًا بشكل خاص، ولكن هذا أيضًا هدف الإضراب.

وذكر غيوم أنه ليس قلقًا بشكل خاص بشأن الفئران، لأنهم بالفعل كثيرون جدًا في الأوقات العادية، ولن يبدأوا في العصابات ومهاجمة الناس، لكنه قال: "إذا خرجت الفئران ، فقد يؤدي ذلك إلى زعزعة الأمور قليلاً".