الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتاوى تشغل الأذهان| هل هناك حرمة في ترك الحذاء مقلوبًا؟.. هل كثرة الزلازل علامة على قرب يوم القيامة؟.. الاستغفار يكفر الذنوب الكبيرة أم الصغيرة فقط؟

فتاوى تشغل الأذهان
فتاوى تشغل الأذهان

فتاوى تشغل الأذهان

هل هناك حرمة في ترك الحذاء مقلوبًا؟

هل كثرة الزلازل غضب من الله وعلامة لقرب يوم القيامة؟

هل الاستغفار يكفر الذنوب؟ 

نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الفتاوى الدينية المهمة التي تشغل الأذهان وتهم المسلم في حياته اليومية، نرصد أبرزها في فتاوى تشغل الأذهان.

في البداية.. قالت الإفتاء إنه ليس هناك حرمة في ترك الحذاء مقلوبًا، لكنه خلاف الأفضل؛ لأن فيه نوعًا من الإيذاء لمن يقع بصره عليه بسبب اشتماله غالبًا على ما يستقذره الإنسان، فلا يليق أن يكون أسفل الحذاء مواجهًا للإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى، وعلى ذلك تكون إعادة الحذاء إلى وضعه الصحيح مستحبة وشعبة من شعب الإيمان؛ لما في ذلك من إماطة الأذى عن الناس، واحترام الإنسان وتكريمه، وهي قيمة حضارية متفق عليها ينبغي مراعاتها، كما ينبغي مراعاة المظاهر الجمالية المباحة التي تدخل البهجة والسرور على قلب الإنسان، وتلك قيمة حضارية أخرى يمهد لها شيوع ثقافة إماطة الأذى واحترام الإنسان والحرص على الطهارة والنظافة التي هي أصل تقوم عليه العبادة في الإسلام.
روى الإمام مسلم في "صحيحه" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قال: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ -أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ- شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ».

وفي سؤال: هل كثرت الزلازل غضب من الله وعلامة على قرب يوم القيامة؟ سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف. 

وقال علي جمعة إن يوم القيامة يوم عظيم، كثر ذكره في كتاب الله، وكثرت أسمائه لبيان عظمته، على عادة العرب في لغتهم، فإنهم كانوا إذا أحبوا شيئًا أكثروا من أسمائه، وإذا خافته كذلك، فتراهم أكثروا من أسماء الخمر، وكذلك أكثروا من أسماء الأسد.

وتابع: لقد عدد الله أسماء يوم القيامة في كتابه المجيد فذكر منها : الساعة، والطامة، الآزفة، والحشر، والتغابن، يوم الحسرة، الصاخة ...إلخ

وبين أنه لا ريب من أنه يوم عظيم جليل، يغضب فيه ربنا سبحانه وتعالى، ولا يؤذن لأحد أن يشفع فيه إلا نبينا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، فيكرمه الله بهذا المقام المحمود، والشفاعة العظمى، ولعلنا نفصل القول في مقالات أخرى عن تلك الشفاعة وأحداث ذلك اليوم.

وأكمل علي جمعة: كان من عظمة ذلك اليوم أن كثرت العلامات والأمارات التي تكون بين يديه تمهيدًا لحدوثه، وقد ذكر ربنا هذه العلامات أيضًا في كتابه فقال تعالى : (فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْراطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ) [محمد :18].

وأشار إلى أن  النبي صلى الله عليه وسلم قد اهتم بإخبار الأمة بما يحدث، وبما حدث في الماضي ولم يطلعوا عليه، وذلك لتقوية إيمانهم، وتبشيرهم وتحذيرهم، وتعريفهم كيف يتم التعامل مع هذه الوقائع، فعن ابن عمر رضي الله عنه قال : (قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم مقاماً، فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم، حَفِظَ ذلك مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ) [رواه البخاري].

فقد ذكر ربنا أن أشراطها قد حدثت، وقسم العلماء علامات الساعة إلى علامات صغرى وعلامات كبرى، فالصغرى مظاهر تطرأ على المجتمعات الإسلامية، بل والمجتمعات العالمية.

وأوضح أن العلامات الصغرى ذكرت في الأحاديث النبوية تزيد عن سبعين علامة تدور أغلبها على ظهور الفساد، وترك الدين، وقلة العقل، وقلة العلم، وشيوع ذلك بين الناس، وأن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان، وإسناد الأمر إلى غير أهله، قلة العلم وظهور الجهل، وكثرة القتل، وشرب الخمور وتسميتها بغير اسمها،كوثرة الزنا والخنا، ولبس الرجال الحرير، ائتمان الخائن وتقريبه، وتخوين الأمين، وظهور الفحش والتفحش، اتخاذ المساجد طرقًا، ويظهر الموت فجأة،  ظهور الفتن وعموم شرها، وكثرة الزلازل، وكثرة القتل، وتداعي الأمم وتكالبها على أمة الإسلام كما تتكالب الأكلة على قصعتها، والتماس العلم عند الأصاغر، ظهور النساء الكاسيات العاريات، وظهور أقوام معهم أسواط كأذناب البقر يضربون الناس بها، وتصدُّر السفهاء وتكلمهم في الأمور العامة للناس.

وأردف: منها كذلك يكون السلام للمعرفة، وعدم تحري الرزق الحلال، تتقارب الأسواق دلالة على كثرة التجارة وفشوها، وتباهي الناس في المساجد وتفاخرهم بها وبأثاثها وزخرفتها، تمني رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وذلك عند عموم الفتن وغربة الدين، ويلقى الشح وينتشر بين الناس فيبخل كل بما في يده، صاحب المال بماله والعالم بعلمه والصانع بصناعته وخبرته، وقتل الناس بعضهم بعضاً بغير ما هدف، ويُكرَم الرجل مخافة شره لا لفضله وكرامته، وعقوق الأم وطاعة الزوجة في غير طاعة الله، وعقوق الوالد، وطاعة الصديق في غير طاعة الله، وارتفاع الأصوات في المساجد، وتكثر الشرطة وذلك لزيادة الفساد، وتقديم الرجل لإمامة الناس في الصلاة لجمال صوته وإن كان أقل القوم فقهاً وفضلاً، وبيع الحكم، أي: تُنال المناصب بالرشوة، والاستخفاف بالدم.

ومنها أيضا فشو القلم وكثرة التصانيف والتأليف، وأن يكون الولد غيظاً، وذلك لكثرة عقوقه لوالديه وجلب المشاكل لهما فيغيظهما في كل وقت، ويكون المطر قيظاً، أي أنه يكون عذاباً بدلا من أن يكون خيراً ورحمة، ويتعلم لغير الدين، أي ابتغاء منصب أو وظيفة أو مال يكتسبه، ظهور التَّرف وحياة الدعة في الأمة الإسلامية.

ومنها تمني الموت لكثرة الفتن، ويقال للرجل ما أجلده وما أظرفه وما أعقله وما في قلبه حبة خردل من إيمان، تحاصر العراق ويمنع عنها الطعاموالمساعدات، وتحاصر الشام، الموت الجماعي بالأوبئة والطواعين وغيرها كطاعون عمواس في زمن عمر والحروب العالمية، فتح بيت المقدس، وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وموته صلى الله عليه وسلم، وإتباع طرق اليهود والنصارى بغير وعي.

كما وردت أحاديث بكل هذه العلامات هي : ففي حديث جبريل عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وسلم : (قال فأخبرني عن الساعة، قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل، قال : فأخبرني عن أمارتها، قال : أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان) [رواه البخاري ومسلم واللفظ لمسلم].

هل الاستغفار يكفر الذنوب الكبيرة أم الصغيرة فقط؟ سؤال أجاب عنه الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم العميد السابق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع أسيوط.

وقال الداعية الأزهري، إن اﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﺘﻮﺑﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳُﺮﺟﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﻪ اﻟﺬﻧﻮﺏ ﺇﻥ ﺗﻮاﻓﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﺷﺮﻭﻁ اﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻳﻘﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وتعالى:"وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا". 

واستدل مرزوق بقول النبي ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﻣﻦ اﺳﺘﻐﻔﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺩﺑﺮ ﻛﻞ ﺻﻼﺓ ﺛﻼﺙ ﻣﺮاﺕ، ﻓﻘﺎﻝ: ﺃﺳﺘﻐﻔﺮ اﻟﻠﻪ اﻟﺬﻱ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﻫﻮ اﻟﺤﻲ اﻟﻘﻴﻮﻡ ﻭﺃﺗﻮﺏ ﺇﻟﻴﻪ، ﻏﻔﺮ ﻟﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻓﺮ ﻣﻦ اﻟﺰﺣﻒ، ﻭﻗﺪ ﻗﻴﻞ: ﻻ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻊ اﻹﺻﺮاﺭ، ﻭﻻ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻊ اﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻓﺎﻟﻤﺮاﺩ باﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻫﻨﺎ اﻟﺘﻮﺑﺔ.

وأوضح أنه إذا ﻛﺎﻥ اﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ اﻻﻓﺘﻘﺎﺭ ﻭاﻻﻧﻜﺴﺎﺭ ﺩﻭﻥ ﺗﺤﻘﻖ اﻟﺘﻮﺑﺔ، ﻓﻘﺪ اﺧﺘﻠﻒ اﻟﻔﻘﻬﺎء ﻓﻲ ﺫﻟﻚ على النحو التالي: قال الشافعية :ﺇﻧﻪ ﻳﻜﻔﺮ اﻟﺼﻐﺎﺋﺮ ﺩﻭﻥ اﻟﻜﺒﺎﺋﺮ، وﻗﺎﻝ اﻟﻤﺎﻟﻜﻴﺔ ﻭاﻟﺤﻨﺎﺑﻠﺔ: ﺇﻧﻪ ﺗﻐﻔﺮ ﺑﻪ اﻟﺬﻧﻮﺏ، ﻭﻟﻢ ﻳﻔﺮﻗﻮا ﺑﻴﻦ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺻﺮﺣﺖ ﺑﻪ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺐ اﻟﺤﻨﻔﻴﺔ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: اﻻﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻣﻤﺤﺎﺓ ﻟﻠﺬﻧﻮﺏ.