الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحرك جديد من الدول الإسلامية ردا على حرق المصحف|هل تنجح الدعوة للمقاطعة؟

حرق متطرف للمصحف
حرق متطرف للمصحف

حالة من الغضب الشعبي والرسمي اجتاحت عددا كبيرا من الدول الاسلامية والعربية، والمؤسسات الدينية الإسلامية، ومواقع التواصل الاجتماعي عقب قيام متطرف هولندي وآخر سويدي باحراق المصحف الشريف.

وعبرت الدول العربية عن أسفها الشديد لما يحدث بشأن المصحف الشريف معتبرةً أن هذا يعد انتهاكاً خطيرا لقيم ومبادئ الإنسانية، حيث طالبت عدة مؤسسات دينية كبرى على رأسها الأزهر الشريف؛ باتخاذ موقف عاجل ورد فعل سريع ضد هذه التصرفات نصرة لكتاب الله.

مقاطعة منتجات هولندا والسويد 

وطالب الأزهر الشريف الشعوب العربية والإسلامية بمقاطعة جميع المنتجات الهولندية والسويدية بكافة أنواعها، واتخاذ موقفٍ قويٍّ وموحَّدٍ نصرةً لكتاب الله ولقرآننا الكريم؛ كتاب المسلمين المُقدَّس، وردًّا مناسبًا على حكومتي هاتين الدَّولتين في إساءتهما إلى مليار ونصف مليار مسلم، والتمادي في حماية الجرائم الدنيئة والبربرية تحت لافتة لا إنسانية ولا أخلاقية يسمونها "حرية التعبير"، وجديرة بهم أن يسموها ديكتاتورية الفوضى، وسوء الأدب، والتسلط على شعوبٍ راقيةٍ مرتبطةٍ بالله وهداية السماء.

وشدِّد الأزهر على ضرورة التزام الشعوب العربية والإسلامية بهذه المقاطعة، وتعريف أطفالهم وشبابهم ونسائهم بها، وأن يعلموا أن أي عزوف أو تقصير في هذا الأمر هو تخاذلٌ صريحٌ عن نصرةِ الدين الذي ارتضاه الله لهم، وأنَّ هؤلاء المنحرفين لن يدركوا قيمة هذا الدين الذي لا يعرفون عنه شيئًا، ويستفزون المسلمين بالتطاول عليه إلا حين يكونون وجهًا لوجهٍ أمام ضرورات المادَّة والمال والاقتصاد التي لا يفهمون لغةً غير لغتها، ولا يقدسون أمرًا غير قوانين الوفرة والإنتاج والاستهلاك.

وقال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون عبر حسابه الرسمي لرئاسة الوزراء السويدية: "حرية التعبير جزء أساسي من الديمقراطية، لكن ما هو قانوني ليس بالضرورة أمر ملائم".

ووصف حرق الكتب المقدسة بأنه عمل "غير محترم"، على الرغم من إقراره بأنه لا ينتهك القانون، كما عبر عن تعاطفه "مع كل المسلمين الذين شعروا بالإساءة لما حدث في  ستوكهولم".

وكان زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي، راسموس بالودان الذي يقود حزب مناهض للهجرة في الدنمارك ، قد أحرق نسخة من المصحف في ستوكهولم، السبت، تحت حراسة أمنية مشددة، وحماية مشددة من الشرطة التي منعت اقتراب أي أحد منه أثناء ارتكابه العمل الاستفزازي، بعد أن ألفى خطابا امتد لساعة  هاجم فيه الإسلام والمهاجرين، وذلك أمام مقر السفارة التركية.

وقال المتحدث باسم الشرطة السويدية أولا أوسترلينج: "تمنح القوانين الدستورية السويدية حماية قوية لحرية الرأي ويعرف الجميع أهمية القدرة على التظاهر وحرية التعبير".

موجة احتجاج واسعة ضد الغرب

كان قد أدى احتجاج مماثل العام الماضي إلى اندلاع أعمال شغب واشتباكات في الشوارع في عدة مدن سويدية، حيث أصيب مئات من ضباط الشرطة وعدد من المتظاهرين.

وأدانت دولة الإمارات العربية المتحدة ما حدث مشددة على رفضها تلك الممارسات التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، والتي تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، مجددة دعوتها الدائمة إلى نبذ خطاب الكراهية والعنف، ووجوب احترام الرموز الدينية، والابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان والمقدسات وعلى ضرورة نشر قيم التسامح والتعايش.

كما أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديد لسماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين باحراق نسخة من المصحف الشريف أمام سفارة جمهورية تركيا في ستوكهولم، مؤكدة موقف المملكة الثابت الداعي إلى أهمية نشر قيم الحوار والتسامح والتعايش، ونبذ الكراهية والتطرف.

ومن جانبها، أدانت الكويت حادثة إحراق المصحف، وجاء ذلك على لسان وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم الصباح، حيث دعا المجتمع الدولي إلى وقف أعمال حرق المصحف مطالبًا بضرورة محاسبة مرتكبي الواقعة.

كذلك، فقد أدان الأردن حادثة إحراق المصحف في السويد، وأكدت وزارة الخارجية الأردنية في بيان صحفي لها رفض وإدانة المملكة لهذا الفعل الذي يؤجج الكراهية والعنف، ويهدد التعايش السلمي، كما أكدت أن نشر وتعزيز ثقافة السلام وقبول الآخر، وزيادة الوعي بقيم الاحترام المشتركة، وإثراء قيم الوئام والتسامح، ونبذ التطرف والتعصب والتحريض على الكراهية، مسؤولية جماعية يجب على الجميع الالتزام بها.

طالب مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، المجتمعات والمنظمات الدولية بوضع مشاريع قوانين دولية تحرّم الإساءة للشرائع كافة، وذلك للحد من التصرفات العنصرية التي تزيد من الكراهية والحقد بين الشعوب والأمم.، داعيا المسلمين في شتى بقاع الأرض للتصدي لأمثال أولئك المسيئين إلى الإسلام من خلال نشر الوعي الديني وإفشال تلك الإساءات بالحوار والانفتاح على الآخر، و محاسبة كل من يتطاول على الإسلام والمس بالقرآن الكريم وإنزال العقوبة المناسبة به منعا لتمادي أمثاله على المقدسات الدينية الإسلامية.