الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شهر مارس خطر.. سلسلة زلازل مدمرة جديدة تضرب تركيا وما حولها| تفاصيل

الزلازل
الزلازل

حالة من الرعب والقلق مستمرة وتسود العالم، عقب الزلازل المدمرة التي شهدتها تركيا وسوريا خلال الآونة الأخيرة التي بلغت قوتها 7.7 ريختر مُخلفة أكثر من 100 ألف قتيل وعشرات آلاف من المصابين إضافة الي خسائر مادية واقتصادية بالمليارات.

الأمر لم يتوقف عند زلزال 6 فبراير الجاري والهزات الارتدادية المستمرة بل حذر علماء من وقوع زلزال أخر يضرب تركيا 8 مارس ويؤثر على بعض الدول المجاورة، وكثرت الأقاويل عن هذا الأمر حتى ظهر المتنبئ الهولندي فرانك هوغربيتس في فيديو جديد يؤكد حدوث زلزال في 3 و4 من مارس المقبل وسيكون حرج للغاية.

زلازل مدمرة 

زلزال مدمر يضرب تركيا 8 مارس

أكد الدكتور صالح محمد عوض، عالم الجيولوجيا العراقي، أنه يعتمد على حسابات علمية فيزيائية، ويتم قياس جهد الأرض، وبناء على النتائج يتم الوصول إلى حقيقة وجود زلزال في فترة زمنية معينة.

وأضاف عوض خلال تصريحات ببرنامج على مسؤوليتي على قناة "صدى البلد"، أن هناك احتمالية واردة لحدوث زلزال بناء على الحسابات الفيزيائية، ومن المتوقع حدوث زلزال يوم 8 مارس المقبل، ولكن سيكون أقل ضررا من زلزال تركيا وسوريا، الذي حدث يوم 6 فبراير الجاري.

وتابع: التنبؤ بحدوث زلزال أو هزات أرضية يكون بناء على مجموعة من المؤشرات والحسابات، وبناء عليه يتم توجيه النصائح، بحدوث زلزال في مكان معين، ويمكن للجهات المعنية الأخذ بها أو لا.

وأوضح أن الصفيحة الأناضولية ضعيفة وخطرة، وبدأت الهزات الأرضية تنتشر بعد زلزال تركيا المدمر، كما أن الصفيحة تتعرض لأكثر من 200 هزة تابعة للزلازل المدمر.

وأشار إلى أن هناك انتشار للزلازل على الصحفية الأناضولية الشرقية، أن وضع القمر يوم 8 مارس المقبل، سيكون نفس وضعه في 6 فبراير، ولكن الزلزال المقبل سيكون أقل في الخسائر بسبب بعد كواكب الزهرة والمشترى والمريخ.

الدكتور صالح محمد عوض، عالم الجيولوجيا العراقي

بداية مارس ستكون حرجة 

وحتي هذه اللحظة مازال عالم الزلازل الهولندي "فرانك هوغربيتس" يثير البلبلة والرعب والفزع بين الشعوب بتنبؤاته التي يقول إنها تعتمد على حقائق علمية وعلى حركة الكواكب وتأثيرها على الكرة الأرضية.

فبعد أنشطة زلزالية، تراوحت بين صغيرة ومتوسطة، خلال الأيام القليلة الماضية، ظهر العالم الهولندي من جديد، أمس الاثنين، بمقطع فيديو من خلال الهيئة الجيولوجية التي يتبع لها SSGEOS، وفجر هوغربيتس مفاجأة من العيار الثقيل، حيث حدد ما كان قد أشار إليه في تغريدة سابقة، من أن "بداية شهر مارس ستكون حرجة".

وظهر هوغربيتس أمس الاثنين، وأعاد التغريد بفيديو يشرح نظريته، في محاولة لتأكيد توقعاته، مغردا بالقول: "قد يؤدي تقارب هندسة الكواكب الحرجة في حدود 2 و5 مارس إلى حدوث نشاط زلزالي كبير إلى كبير جدًا، وربما حتى زلزال هائل في حوالي 3 و4 مارس أو 6 و7 مارس".

وخلال مقطع الفيديو، الذي أثار جدلا كبيرا حول العالم، ربط هوغربيتس بين الأنشطة الزلزالية المتوقعة واكتمال القمر. 

وشدد مجدداً على أن أول أسبوع من شهر مارس "سيكون حرجاً"، وكررها عدة مرات خلال الفيديو، مشيراً إلى أن بعض الأنشطة الزلزالية التي يتوقعها قد تتخطى 7.5 إلى أكثر من 8 درجات على مقياس ريختر.

وحذر بالأخص من أيام 3 و4 من مارس، مشيراً إلى أن الخطر قد يمتد إلى 6 و7 من الشهر أيضا، مع اكتمال القمر.

وأكد في الفيديو أنه لا يحاول إثارة الهلع، بل إنه فقط يحذّر من حسابات حركة الكواكب التي ينتج عنها أنشطة زلزالية عظيمة على الكرة الأرضية، معقبا: لا يجب أن نغفل تلك الحسابات،  وشدد على أن الأمر قد يمتد إلى أكثر من نشاط زلزالي.

العالم الهولندي فرانك هوغربيتس

تفاصيل زلزال مارس الحرج 

ودخل هوغربيتس في مزيد من التفاصيل، حيث حدد سيناريوهين، الأول قد يكون مواجهة نشاط زلزالي عظيم في حدود 3 أو 4 مارس، تتبعه أنشطة صغيرة بالأيام التالية، أو أن يكون ذلك النشاط الكبير في 6 أو 7 مارس، تسبقه أنشطة زلزالية صغيرة. وربط السيناريوهين بتحرك الكواكب وباكتمال القمر. وشدد مجددا على "أنه لا يمكن معرفة ما سيحدث بالتحديد".

كما تحدث عن أهمية وضع خطط لمواجهة الزلازل، حيث لابد للمرء أن يكون على علم بكيفية التصرف وقت حدوث الزلزال وكيف يخرج من منزله بأسرع وقت ممكن، مشدداً بالقول إنه مع التوقعات المنتظرة ببداية شهر مارس، يجب على الجميع أن يبقى على أشد درجات الحرص والاستعداد.

وسبق وأطلق هوغربيتس خلال الأيام الماضية، عدة تغريدات، إلا أن أبرزها تغريده أثارت الكثير من الجدل حيث حذر من أنه قد تحدث بعض الأنشطة الزلزالية في الفترة ما بين 25 و26 فبراير الجاري، ولكن ربما ليست كبيرة، إلا أنه حذر من أن الأسبوع الأول من شهر مارس سيكون حرجاً.

كما كشف هوغربيتس في فيديو آخر، أثار الكثير من البلبلة، عن خريطة المناطق الحمراء حول العالم، وبمنطقة الشرق الأوسط خصوصا والمتوقع حدوث هزات أرضية كبيرة فيها.
وضربت بالفعل سلسلة من الهزات الأرضية تركيا خلال الأيام الماضية،  كما كانت هناك عدة أنشطة زلزالية في عدة أماكن أخرى منها مصر والعراق وعُمان والسعودية.

إلا أن أقوى تلك الأنشطة كان الزلزال الذي هز طاجيكستان بقوة 7.2 درجة على مقياس ريختر صباح الخميس، مما اتفق مع توقعات هوغربيتس، الذي قال قبلها إن المنطقة ستتعرض لبعض الأنشطة الزلزالية ما بين 20 و22 فبراير، إلا أن أقواها سيكون في 22 فبراير، وربما ذلك ما حدث في زلزال طاجيكستان القوي، الذي هز المنطقة القريبة من حدود الصين.

والغريب في الأمر أنه في كل مرة يقع نشاط زلزالي في مكان ما من الكرة الأرضية، يظهر هوغربيتس بتغريدة يشدد فيها على أنه قد حذر بالفعل من تلك الهزة، في محاولة لتأكيد نظريته.

وفي الحقيقة الجدل حول توقعات العالم الهولندي مستمر منذ أن ضرب زلزال مدمر تركيا في 6 فبراير، وأسقط أكثر من 50 ألف قتيل ما بين تركيا وسوريا، تاركاً عشرات الآلاف من الأسر بلا مأوى.

يذكر أن العديد من الخبراء والدراسات كانوا أكدوا سابقاً أنه لا يمكن التنبؤ بتاريخ وقوع الزلازل على الرغم من إمكانية تحديد مكانها استناداً إلى تاريخ المناطق وموقعها على صفائح النشاط الزلزالي حول العالم.

كما انتقد العديد من العلماء نظريات هوغربيتس، نافين مسألة ارتباط حركة الكواكب وتموضعها بالنشاط الزلزالي.

العالم الهولندي وتوقعاته المخيفة 

حقيقة متنبئ الزلازل الهولندي

وفي هذا الصدد، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، إن المتنبئ الهولندي للزلازل فرانك هوغربيتس ليس بعالم أو جيولوجي ولا يحمل درجة علمية.

وأوضح شراقي ـ خلال تصريحات له عبر صفحته الشخصية "أن المتنبئ الهولندي يعتمد في توقعاته على علاقة ترتيب النجوم والكواكب والقمر بالنسبة للشمس ويعتمد على قوة التجاذب بينهما، وهذا معروف للمد والجزر لمياه البحار لسهولة حركة السوائل أو الهواء وليس للقشرة الأرضية الصلبة.
وتابع: السيد فرانك لا يوجد دليل على أنه عالم أو جيولوجي أو فلكي لأنه لم يحصل على درجة علمية، وليس له أي عمل علمي منشور بدوريات معترف بها، قد يكون هاوي لحركة النجوم وربطها بالزلازل عن طريق برنامج كمبيوتر، وهذا ليس بعلم معترف به.

وأضاف أن المتنبئ الهولندي يعتمد على جمع تبرعات لموقعه الذي يتابعه حوالي نصف مليون، واعتاد على اذاعة فيديوهات وتنبواءات على الأقل مرتين اسبوعيا لمواقع هي من أنشط المناطق للزلازل في العالم، واحتمال حدوثها 50%، ويعتبر يوتيوبر علمى، وله عشرات التنبؤات الكثيرة الاسبوعية (مرفق تنبؤات ديسمبر – فبراير) والتي يختار فيها أكثر المناطق تعرضا للزلازل (أحزمة الزلازل) عن طريق اختيار مساحة كبيرة على سطح الأرض، مما يثير الرعب والفزع.

ولفت: ويستخدم نفس الجملة في كل توقع وهي Potential for increased seismic activity in or near the purple bands. This is an estimate. Other regions are not excluded، وآخرها أنه سوف يحدث زلزال بطول البحر الميت حتى خليج السويس فى مصر خلال أيام أو شهور أو عشرة سنوات، رغم أنه يحدث سنوياً عدة زلازل أقل من المتوسط في خليج السويس أو العقبة آخرها 27 ديسمبر 2022 جنوب خليج السويس، 24 فبراير 2023 شمال السويس بقوة 4.1 ريختر.

واختتم: لا توجد وسيلة علمية للتنبؤ بالزلازل في تحديد القوة والزمان والمكان بدقة، ولكن هناك دراسات دقيقة على خصائص الجيولوجية لكل منطقة ومدى خطورة الزلازل بها وصنفت كأحزمة زلازل مثل دائرة المحيط الهادي والمنطقة التركية.

الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة