الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دفنت منذ 2500 عام..

تحمل ألسنة من الذهب الخالص.. تفاصيل العثور على مومياوات غامضة داخل مصر

صدى البلد

اكتشف علماء الآثار في مصر مقبرتين، تحتويان على بقايا محنطة لرجل وامرأة توفيا منذ حوالي 2500 عام، في أنقاض مدينة أوكسيرينخوس المصرية القديمة، في ما يعرف الآن بالـ بهنسا بمحافظة المنيا.

المومياء المكتشفة

ألسنة ذهبية 

 

وأثناء التنقيب، عثر الفريق على اكتشاف فريد: ثلاثة ألسنة من رقائق الذهب، ومما زاد من المفاجأة أن إحدى المقابر لم تفتح قط، داخل مقابر الـ بهنسا

"هذا مهم للغاية، لأنه من النادر العثور على قبر مغلق تمامًا"، هذا ما قالته إستر بونس ميلادو، المدير المشارك للبعثة الأثرية من جامعة برشلونة.

تابوت حجري 

 

أما بالنسبة للقبر المختوم، فهو يضم تابوت مصنوع من الحجر الجيري، به بقايا محنطة ومجموعة من الأشياء، بما في ذلك تميمة الجعران، وأربع جرار كانوبية كانت تستخدم في عملية التحنيط، وأكثر من 400 قطعة من القيشاني، على شكل مجسمات صغيرة من الخزف المزجج. كما تم الحفاظ على وجه المومياء جيدًا مع وجود لسان ذهبي داخل فمه، وفقًا لما ذكره سيباستيان كيتلي من صحيفة ديلي إكسبريس.

 

"ما زلنا ندرس النقوش على الأوعية التي نفترض أنها ستكشف عن هوية الشخص المدفون"، هكذا قال مايتي ماسكورت، المدير المشارك للبعثة مع ميلادو، لسيلفيا كولومي من لا فانغارديا.

 

لغز ألسنة الذهب 
 

وفي مصر القديمة، كان المحنطون يصنعون أحيانًا ألسنة من رقائق الذهب ويضعونها داخل أفواه الموتى لتمكينهم من التحدث مع أوزوريس، إله العالم السفلي.

 

وفي وقت سابق من هذا العام، اكتشف علماء الآثار الذين يعملون في الإسكندرية مومياء ذات لسان ذهبي مشابه يعود تاريخها إلى حوالي 2000 عام، كما ذكرت إيزيس ديفيس ماركس لمجلة سميثسونيان في ذلك الوقت.

 

وتعود الألسنة الذهبية الثلاثة التي عُثر عليها في المقبرتين إلى الفترة الرومانية التي بدأت عام ٣٠ ق.م، حسب ذا ناشيونال.

رأس حجرية

 

يقول ميلادو لصحيفة The National أنه تم العثور على ألسنة ذهبية فقط في المواقع الأثرية في الإسكندرية والبهنسا ، أما القبر الآخر، والذي اقتحمه بالفعل لصوص القبور وقت الدفن، كان يحمل تابوتًا على شكل امرأة، لكن بقايا المومياوات كانت في حالة سيئة، وفقًا لصحيفة ديلي إكسبرس. وقد دفنت بجانب الجثة خرز وتميمة مسند رأس حجرية وشخصية للإله حورس برأس صقر، كما عثر أيضا على لسانين من ذهب، واحد داخل فم المرأة، والآخر يعتقد أنه تم وضعه في فم رفات طفل.

 

وتعود المقابر إلى عهد أسرة السايسية وهي الفترة التي استمرت من حوالي ٦٦٤ إلى ٣٣٢ ق.م؛ أي قبل غزو الإسكندر الأكبر لمصر عام ٣٣٢ ق.م، وقد عُرِفت مدينة أوكسيرينخوس باسم بير مجيد، إذ تقع على بعد 140 ميلاً جنوب القاهرة في موقع مدينة البهنسا الحديثة، وكانت مركزًا مصريًا مهمًا خلال عهد أسرة سايت، وفقًا لموقع جامعة برشلونة على الإنترنت.

 

ممر بحري

 

وربطت المدينة طرق القوافل من الغرب بميناء على ممر بحر يوسف المائي، مما سمح بتدفق الأشخاص والبضائع إلى البحر الأبيض المتوسط، وعندما وصل الإسكندر، أصبحت المدينة موطنًا لأعداد كبيرة من المستعمرين اليونانيين وتتمتع بعلاقة وثيقة مع الإسكندرية.

 

حقوق جنائزية

 

وفي عام 640 ق.م سقطت بير مجيد في حالة انحدار بعد الفتح العربي للمنطقة، بعد أكثر من 1000 عام، وخلال حملة نابليون بونابرت المصرية في 1799-1802 م، حدد العلماء الفرنسيون الآثار، وبدأت الحفريات الأولى في عام 1897. 

وفي ذلك الوقت، اكتشف علماء الآثار مجموعة ضخمة من الوثائق القديمة المعروفة باسم برديات أوكسيرينشوس.

 

جدير بالذكر أن الحفريات الحالية، بقيادة جامعة برشلونة وبالتعاون مع هيئة الآثار المصرية، بدأت في عام 1992، حيث يأمل العلماء أن تسمح لهم هذه الاكتشافات الجديدة بفهم أفضل للحقوق الجنائزية التي لوحظت خلال هذه الفترة الزمنية.