الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

استقبال الفاتحين|كيف رحب قادة الهند بالرئيس السيسي وماذا قال عن قناة السويس؟

استقبال رئيسة الهند
استقبال رئيسة الهند ورئيس الوزراء الهندى الرئيس السيسي بساحة

زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الهند لحضور أعياد يوم الجمهورية الهندي، بدعوة رسمية من القيادة السياسية هناك، كانت مفعمة باللقاءات وتنوع المقابلات، والتي تخللها حسن الاستقبال والترحاب الحار، اللذان كشفا عن أخوة وصداقة وعمق في العلاقات بين مصر والهند،

الاستثمارات الهندية في مصر

وواصل الرئيس السيسي، نشاطه منذ وصوله إلى الأراضي الهندية، الثلاثاء، كضيف شرف احتفالات الهند بيوم الجمهورية، حيث التقى دروبادي مورمو، رئيسة جمهورية الهند، في قصر "راشتراباتي بهافان" الجمهوري بالعاصمة نيودلهي، وعقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا.

وجاء نص كلمة  الرئيس السيسي في المؤتمر الصحفي: "السيد ناريندرا مودي، رئيس وزراء جمهورية الهند، السادة الوزراء وكبار المسئولين من الجانبين المصري والهندي، إنّه لمن دواعي سروري أن تأتي زيارتي لجمهورية الهند تلبيةً للدعوة الكريمة التي تلقيتُها من دولة رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، لأكونَ بينكم غداً مشاركاً في الاحتفال بذكرى "يوم الجمهورية"، ذلك اليوم الذي بدأ فيه العمل بدستور جمهورية الهند عام 1950 ليدشّنَ بلدُكم الكبير حلقةً جديدة من تاريخه العظيم، وأتوجّه بالشكر للسيد رئيس الوزراء على تلك المبادرة المقدرة، وعلى كرم الضيافة، وحسن الاستقبال، والذي يعبر بصدق عن العلاقات الأخوية الممتدة والحافلة بين بلدينا وشعبينا، حيث نحتفل هذا العام بمرور 75 عاماً على تدشينها".

وأكد الرئيس السيسي، أن "مصر تتطلع إلى زيادة الاستثمارات الهندية في مصر بمختلف المجالات، لا سيما في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس خاصة بعد ما لمسناه من عزم لدى الشركات الهندية العاملة في مصر، على مواصلة تعزيز تواجدها، وما أبدته شركات هندية متخصصة في مجالات واعدة من اهتمام لضخ استثمارات في مصر".

وأضاف الرئيس، إن مصر والهند تتشاركان في البعد الحضاري الذي يضرب جذوره في أعماق التاريخ الإنساني، ولذا فقد اتفقنا على ضرورة تعزيز الروابط والثبات على المستوى الثقافي من خلال المشاركة المتبادلة في الفعاليات الثقافية في كل من البلدين وعلى أهمية تيسير سبل التواصل بين شعبي البلدين لتسهيل حركة السياحة البينية من خلال تكثيف رحلات الطيران بين مصر والهند، لاسيما بين العاصمتين القاهرة ونيودلهي، حيث أكدت لدولة رئيس الوزراء على ترحيبنا الكامل في مصر باستقبال المزيد من السائحين الهنود".

وفي ذلك الصدد، قالت الدكتورة نادية حلمي، الخبيرة في الشؤؤن الآسيوية، وأستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف، إن زيارة الرئيس السيسي للهند، تعد زيارة تستراتيجية وطنية في المقام الأول، وتأتي ضمن جولات الرئيس الناجحة التي تعزز التعاون والتواصل مع الدول الآسيوية.

ولفتت إلى أنها تناولت العديد من المحاور والمباحثات وسبل تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ولا سيما الاقتصادية والاستثمارية والتنموية في ضوء التجربة الهندية المتميزة فى تحقيق التنمية الشاملة، وكذلك تقدمها في الصناعات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى عدد من القضايا ذات الإهتمام المشترك، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وجهود مكافحة الإرهاب، ولم تكن تلك هي الزيارة الأولى للرئيس السيسي للهند، فقد زار الهند بالفعل في عام 2016 ضمن جولة آسيوية، وإلتقى خلالها بنظيره الرئيس الهندي برناب موخرجي ورئيس الوزراء ناريندرا مودى وكبار المسؤولين في نيودلهي.

استقبال رئيسة الهند للسيسي

النهضة الاقتصادية في الهند

وأكدت "حلمي" - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الزيارة الحالية للرئيس السيسي للهند، تؤكد أن الرئيس، يمتلك خبرة سياسية واقتصادية كبيرة، يستطيع من خلالها فتح المزيد من المجالات الاستثمارية والاقتصادية لمصر، متطلعاً خلال زيارته للاستفادة من النهضة الاقتصادية لدولة الهند، وما حققته الهند من معدلات نمو سريعة ومتنامية.

وأشارت: يمكن لمصر هنا الاستفادة من هذه التجربة الهندية المتسارعة، والتي سوف يكون لها آثارا إيجابية على مصر في مجالات عدة، مثل: زيادة الصادرات ورفع معدلات الإنتاج وفتح مجالات الاستثمار ودفع عجلة التجارة والاقتصاد المصري للأمام، نظراً لأن دولة الهند من أفضل دول العالم تطبيقاً للديمقراطية وحققت فى السنوات الأخيرة تنمية اقتصادية، واخترقت مجال التكنولوجيا بشكل فعال وأصبح المنتج الهندي يحتل مكانة قوية عالمية ذات جودة عالية على الرغم من زيادة تعداد سكانها عن مليار و400 مليون نسمة، إلا أنها استطاعت أن تحقق الإكتفاء الذاتي بعد ثورتها الزراعية الهائلة التي قامت بها.

واستكملت: أن مصر والهند تجمعهما علاقات سياسية متميزة، إلى جانب العلاقات التجارية والاقتصادية التي شهدت نمواً ملحوظاً خلال الأعوام الماضية رغم تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، ومن المتوقع أن تشهد زيارة الرئيس السيسي للهند قائمة بمشروعات مشتركة جديدة يمكن للهند تنفيذها في العاصمة الإدارية الجديدة، منها مشروع إنشاء مدينة طبية على مساحة 350 فداناً، تتضمن إقامة عدد من المستشفيات ومدارس للتمريض، فضلاً عن إنشاء جامعة هندية متخصصة فى الطب، وفقاً لما تم الإتفاق عليه مع الجانب الهندى.

وتابعت: اعتقادي أن زيارة الرئيس السيسي للهند، تعد إنجازاً سياسياً واقتصادياً هاماً يؤكد على وجود مصر كركيزة للاستقرار والتنمية في المنطقة، وستكون مناسبة جيدة لطرح وتوضيح مصر للجانب الهندي وللمجتمع الدولي ما تقوم به مصر، وترويج لبرنامجها الاقتصادى ورؤيتها العالمية بشأن الإدارة الاقتصادية، مما يتيح الفرصة لجذب الاستثمارات الأجنبية لمصر وتعزيز النهوض الاقتصادي وتحسين الأحوال المعيشية للشعب المصري.

ولفتت "حلمي": يجب الإشارة إلى أهمية زيارة الرئيس السيسي للهند في دفع عجلة توجيه السياحة الهندية إلى مصر وزيادة أعداد السياح الهنود الوافدين إلى مصر، ومن المتوقع خلال زيارة الرئيس السيسي مناقشة زيادة عدد رحلات الطيران بين مصر والهند، بالنظر لأن الهند من أهم شركاء مصر التجاريين في آسيا.

وأشارت: تشهد الهند نمواً اقتصادياً متسارعاً. كما أن السوق الهندية تمتلك العديد من الفرص لنمو صادراتنا، خاصةً في قطاعات الكيماويات، والبلاستيك، والأسمدة والفاكهة والحاصلات الزراعية كالقطن، والمنتجات اليدوية من النسيج، والجلود والرخام والجرانيت ومنتجات الألبان، والصناعات المعدنية، والحديد والصلب والبترول الخام، وغيرها، وستسعى مصر لتفعيل الاتفاق بين الحكومتين المصرية والهندية على زيادة حجم التبادل التجاري إلى 8 مليارات دولار، مع العلم أن الاستثمارات الهندية بمصر تقدر بحوالي 10 مليارات دولار.

السيسي في الهند

دور الشركات الهندية في مصر 

وتعمل في مصر أكثر من 50 شركة هندية تعمل، حيث يبلغ إجمالي استثماراتها حوالي ٣ مليارات دولار. وحوالى نصف تلك الشركات عبارة عن مشروعات مشتركة أو شركات فرعية مملوكة بالكامل لمستثمرين هنود، أما باقي الشركات فتعمل من خلال مكاتب تمثيل لها وتقوم بتنفيذ المشروعات للهيئات الحكومية.

ومن كبرى الشركات الهندية التي تستثمر في مصر شركة تي سي آي سنمار (والتي تبلغ قيمة استثماراتها حوالي مليار ونصف دولار)، حيث أعلنت الشركة عن إفتتاح خط جديد للإنتاج باستثمارات تبلغ 200 مليون دولار، فضلاً عن شركات هندية عملاقة أخرى لها فروع في مصر، مثل شركات الإسكندرية لأسود الكربون، ودابر الهند، والشركة المصرية - الهندية للبوليستر وشركة سكيب للدهانات.

كما تقوم الشركات الهندية بتنفيذ عدة مشروعات في مجالات إشارات السكك الحديدية والحد من التلوث ومعالجة المياه والري وأجهزة منع الصدمات وغيرها. ولقد أطلقت شركة هيتيرو الهندية، وهي شركة كبرى تعمل في مجال الدواء، مشروعاً مشتركاً في مايو 2015، لإنتاج دواء لعلاج الإلتهاب الكبدى الوبائي (C) وهو المشروع الذي لاقى إستحساناً كبيراً من جانب الحكومة المصرية.

ومن المشروعات التي قامت من خلال المنح الهندية لمصر، كانت مشروعات التعليم عن بعد والتداوي عن بعد بالقارة الأفريقية ومقره جامعة الإسكندرية، ومشروع الإنارة بالطاقة الشمسية في قرية أجعوين، ومركز التدريب المهني لتكنولوجيا المنسوجات في شبرا بالقاهرة، وهي المشروعات التي تم الإنتهاء منها بالفعل، بالإضافة إلى مشروع آخر قيد التنفيذ لإنشاء مركز لتكنولوجيا المعلومات بجامعة الأزهر.

مودي والسيسي