عدد السلاح بأمريكا أكبر من السكان.. 1214 قتيلا بطلق نار.. و39 إطلاق نار جماعي بـ2023

تخيل معى أن الولايات المتحدة الأمريكية، الدولة الكبرى في العالم، يمتلك شعبها أسلحة أكثر من عدد سكانها، وهو ما نتج عنه كارثة تعيشها تلك الدولة كل يوم، وذلك عبر حوادث إطلاق النار العشوائي بين الناس، وكذلك الأرقام القياسية، لضحايا إطلاق النار داخل هذا المجتمع.

ويبدوا أنه لا جديد بالنسبة للعام الجديد، فمنذ بداية شهر يناير، وخلال 3 أسابيع فقط من العام الجديد، كانت وكالات الأنباء العالمية، تتحدث بشبه يومي عن حوادث وكوارث إطلاق النار الذي يسقط عنه ضحايا أبرياء، والمؤلم أن لوبي السلاح يمتلك القدرة على منع أي تشريع يحد من إمتلاك السلاح داخل هذا المجتمع، وتلك قصة بلد شعبه يمتلك سلاح أكثر من عدد سكانه.

39 حادث إطلاق جماعي منذ بداية 2023

هزت عمليتا قتل مروعتان تفصل بينهما بضعة أيامفقط ولاية كاليفورنيا، لكن مثل هذا القتل الجماعيالكابوسي لا يمكن اعتباره أمرا غير طبيعي فيالولايات المتحدة، ففي خلال 20 يوما فقط منذ بداية شهر ينايرن وقع بالفعل 39 حادث إطلاق نارجماعي في جميع الولايات المتحدة الأمريكية، خمسةمنها في ولاية كاليفورنيا.

وتظهر التقارير الواردة من أرشيف حوادث إطلاق النار، وهي مجموعة بحثية غير هادفة للربح ، تعمل على دراسة عمليات إطلاق النار الجماعية الأمريكية، أنه تم رصد مقتل ما يقرب من 70 شخصًا فيداخلها حتى الآن في عام 2023، وفقًا لبياناتهم - التي تصنف إطلاق النار الجماعي على أنه أيهجوم مسلح يُصاب فيه أو يُقتل أربعة أشخاص علىالأقل، وذلك باستثناء الجاني، وفق ما نشرته صحيفة الجارديان البريطانية.

1214 قتيل نتيجة العنف المسلح خلال 3 أسابيع

وبتوسيع عمليات الرصد، ومع ضم جميع الوفياتالناجمة عن العنف المسلح، باستثناء حالاتالانتحار، ترصد البيانات مقتل 1214 شخصًا قبلنهاية الشهر الأول من هذا العام، من بينهم 120 طفلاً، ومن المرجح أن يرتفع ذلك إلى عشرات الآلافبحلول نهاية عام 2023، فيما رصدت إحصائيات 2022، مقتل 20 ألف و200 أمريكي بعنف مسلح.

وبالمقارنة للوضع بأمريكا، مع دولة كبرى مثل بريطانيا، نجد أن أحدث البيانات من المملكة المتحدة، قد أظهرت أنه على مدار عام كامل ينتهي في مارس2022 ، قُتل 31 شخصًا بالأسلحة النارية، ويبلغعدد سكان المملكة المتحدة 67 مليونًا مقابل 333 مليونًا في الولايات المتحدة.

حادث السبت الأكثر دموية

كان إطلاق النار في مونتيري بارك ، يوم السبت ،والذي اتُهم فيه رجل آسيوي يبلغ من العمر 72 عامًابقتل 11 شخصًا في هجوم رأس السنة القمرية علىقاعة رقص في مدينة قريبة من لوس أنجلوس ، كانأكثر حوادث إطلاق النار دموية في الولايات المتحدة، بـ2023، ولكن الأكثر ماسأة كان بعد أيام قليلة منعام 2023، حيث أطلق رجل في ولاية يوتا النار علىأطفاله الخمسة وحماته وزوجته وأطلق النار علىنفسه بعد ذلك.

وقد أقيمت وقفات صلاة بالقرب من مكان إطلاقالنار الذي حدث خلال احتفالات رأس السنة القمريةالصينية الجديدة في مونتيري بارك ، كاليفورنيا، حيث كان حاكم كاليفورنيا ، جافين نيوسوم ، في ذلكالوقت يلتقي بضحايا مذبحة خليج مونتيري فيمستشفى ، لكنه قال إنه تم سحبه بعيدًا عن سريره"ليتم إطلاعه على حادث إطلاق نار آخر"، وكتبحينها على تويتر "مأساة بعد مأساة".

مآسي إطلاق النار كثيرة

وبينما كانت الشبكات الإخبارية الأمريكية لا تزالتقدم تقارير عن تداعيات حادثة إطلاق النار فيمونتيري بارك يوم الاثنين ، كان عليهم أن يتوقفوا عنارتكاب جريمة قتل جماعي جديدة ، هذه المرة فيمدرسة للشباب المعرضين للخطر في دي موين بولايةأيوا، حيث قُتل طالبان وأصيب مدرس، وفي وقتلاحق من ذلك اليوم أيضا، قُتل سبعة أشخاص فيشمال كاليفورنيا في منطقة زراعية على مشارفهاف مون باي ، وهي منطقة ساحلية تبعد حوالي30 ميلاً جنوب سان فرانسيسكو، وكان أحدثإطلاق نار جماعي - الثامن والثلاثين - لبضعساعات فقط ، قبل مقتل شخصين وإصابة ثلاثة فيشيكاغو.

وتيرة عمليات القتل تجعل من الصعب مواكبة ذلكفقبل ثمانية أيام ، قُتل ستة أشخاص ، بينهم أمتبلغ من العمر 17 عامًا وطفلها البالغ من العمر ستةأشهر ، في إطلاق نار جماعي آخر في كاليفورنياأيضًا.

150 مليون بندقية في يد الناس خلال 10 سنوات

على الرغم من ادعاءات لوبي السلاح الأمريكيوداعميه السياسيين الأقوياء ، فإن القليل يربطعمليات إطلاق النار هذه من حيث خلفية القتلة أوالصحة العقلية، ولكن الأغلبية يربط بين الحوادث، وبين توافر للأسلحة الفتاكة بيد الناس، وهذا أحد أهم أكبر عيوب الولايات المتحدة، بالمقارنة بمعظمالبلدان المتقدمة الأخرى، حيث اشترى الأمريكيونما يقدر بنحو 150 مليون بندقية في العقد الماضي ،مع زيادة المبيعات ، خاصة خلال الوباء .

ويوجد في الولايات المتحدة عدد من الأسلحة يفوقعدد الأشخاص، وفقًا لتقرير مسح الأسلحة الصغيرةلعام 2018، والذي وجد أن البلاد لديها أعلى معدللامتلاك الأسلحة النارية في العالم ، وأكثر منضعف الدولة التالية في القائمة وهي اليمن، وسط توقعات سلبية بشأن المزيد من التشريعات المتعلقةبالرقابة على الأسلحة في الكونجرس، حيث يسيطرالجمهوريون المؤيدون للسلاح الآن على مجلسالنواب.