الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بين الجمهورية والاستقلال ويوم غاندي|لماذا الهند أكثر دول العالم احتفالا بالأعياد الوطنية؟

الاحتفالات بالهند
الاحتفالات بالهند

تتمتع الهند ومصر بعلاقات صداقة ودية تقوم على أساس الروابط الحضارية والثقافية والاقتصادية والعلاقات عميقة الجذور بين الشعبين، مستندة على القيم الثقافية المشتركة والالتزام بتعزيز النمو الاقتصادي والتعاون في مجالات الدفاع والأمن والتقارب بشأن القضايا الإقليمية والعالمية، كما يعمل البلدان بشكل وثيق في المنتديات الدولية ومتعددة الأطراف.

فالدولة الهندية العريقة هي من أكثر شعوب العالم التي تحتفل بأعياد وهذا يرجع إلى كثافة سكانها واتساع مساحتها والطوائف العديدة الذين ينتمون الى ديانات متعددة تتضمن طقوس وعادات وتقاليد مختلفة.

وتحتفل الهند سنوياً بثلاثة أعياد أساسية، إحداها يوم الاستقلال عن التاج البريطاني في 15 أغسطس، والثاني يوم غاندي جايانتي، وهو يوم ميلاد الزعيم الهندي المهاتما غاندي في 2 أكتوبر، والثالث يوم الجمهورية في 26 يناير.

الاحتفالات بالهند 

يوم الاستقلال وطقوسه

حققت الهند استقلالها في 15 أغسطس 1947 بعد مقاومة سلمية وعصيان مدني من قبل المهاتما غاندى، وبعد الاستقلال لم يكن هناك دستور دائم يحكم الهند، فتم تعيين لجنة لصياغة دستور دائم وإلغاء العمل بوثيقة 1935، وبعد العديد من المداولات والتعديلات وقع 308 أعضاء من الجمعية نسختين مكتوبتين بخط اليد بالإنجليزية والهندية في 24 يناير 1950، ودخلت حيز التنفيذ في جميع أنحاء البلاد في يوم 26 من يناير 1950.

ويتم الاحتفال بعيد الاستقلال في جميع أنحاء الهند باحتفالات رفع العلم والتدريبات وغناء النشيد الوطني الهندي بالإضافة إلى ذلك، يتم توفير برامج ثقافية مختلفة في عواصم الولايات بعد مشاركة رئيس الوزراء في مراسم رفع العلم في النصب التذكاري للقلعة الحمراء التاريخية في دلهي القديمة، تبع ذلك عرض عسكري مع أفراد من القوات المسلحة والشرطة ثم يلقي رئيس الوزراء خطابًا متلفزًا إلى البلاد ، يسرد فيه الإنجازات الرئيسية للهند خلال العام السابق.

ويحدد التحديات والأهداف المستقبلية أصبح الطيران بالطائرات الورقية أيضًا تقليدًا لعيد الاستقلال، حيث تملأ السماء الطائرات الورقية بأحجام وأشكال وألوان مختلفة أيضا للاحتفال في اليوم، تظل المكاتب الحكومية في نيودلهي مضاءة طوال العطلة، على الرغم من إغلاقها.

يوم الاستقلال 

يوم غاندي جايانتي

يعتبر مهاتما غاندي الزعيم الرئيسي لحركة الاستقلال الهندية والمهندس الرئيسي لشكل من أشكال العصيان المدني اللاعنفي والذي كان له آثاره على العالم.

ولد غاندي في 2 أكتوبر عام 1869 بولاية جوجرات على الساحل الغربى للهند، ودرس القانون في يونيفرسيتى كولدج بلندن، ثم عاد إلى الهند ليناضل من أجل استقلال بلاده عن الاستعمار البريطاني.

ولقد عاش غاندي الذي تعرض للسجن أكثر من مرة على أيدي الاستعمار البريطاني لبلاده، حياة بسيطة والتزم منذ مراحلها المتقدمة بالصدق والاعتدال والعفة والنباتية، وكان يرتدى اللباس الهندى التقليدى ويقوم بالصيام من أجل التطهر أحيانا ومن أجل التعبير عن الاحتجاج السياسي أحيانا أخرى، وقد تميزت رؤيته للهند بالتعددية الدينية والعرقية.

تم تشريف غاندي رسمياً في الهند باعتباره "أبو الأمة"؛ حيث إنه يتم الاحتفال بيوم عيد ميلاده في الثاني من أكتوبر، كـغاندي جايانتي، وهو عطلة وطنية، وعالمياً هو اليوم الدولي للا عنف.

وتمتزج المناسبات الـ 3 لتشكل مسيرة كفاح ونضال من أجل الحرية، فقد حققت الهند استقلالها في 15 أغسطس 1947 بعد مقاومة سلمية وعصيان مدني من قبل المهاتما غاندي.

غاندي 

يوم الجمهورية وطقوسه

يحتفل 1.3 مليار هندي في 26 يناير من كل عام بيوم الجمهورية، الذي تم فيه تفعيل الدستور، الذي وحدهم كأخوة، رغم اختلاف أعراقهم وأديانهم.

ويستعيد الهنود في ذلك الاحتفال بكل فخر واعتزاز ذكرى تاريخ تفعيل العمل بالدستور الهندي الذي تم استبداله بقانون حكومة الهند (وثيقة 1935) في 26 يناير من كل عام منذ 1950، بعد حصول الهند على الاستقلال بعد صراع طويل جدًا من أجل الحرية.

وتم اختيار تاريخ 26 يناير نسبة إلى تاريخ إعلان الاستقلال في عام 1930 في لاهو ويعتبر يوم الجمهورية في الهند هو اليوم الذي وافقت فيه الجمعية التأسيسية على العمل بدستور يكرس الهند "جمهورية".

وكما جاء الدستور ليعزز التنوع الحضاري والإنساني التي تتميز به الهند مع تنوع الديانات والأعراق بها، فإن الاحتفال بيوم الجمهورية يعد فرصة، لتؤكد الهند التي تحتضن على أرضها أعراق وديانات مختلفة، أن الجميع ينصهر في بوتقة واحدة تحت راية الوطن.

ويعتبر اليوم الجمهوري واحدا من أعياد الهند الوطنية الـ3، وهي يوم الاستقلال عن التاج البريطاني في 15 أغسطس 1947، ويوم غاندي جايانتي الذي يوافق ميلاد المهاتما غاندي في 2 أكتوبر 1869.

وتمتزج المناسبات الـ3 لتشكل مسيرة كفاح ونضال من أجل الحرية، فقد حققت الهند استقلالها في 15 أغسطس 1947 بعد مقاومة سلمية وعصيان مدني من قبل المهاتما غاندي، وبعد الاستقلال لم يكن هناك دستورا دائما يحكم الهند، فتم تعيين لجنة لصياغة دستور دائم وإلغاء العمل بوثيقة 1935، وقد اعتمدته الجمعية التأسيسية في 26 نوفمبر 1949، ودخل حيز التنقيد في 26 يناير الثاني 1950.

ويعد دستور الهند، من أطول الدساتير المكتوبة وأكثرها شمولية على مستوى العالم، فمقدمته عرفت الهند باعتبارها دولة ذات سيادة، وأنها جمهورية اشتراكية وعلمانية وديمقراطية، تضمن لجميع مواطنيها العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، حرية الفكر والتعبير والمعتقد والإيمان والعبادة، المساواة في المكانة والفرص، ولتعزيز بينهم جميعا، الأخوة وكرامة الفرد ووحدة الوطن وسلامته.

وجاءت ديباجة دستور الهند تحمل 4 أهداف للجمهورية الوليدة، هى "العدالة والحرية والمساواة وإنهاء الكراهية وبدء عهد جديد من الإخاء".

يوم الجمهورية 

احتفالات ضخمة بنيودلهي 

وتقام الاحتفالات الرئيسية بالعاصمة نيودلهي، إلا أن الكثير من المدن الكبرى في الهند في مختلف ولاياتها الـ 22 تنظم احتفالات خاصة بها في هذا اليوم.

ويقيم خلال الاحتفالات عرض عسكري بمشاركة الجيش الهندي والقوات البحرية والقوات الجوية، وتم خلاله استعرض قدرة الدفاع الهندية، وتقوم طائرات القوات المسلحة الهندية بعمل أشكال هوائية ضمن الاحتفالات.

وتعرض جميع ولايات الهند خلال الاحتفالات ثقافتها من خلال بناء لوحات استعراضية جميلة، وتقوم الحكومة الهندية من كل عام ببذل الكثير من الجهد لتنظيم الاحتفالات التي تحدث في عيد الجمهورية، حيث تقوم عروض عسكرية كبيرة في نيودلهي وعواصم الولايات الهندية.

ولا تقتصر الاحتفالات باليوم الجمهوري على يوم واحد، بل تستمر العروض لـ3 أيام بمشاركة العديد من فرق الرقص الوطنية، وتتابعها حشود الجماهير التي تحرص على عدم تفويت الفرجة في مثل هذه الفترة من كل عام.

وتستضيف الهند منذ عام 1950 رئيس دولة أو حكومة بلد آخر كضيف شرف الدولة لاحتفالات عيد الجمهورية في نيودلهي.

ويحل الرئيس عبد الفتاح السيسي، كضيف شرف للهند خلال احتفالاتها بيوم الجمهورية لعام 2023.

والجدير بالذكر، لم يكن التعاون بين الهند ومصر متمثلًا فقط في صداقة استثنائية بين الرئيس جمال عبد الناصر ورئيس الوزراء جواهر لال نهرو، أدت إلى إبرام معاهدة بين البلدين في عام 1955، وتأسيس حركة عدم الانحياز، لكن استمر فى عهد الرئيس السيسي ومودى، حيث تعد مصر حاليًا واحدة من أهم الشركاء التجاريين للهند بقارة أفريقيا، وثالث أكبر سوق تصدير لمصر عام 2021، كما تعد الهند سادس أكبر شريك تجارى لمصر في عام 2021، والشركات الهندية من أكبر المستثمرين الأجانب في مصر.

وتوسعت التجارة الثنائية بين البلدين خلال العام 2021 /2022، وحققت رقمًا قياسيًا بلغ 7.26 مليار دولار في السنة المالية 2021-2022، وتمثل قيمة صادرات الهند إلى مصر 3.74 مليار دولار وتمثل قيمة واردات الهند من مصر 3.52 مليون دولار، وتقوم أكثر من 50 شركة هندية باستثمار حوالي 3.15 مليار دولار أمريكي في قطاعات متنوعة من الاقتصاد المصري، بما في ذلك المواد الكيميائية والطاقة والمنسوجات والملابس والأعمال الزراعية وتجارة التجزئة.

مصر والهند