الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشوارع تمتلئ بالمحتجين .. القصة الكاملة لمظاهرات فنزويلا ضد التضخم

القصة الكاملة للمظاهرات
القصة الكاملة للمظاهرات فنزويلا ضد الفقر والتضخم

كانت بداية المظاهرات ضد التضخم حول العالم في دول العالم المتقدمة في أوروبا، إلا أن الوضع مختلف مع دول العالم الثالث، لما يعانيه شعوب تلك الدول من تدني كبير في الأجور، وانتشار الفقر بين غالبية عائلات شعوب تلك الدول.

تضخم مفرط

التظاهرات هي رد الفعل، وليس البداية، وعند الحديث عن البداية، فبالتأكيد سكون عن التضخم والأجور داخل فنزويلا، وتشير التقديرات إلى أن التضخم في فنزويلا بلغ 305٪ في عام 2022، وفقًا لمجموعة غير حكومية من الاقتصاديين الذين يحسبون المؤشرات في ظل غياب البيانات الرسمية، وبالطبع كان لهذا المؤشر آثار كارثية على أسعار السلع.

وبالمقابل لم تقم الحكومة، بتعديل رواتب موظفي القطاع العام، منذ مارس 2022، كجزء من الجهود المبذولة لخفض الإنفاق، وزيادة الضرائب، وفي النصف الثاني من 2022، فاق الطلب على العملات الأجنبية العرض الأسبوعي للدولار الذي أتاحه البنك المركزي،  وهو ما أدي تراجع سعر العملة المحلية "البوليفار"، بشكل كبير، وزاد ذلك من الضغوط على العائلات، خصوصا في المناطق الفقيرة.

وبالحديث عن شريحة المعلمين، والذين كانوا الشرارة الأولى لتلك المظاهرات، نجد أن قيمة الحد الأدنى للراتب الشهري لمعلم مدرسة عامة، تبلغ حوالي 10 دولارات فقط، في المقابل نجد أن قيمة الحد الأدنى لفئة أساتذة الجامعات ما بين 60 و 80 دولارًا شهريا.

ليس المتعلمين فقط ... الآلام تحرك الفئات الأخرى

كانت الدعوة للمظاهرات أمس أطلقها المعلمون في العديد من المدن الفنزويلية، ولكن لم يكونوا هم فقط المتضررين من تلك الأزمة، وبالفعل شهدت المشاركة داخل المظاهرات، وجود العديد من فئات المجتمع الفنزويلي المختلفة، وهو ما تم رصده في الصور التي نقلتها وسائل الإعلام الدولية.

وذكرت صحيفة فوكس الألمانية، أنه في كاراكاس عاصمة فنزويلا، لم يعد المدرسون هم الوحيدون الذين يخرجون إلى الشوارع، فقد تظاهر العديد من المعلمين وغيرهم من موظفي الخدمة المدنية وكذلك المتقاعدين في دولة فنزويلا التي تعاني من أزمة في أمريكا الجنوبية من أجل زيادة الأجور والمعاشات التقاعدية.

وكتبت صحيفة "إل ناسيونال" الفنزويلية أمس الاثنين (بالتوقيت المحلي): "هذه المظاهرة التي بدأها المعلمون في الأصل تحولت إلى شيء أكبر، تحولت إلى مظاهرة كبيرة شاركت فيها جميع نقابات الخدمة العامة في البلاد.

مشاركة بالآلاف

ويبدو أن حجم المظاهرات دفعت كافة وسائل الإعلام للحديث عنها، وخرج الآلاف من الفنزويليين فى  احتجاجات ضخمة فى أكثر من 150 مظاهرة، وكان الجميع يشتكي من ارتفاع الأسعار فى البلاد، فيما نظم العمال فى عدد من القطاعات ما لا يقل عن 50 احتجاجا وأكثر من 150 احتجاجا فى جميع أنحاء البلاد، وفقا لتقديرات أولية للمرصد الفنزويلى للصراع الاجتماعى، الذى يتتبع الاضطرابات الاجتماعية فى البلاد.

وتظاهر المعلمون والمتقاعدون فى ست مدن على الأقل فى فنزويلا للمطالبة بتحسين الأجور، فى ظل استمرار انخفاض قيمة عملة البوليفار بشكل كبير، بالاضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاساسية، وفى سان كريستوبال، عاصمة ولاية تاتشيرا الحدودية، سار عشرات المعلمين على طول الطرق الرئيسية حاملين لافتات، بعضها يحمل صورًا تشير إلى الجماجم فى إشارة إلى ما يسمونه أجور المجاعة، كما انضم عمال من نظام الصحة العامة.

الحكومة تتريث في رد فعلها إلى الآن

والتزمت الحكومة الفنزويلية الهدوء حتى الآن، وقامت الشرطة بتطويق عدة أماكن فى فنزويلا منعا للفوضى والعنف، وشاحنات الشرطة طوقت المناطق حول المتظاهرين، وأشارت الصحيفة الألمانية، إلى أن الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو، قد يكون مترددا فى أمر شن حملة عنيفة ضد المتظاهرين ولكن ما يمنعه هو أنه ينتظر فى الوقت الحالى الإفراج عن 3 مليارات دولار مجمدة بسبب العقوبات الامريكية، وقد تؤدى موجة أخرى من إراقة الدماء إلى منع واشنطن من وصوله إلى الأموال.

وكانت البلاد ، التي يحكمها الرئيس نيكولاس مادورو ، في أزمة سياسية واقتصادية وإنسانية عميقة منذ سنوات ، على الرغم من كونها واحدة من أكبر احتياطيات النفط في العالم، والتي تفاقمت بسبب وباء كورونا، وسوء النظام الصحي، ووفقا للإحصاءات ، غادر أكثر من سبعة ملايين شخص فنزويلا بسبب الفقر والعنف بالبلاد.