الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصين تتحدى العالم: المواجهة مع أمريكا تقترب.. تايوان جزء من أراضينا.. وآسيا ليست أوكرانيا

صدى البلد

عقدت الدورة الأولى للمجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني مؤتمرا صحفيا، حيث أجاب وزير الخارجية الصيني تشين جانج على أسئلة الصحفيين الصينيين والأجانب بشأن القضايا المتعلقة بـ "سياسة الصين الخارجية والعلاقات الخارجية"، واستمر المؤتمر الصحفي ساعتين، حيث أجاب الوزير الصيني على ١٤ سؤالا حسبما ذكرت صحيفة الشعب اليومية.

تايوان جزء من أراضيها المقدسة

حذر وزير الخارجية الصيني تشين جانج الولايات المتحدة الأمريكية، بأنها إذا لم تغير الولايات المتحدة مسارها؛ فسوف يكون هناك صراع ومواجهة.

وأكد وزير خارجية الصين، أن بلاده تحتفظ بخيار اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتحقيق هدف "إعادة التوحيد" مع تايوان. 

ووصف تايوان بأنها جزء من الأراضي المقدسة الصينية، لا يمكن تجزئته من الوطن الأم.

وقال تشين جانج إن تايوان هي الخط الأحمر الأول للصين، والذي يجب على الولايات المتحدة الأمريكية ألا تتخطاه، مضيفا أن حل قضية تايوان هي مسألة تخص الشعب الصيني وليس لأي دولة أخرى الحق في التدخل.

وتابع إن تصور الولايات المتحدة ووجهات نظرها تجاه الصين "مشوه بشكل خطير"، مضيفا أن الولايات المتحدة تشارك في "قمع" الصين بدلا من المنافسة العادلة أو القائمة على القواعد، مشددا على وجوب أن تلتزم الولايات المتحدة الأمريكية بالقواعد التي تتحدث عنها.

وتابع تشين جانج، إن واشنطن تحاول استخدام بطاقة تايوان لتقويض الصين والتدخل في شؤونها الداخلية، وهو ما تعارضه بكين.

كما وجه وزير الخارجية الصيني تحذيرا إلى واشنطن مما وصفه بـ "تجاوز الخط الأحمر" بشأن ملف تايوان، داعيا إلى معارضة دعوات الانفصال بهدف إرساء الاستقرار والسلام.

العلاقات الصينية الروسية استراتيجية

أشاد وزير الخارجية الصيني تشين جانج، بعلاقات بلاده مع روسيا، واصفا إياها بـ "الاستراتيجية"، مؤكدا أنها تسهم في تشكيل عالم متوازن ومتعدد الأقطاب.

وقال وزير الخارجية الصيني، إن العلاقات الصينية الروسية لا تستهدف أي طرف ثالث، محذرا من أن بعض الجهات التي لم يسمها تعمل على تصعيد الصراع في أوكرانيا لتحقيق أهداف جيوسياسية.

أمريكا تستخدم بطاقة تايوان لتقويض الصين

قال وزير الخارجية الصيني، "إن ما يسمى بـ "المنافسة" من قبل الولايات المتحدة هي احتواء وقمع شاملان، لعبة حياة أو موت محصلتها صفر".

ووصف ما تفعله واشنطن بأنها ليست منافسة عادلة، بل مواجهة خبيثة، ما تقوله الولايات المتحدة هو "تثبيت حواجز حماية" و "عدم وجود صراع" في العلاقات الصينية الأمريكية، في الواقع، هذا يعني أن الصين لن تقاوم عندما تتعرض للضرب أو التوبيخ، ولكن هذا لا يمكن القيام به.

وأكد، أنه إذا لم تضغط الولايات المتحدة على الفرامل واستمرت في السير في الطريق الخطأ، فلن يتمكن أي قدر من حواجز الحماية من إيقاف الانحراف عن المسار والانقلاب، وستقع حتماً في الصراع والمواجهة.

العقوبات والتهديدات لن تنهي الأزمة الأوكرانية الروسية 

قال تشين جانج، إن للأزمة الأوكرانية أسباب تاريخية وعملية معقدة، وهي في الأساس تفشي كبير للتناقضات في حوكمة الأمن الأوروبي.

وأكد، أننا دائمًا نصدر أحكامًا مستقلة بناءً على مزايا الأمر نفسه. 

وأضاف وزير الخارجية،  إذا كنا نختار بين السلام والحرب، سنختار السلام، بين الحوار والعقوبات، سنختار الحوار، بين الهدوء والقتال، سنختار التهدئة. 

وأوضح أن الصين ليست صانع الأزمة ولا طرفاً فيها، كما أنها لم تزود أي طرف في النزاع بالسلاح. فلماذا نلوم الصين أو حتى نفرض عقوبات وتهديدات.

مبادرة الحزام والطريق تهدف لتحقيق نتائج مربحة للجميع

وصف وزير الخارجية الصيني مبادرة الحزام والطريق بأنها عملية ومنفتحة، وتتمسك بمبدأ التشاور المكثف، والمساهمة والمنافع المشتركة. 

وقال تشين جانج، "وفي التعاون، لدينا الكثير لنناقشه، وفي التبادلات، نقدر الحب والاستقامة".

وأضاف، جانج، بالنسبة للبلدان الأخرى "المبادرات، طالما أنها لا ترسم خطاً على أساس الأيديولوجيا، فنحن جميعاً نرحب بها؛ طالما أنها لا تحتوي على سلع خاصة جيوسياسية، فنحن جميعًا سعداء برؤيتها تنجح".

وصرح الوزير الصيني، أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إلحاق "شرك الديون" المزعوم بالصين.  فوفقًا للإحصاءات، فإن المؤسسات المالية المتعددة الأطراف والدائنين التجاريين يمثلون أكثر من 80٪ من الديون السيادية للدول النامية، وهو أكبر مصدر لضغوط الديون في البلدان النامية.

وأكد، أنه منذ العام الماضي على وجه الخصوص، رفعت الولايات المتحدة أسعار الفائدة بمعدل غير مسبوق، وتدفقت الأموال من مختلف البلدان، مما جعل مشاكل ديون البلدان المعنية أسوأ.

اليابان تحاول نسيان التاريخ وتعميق الجراح

قال تشين جانج، إن العسكرية اليابانية تسببت ذات مرة في ضرر جسيم للأمة الصينية، ولا تزال مؤلمة حتى اليوم. 

وأضاف، لن ينسى الشعب الصيني أبدًا، ولا ينبغي لليابان أيضًا أن ينسى. ووصف نسيان التاريخ بأنه خيانة وإنكار الذنب يعني العودة إلى الإجرام. 

وأكد وزير الخارجية الصيني، أن الصين تتعامل مع اليابان دائما بلطف وتأمل في حسن الجوار والصداقة. ومع ذلك، تشارك طوكيو في حرب باردة جديدة لاحتواء بكين.

وتابع، يتحدث بعض القادة اليابانيين أيضًا عن ما يسمى بالنظام، لذلك سنتحدث اليوم عن ماهية هذا النظام. يعتمد النظام الدولي اليوم على انتصار الحرب العالمية ضد الفاشية، التي تم شراؤها بأرواح ودماء 35 مليون جندي ومدني صيني.  

وأكد تشين، أن الشعب الصيني لن يقبل أبدًا أي مراجعة تاريخية تتحدى النظام الدولي بعد الحرب والعدالة الدولية. كما تنص "معاهدة السلام والصداقة الصينية اليابانية" بوضوح على معارضة الهيمنة، ولروح المعاهدة أهمية عملية في الوقت الحاضر.

منطقة آسيا ليست أوكرانيا

صرح الوزير الصيني، أنه في الآونة الأخيرة، أعرب العديد من قادة دول المنطقة عن أن الآسيان لا ينبغي أن تكون وكيلًا لأي قوة خارجية ويجب ألا تنغمس في دوامة لعبة القوى العظمى. ويجب أن تكون آسيا مسرحًا للتعاون المربح للجانبين، وليس رقعة شطرنج للألعاب الجيوسياسية. 

وأضاف، يجب عدم تكرار أي حرب باردة في آسيا، ويجب عدم تكرار الأزمة على غرار الأزمة الأوكرانية في آسيا.

 أوروبا تعلمت من الخطأ

صرح تشين جانج، أن الصين وأوروبا حضارتان رئيسيتان، وسوقان رئيسيتان، وقوتان رئيسيتان.  

ووصف تطوير التبادلات بين الصين والاتحاد الأوروبي بأنها خيار مستقل تمامًا يعتمد على المصالح الإستراتيجية لكل منهما. 

وقال تشين، لا تهدف العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي إلى عدم التبعية ولا تخضع لأطراف ثالثة. بغض النظر عن كيفية تطور الوضع، تعتبر الصين دائمًا الاتحاد الأوروبي شريكًا استراتيجيًا شاملاً وتدعم التكامل الأوروبي. 

وأضاف، نأمل أن تكون أوروبا قد عانت من صعوبات الحرب في أوكرانيا، وتعلمت من الألم، وحققت حقًا الاستقلال الاستراتيجي والسلام والاستقرار على المدى الطويل.


-