الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قاضٍ يحكم بـ500 جنيه نفقة لعب الأطفال.. والوالد: خسرت 35 قضية

صدى البلد

شاب بسيط شاء حظه العاثر أن يتزوج من فتاة يعمل جميع أفراد أسرتها فى مهنة المحاماة، حاول دائما أن يتجنب الخلاف معها، كثيرا ما سعى إلى إرضائها، هو لا يريد مشاكل أو أزمات، لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن. 

بدأت الأمور مع زوجته تأخذ طريق العناد، كل واحد فيهما يحاول أن يفرض سيطرته، انعكس ذلك على ابنتهما الصغيرة، التى أصيبت بالتوحد، وأصبحت مريضة وتحتاج إلى عناية من الطرفين. 

كانت معظم المشاكل مع زوجته تدور حول الإنفاق عليهم، تعرض لخسائر كبيرة أثناء فترة انتشار فيروس كورونا، دفعته إلى بيع كل ما يملك لسداد المال قيمة الديون والقروض للبنوك وعدد من الأشخاص الآخرين. 

حاول استعادة ثروته من جديد لكنه فشل، استغلت زوجته ظروفه السيئة، وأقامت دعوى طلاق للضرر أمام محكمة الأسرة بالإسكندرية، بعد أن تدهورت حالته المالية وأصبح غير قادر على الإنفاق على أسرته، وبعد 4 جلسات حصلت الزوجة على حكم طلاق بالضرر، لتبدأ بعدها المأساة. 

تنازل الأب “محمد. م” عن بيته طواعية لطليقته وابنته الوحيدة تفاديا للجوء للمحاكم والحصول على حكم تمكين من الشقة، وقام بإيجار منزل صغير فى قريته للعيش فيه. 

ومع بداية كل شهر، كان يتفاجأ بمحضر المحكمة يطرق بيته ويخبره بإعلان لقضية جديدة، أقامتها طليقته ضده، حتى وصلت القضايا إلى 35 قضية ما بين نفقات معيشة وكسوة وملبس وتعليم ودعاوى تبديد وقائمة وذهب، وإيصالات أمانة، وضرب، وحرمان من رؤية… إلخ. 

كان الزوج يتنقل يوميا من محكمة إلى أخرى للدفاع عن نفسه، لكنه رغم ذلك خسر معظم هذه القضايا وتم حبسه شهرا فى قضية تبديد، وقضى العقوبة فى السجن، لكن أغرب القضايا التى هزت كيان الأب وجعلته يتحدث مع نفسه ويصرخ داخل المحكمة، دعوى نفقة لعب الأطفال. 

وقتها وقف الزوج أمام القاضي مذهولا مما يحدث له، أخبره أن هناك 35 قضية مقامة ضده، خسرها جميعا، ما عدا دعوى الرؤية التى أقامها لرؤية ابنته الوحيدة. 

أخذ الأب يشرح مأساته للقاضى، لكن جاء في النهاية حكم المحكمة فى صالح الابنة المريضة، وقضت بإلزام الأب بسداد 500 جنيه نفقة ألعاب لصغيرته. 

المحكمة أكدت أنها من مطالعتها للأوراق والمستندات، تبين أن الصغيرة عمرها 4 سنوات، أى أنها فى سن اللهو واللعب، ومن ثم فإن مصلحتها الفضلى تقتضى إمدادها بالألعاب التى تنمى مهاراتها وقدرتها الذهنية والجسمية حتى تكون فى طليعة الجيل الصالح البناء وذخرا لمجتمعها، ودفعا لأى عبء نفسى يقع عليها لا سيما بعد طلاق والديها.


-