EN 
تبذل مصر جهودا كبيرة، لتعزيز صناعة الدواء، حيث تتجه في اللحظات الراهنة لدعم التصنيع المحلي، حيث أعلنت ألفت غراب رئيسة مجموعة أكديما للأدوية، بدء التشغيل التجريبي لمصنع إنتاج مستحضرات علاج الأورام وهو أول مصنع لتصنيع أدوية للأورام في مصر.
وقالت "غراب"، إنه تم إنشاء مصنع أورام سيديكو بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه الأدوية الاستراتيجية، مع توجيه باقي الإنتاج للتصدير للأسواق الخارجية في الشرق الأوسط وأفريقيا وشرق أوروبا، فضلًا عن أنه يمثل خطوة مهمة تساهم فى تحقيق الأمن القومي والصحى للمواطنين.
مستحضرات علاج الأورام
وأكدت "غراب"، أن إنشاء مصنع إنتاج مستحضرات علاج الأورام يأتي دعما لجهود الدولة في مجال توطين صناعة الدواء، خاصة الأدوية الحيوية والاستراتيجية كأدوية علاج الأورام.
واختتمت "غراب"، أن المصنع يعد خطوة غير مسبوقة من شأنها ليس فقط تعزيز وتوفير الأدوية فى السوق لمحلى بل بناء القدرات المصرية لإنتاج الأدوية المتطورة، وذلك فى إطار رؤية واستراتيجية مصر 2030، التي تهدف إلى تطوير وتنمية المنظومة الصحية حتى تكون الدولة المصرية قادرة على توطين تلك الصناعة الاستراتيجية، مما يؤهل مصر لتصبح مركزًا إقليميًا وعالميًا لصناعة وتصدير الأدوية.
وقال الدكتور علي الغمراوي رئيس سيديكو، إن مصر تمتلك من الإمكانات والقدرات البحثية والتصنيعية والموارد البشرية ما يؤهلها للقيام بهذا المشروع الاستراتيجي، الذي سيكون له تأثيرا فعالا على قطاع الأدوية المصري، حيث "سيشكل نقلة نوعية لصناعة الأدوية في مصر".
وأكد الغمراوي، أن المصنع يعمل بأحدث تكنولوجيا عرفتها هذه الصناعة، فضلًا عن وجود غرفة تحكم تتضمن أحدث أجهزة التتبع والمراقبة لعملية التصنيع على مدار 24 ساعة.
وأضاف الغمراوي، أن مرض السرطان يعد أحد الأسباب الرئيسية التى تؤدى إلى انتشار الأمراض، وزيادة معدلات الوفاة على مستوى العالم، وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد تجاوز العالم عتبة جديدة فى عام 2021، حيث تم تشخيص ما يُقدّر بنحو 20 مليون شخص مصاب بالسرطان، فيما توفى 10 ملايين شخص بسببه، ومن المتوقع أن تصل إلى 19,3 مليونًا بحلول عام 2025.
وفى مصر يتم اكتشاف إصابة 166 ألف شخص بالسرطان سنويًا، لذلك فان المصنع الجديد يعد أحد المشروعات الاستراتيجى التى تهدف إلى تغطية كافة بروتوكولات علاج الأورام الكلاسيكية والمتطورة.
مجموعة من الأدوية المتطورة
واختتم الغمراوي، أنه تم إنشاء المصنع على مساحة 1250 مترا مربعا بارتفاع 4 أدوار ليقوم بإنتاج مجموعة من الأدوية المتطورة التى لها فاعلية كبيرة وآثار جانبية أقل، وتصل طاقته الإنتاجية إلى 10 ملايين فيال فى العام، ومن المتوقع أن يصل حجم المبيعات لأدوية الأورام مليار و358 مليون جنيه خلال الـــ 3 سنوات المقبلة، كما سيساهم فى توفير بعض الأصناف بأقل من أسعارها المستوردة من 30 إلى 60 %، مما سيقلل الاعتماد على الأدوية القادمة من الخارج، وبالتالى تخفيف الأعباء على الدولة وعلى المواطن المصرى، وفى نفس الوقت توفير العملة الصعبة.
من المتوقع أن يصل إجمالي عدد المستحضرات التي سيتم إنتاجها يصل إلى 70 مستحضرا، وتسعى الشركة حاليا لعقد اتفاقيات مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة في إنتاج أدوية الأورام لنقل تكنولوجيا تصنيع الدواء العالمية إلى مصر.
وفي ذلك الصدد، قال الدكتور علي عوف، رئيس شعبة الأدوية بالغرفة التجارية، إن مصر أول دولة تخوض تجربة صناعة الدواء في المنطقة، مشيرًا إلى أن البداية كانت في ثلاثينيات القرن الماضي، وكانت وقتها إفريقيا لا تعلم شيئا عن صناعة الدواء، وهذه الخطوة تم اتخاذها عندما قررت شركة أجنبية منع تصدير الدواء إلى مصر.
وأكد عوف - في تصريحات لصدى البلد، أن الدولة تعمل على خطة استراتيجية منذ 8 سنوات بهدف تطوير صناعة الدواء، باعتبارهم من أهم المكونات للدولة، وبدأت الريادة والقيادة تعود لمصر في صناعة الدواء بالشرق الأوسط وأفريقيا مجددا، مشيرًا إلى أن خطوة افتتاح أول أول مصنع لإنتاج مستلزمات علاج الأورام مهمة للغاية وتعد إنجاز جديد من الدولة في صناعة الدواء وزيادة في صدارة مصر لتلك الصناعة في المنطقة، مشيرًا إلى أن الدولة بدأت في تصنيع أدوية لم تكن تنتجها من قبل مثل مستلزمات علاج الأورام، وقبلها توطين تطعيم الفاكسينات وهي صناعة الحيوية والبيولوجية، وهذه الصناعة لا توجد في إفريقيا والشرق الأوسط.
واختتم عوف، أنه يوجد 170 مصنعا مرخصة للدواء لتغطية 92% من احتياجات مصر، وحجم السوق المصرية 120 مليار جنيه في 2023، ومن المتوقع نموها من 12 لـ 15%، وهذا من أكبر وأسرع الأسواق الدوائية.
