الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بكر زكي عوض: الأحكام الشرعية تساعد الإنسان في تحقيق مصالحه

الاوقاف
الاوقاف

انطلقت فعاليات اليوم الأول للأسبوع الدعوي بمسجد المراغي بمدينة حلوان اليوم الأحد 15/ 1/ 2023م بعنوان: “الدين المعاملة”، حاضر فيه الدكتور بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين سابقًا، والدكتور خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، وقدم له الدكتور أحمد القاضي المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيه القارئ الشيخ صبري متولي قارئًا، والمبتهل الشيخ عبدالله بدران مبتهلا.

 

 

وفي بداية كلمته وجه الدكتور بكر زكي عوض الشكر إلى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الذى يحرص دائمًا على أن تدب الروح في المساجد، والذي أعاد الحياة إلى المساجد من خلال أنشطة وزارة الأوقاف المتنوعة مؤكدًا أن الدين المعاملة، وأن الخلق أكبر دليل على صدق إيمان صاحبه، فالإنسان خليفة الله في أرضه.

 

ونبه على أن الأحكام الشرعية جاءت دليلاً ومرشدًا، لتساعد الإنسانَ في تحقيق مصالحه، فتدلّه على الخير، وتهديه إلى الطريق المستقيم، وأنّه ما من مصلحة في الدنيا والآخرة إلا وقد رعاها الشرع، وأوجد لها ما يكفل إيجادها والحفاظ عليها وما من مفسدة في الدنيا والآخرة إلا وحذّر منها وأوجد لها بديلا، وأن الغاية المنشودة والثمرة المرجوّة من الطاعات والعبادات في الإسلام هي تزكية النفوس البشرية وتقوية صلة الإنسان بربه، وبمن يعيشون معه في مجتمعه.


 ونوه بأن المعاملة الحسنة والأخلاق النبيلة والطيبة- وهي سلعة نادرة – تكشف معدن الإنسان الخلوق وتظهر سمو أفكاره، والناس لا يحبون العابد المتكبر ، وإنما يحبون البسّام البشوش المتواضع، مشيرًا إلى أن أسمى تعامل للإنسان هو تعامله مع الله ، والذي ينبغي أن يبذل فيه كل ممكن حتى ينال حب الله قال تعالى" فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه" وقال أيضًا " وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ " ولا بد أن يقدم المسلم حب النبي (صلى الله عليه وسلم ) على كل شيء حيث قال (صلى الله عليه وسلم)    " لا يُؤْمِنُ أحدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن وَلَدِه، ووالِدِه، والناس أجمعين".


 وألمح إلى أن المسلم الحق هو الذي يترجم إسلامه إلى سلوكيات إيجابية في واقع حياته، ليعود أثر ذلك عليه وعلى المجتمع بكل ما هو مفيد وصالح وفيه النفع لعامة المسلمين.

 

وفي كلمته، أفاد الدكتور خالد صلاح الدين، بأن رسالةَ الإسلام رسالةٌ إنسانية سامية، جوهرها القيم النبيلة الجامعة، فهي دعوة خير وسلام، تحمل السعادة للبشرية كلها، حيث يقول الحق سبحانه: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): “إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاق”.


ولفت إلى أن من القيم الإنسانية الرفيعة التي دعا الإسلام إلى ترسيخها: الكلمة الطيبة للناس جميعًا بلا تفرقة، حيث يقول الحق سبحانه: “وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسنًا”، بل نحن مطالبون أن نقول التي هي أحسن، يقول سبحانه: “وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”.

 

 

وأكد أن الإسلام هو دين السماحة واليسر في جميع المعاملات، وقد أثنى (نبينا صلى الله عليه وسلم ) على من كان سمحاً في بيعه وشرائه ؛ فعن جابر رضي الله عنه: قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ ، سَمْحًا إِذَا اشْتَرَى ، سَمْحًا إِذَا اقْتَضَى ، سَمْحًا إِذَا قَضَى)، ويجب على المسلم ألّا يستغل فاقة الناس وفقرهم وشدة حاجتهم، فهذا يُعد من التعسير والتضييق على الناس مما يوغر الصدور، ويزيد الأحقاد، وينشر الكراهية والبغضاء، وهذا ما لا يريده الإسلام ولا تقبله النفوس المؤمنة، وليعلم الرجل السمح في بيعه وشرائه أن الله سيرحمه في الدنيا والآخرة، فالإنسان المؤمن يتعامل مع الخَلْق المعاملة التي يجب أن يعامله الناس بها، فيُحسّن خٌلقَه ولا يبتغي من وراء ذلك إلا وجه الله تعالى.

 

وأشار إلى أنّ هناك ارتباطا وثيقا بين الأخلاق والإيمان، وكل عمل يقوم به العبد المسلم يحتاج إلى الأخلاق الحميدة والصفات الحسنة ولا شك أن من فقد الإيمان والتقوى فقد فقد تلك الأخلاق، وكلما كان المؤمن أكمل أخلاقًا كان أكثر إيماناً.