الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لصيانة الفطرة وحمايتها من الانحراف.. خطيب المسجد الحرام يكشف عن روشتة شرعية

المسجد الحرام
المسجد الحرام

قال الدكتور فيصل جميل غزاوي خطيب المسجد الحرام، إن الله سبحانه وتعالى أكد على ضرورة صيانة الفطرة وحمايتها من الانحراف، والأخذ بالاحتياطات والتدابير الشرعية الواقية من العقائد الفاسدة والأفكار المنحرفة والسلوكيات الخاطئة والأخلاق الفاسدة ليظل الفرد على الصراط المستقيم والمنهج القويم.

صيانة الفطرة وحمايتها من الانحراف

وبين خطيب المسجد الحرام، خلال خطبة اليوم من المسجد الحرام، أن الله سبحانه باري البرايا هدى كل نفس لجلب ما يصلحها وينفعها، ودفْعِ ما يضرها ويفسدها، لذا فإن الإنسان بفطرته يحتمي من الآفات، ويجتنب الأذى والمخاطر والشرور والهلكات.

وأشار خطيب المسجد الحرام إلى أن صور الحمية والاحتماء كثيرة، فيحتمي المرء مما يصيب جسده من العوارض والمحن كالحر والبرد، ويحتمي مما يُعرِّض جوارحه وأعضاءه للأذى وخاصة سمعه وبصره، وقد يحتمي عن بعض الأطعمة والأشربة للمصلحة، كأن يمتنع عن أكل اللُّحوم التي تضر بصحته.

وأوضح خطيب المسجد الحرام أن للحمية الغذائية فوائد متنوعة، وهي علاج ناجح مجرب، إلا أن هناك من تضعف إرادته وتفتر عزيمته فلا يقوى على الامتناع عما ألفه واعتاده من الأطعمة والمشتهيات، وليس بمقدوره ترك ما نصح بتركه منها، فهو يرغب فيها ولا ينفك عن تعاطيها، الأمر الذي يتطلب مجاهدةَ نفسه ومساويها حتى تمتنع ‏عما يضر بها ويؤذيها ، ومثل هذا الكلام يوجه لمن ابتلوا بتناول ما يضرهم ويفسد صحتهم كالدخان، أو بتعاطي ما هو أعظم من ذلك كالمسكرات والمخدرات وغيرها من الخبائث، ويقال لهم: ما دمتم حريصين على سلامة أبدانكم وحفظ صحتكم وبقاء عافيتكم فلا بد من مجاهدة أنفسكم وحمايتها من تلك السموم والآفات وصيانتها عما يضر بكم من الأسقام والمساوئ والآثام، قال تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) فقد دلت الآية الكريمة على أن ما كان سببًا للضرر في دين المرء أو دنياه فإنه داخل في النهي، وكل شيء يضر البدن فإنه منهي عنه.

وقال الشيخ الدكتور غزاوي:" إن منا من يحرص على الحمية البدنية ويعتني بها عناية فائقة ويسأل عن تفاصيلها، وإذا ذُكرت عنده تجرِبةٌ أن هناك نوعا من الطعام أو الشراب فيه فائدة ومنفعة صحية للبدن أقبل عليه وتنافس على الحصول عليه، وإذا ذكر عن طعام أو شراب ‏فيه من الخطر والمضرة بالبدن اتقَاه وتجنَّبه وحذَّر منه. وقد يتخذ المرء أحيانا حمية شديدة يتكبدها دفعا للداء الذي أصابه".

وأكد أن هذا التعامل من الاحتماء البدني بهذه الصفة لا اعتراض عليه ولا حرج فيه، بل هو مما أباحه الشرع من الأخذ بأسباب التداوي والوقاية من الأمراض وهو لا ينافي التوكل على الله سبحانه، لكن الشيء الذي يسترعي الانتباه والتأمل ويدعو إلى العَجب، ألّا يكون مثلُ هذا التعاملِ والحرصِ في الاحتماء مما هو أولى وأجدر.