EN 
يبشر علم الفلك ورصد السماء بحدوث ظواهر فريدة خلال عام 2023 ليكون عاما رائعًا بنفس القدر الذي حظى به عام 2022 حيث ستحدث حالات اقتران كوكبيه جميلة بعد غروب الشمس وفي وقت لاحق من العام سوف تبهرنا الكواكب حيث ستشاهد وكأنها قرب العناقيد النجمية عند رؤيتها عبر المناظير او التلسكوبات الصغيرة.
ووفقا للجمعية الفلكية بجدة، محليًا ستشهد سماء السعودية والوطن العربي خلال عام 2023 الكثير من الأحداث السماوية المرئية وسوف تشمل خسوفين للقمر و زخات للشهب ومذنب لامع قد يشاهد بالعين المجردة واقترنات واحتجابات النجوم والكواكب وغير ذلك الكثير.
إضافة لكسوفين للشمس أحدهما نادر غير عادي ولكنهما غير مشاهدين في سماء الوطن العربي ومع ذلك سيكون تتويج عام 2023 بزخات الشهب لأن القمر بدون تأثير تمامًا بالتزامن مع أفضل الشهب البرشاويات و التوأميات وربما أيضًا بعض المفاجآت المحتملة التي يتطلع إليها الجميع في العام الجديد.
اقترانات قريبة
سنبدأ بأقرب اقتران كوكبي سيشاهد بالعين المجردة في 22 يناير عندما سيفصل بين الزهرة وزحل أقل من نصف درجة باتجاه الأفق الجنوبي الغربي بعد وقت قصير من غروب الشمس وسوف ينضم إليهما هلال القمر الصغير في المساء التالي ، 23 يناير وسوف يتفوق لمعان كوكب الزهرة على جمال كوكب زحل.
إذا لم ترَ أبدًا الكوكب الأبعد عن الشمس ، نبتون ، فهناك فرصة ذهبية يوم 15 فبراير حيث سيفصل العملاق الجليدي حوالي ربع درجة بعيدًا عن كوكب الزهرة ، بعد وقت قصير من غروب الشمس ونظراً لأن نبتون خافت جدا هناك حاجة لاستخدام المنظار أو تلسكوب صغي وفي نفس الوقت سيكون كوكب المشتري أعلى الثنائي ومع تقدم شهر فبراير سيقترب كوكب الزهرة والمشتري من بعضهما البعض.
كوكب المشتري والزهرة في الأول من مارس، سيكونان على بعد نصف درجة فقط في شفق المساء. وبحلول 30 مارس، سيظل كوكب أورانوس يرافق كوكب الزهرة في سماء المساء ، مع ما يزيد قليلاً عن الدرجة التي تفصل بينهما.
سوف يصنع المريخ والزهرة والقمر ثلاثيًا جميلًا في الأفق الغربي بعد غروب الشمس في 21 يونيو ، يوم الانقلاب الصيفي.
اقترانات الكواكب بالنجوم
كوكب المريخ سيمر بين 29 و 30 مارس، بالقرب من ميسييه 35 ، وهو واحد من أغنى العناقيد النجمية المفتوحة، على الرغم من أن العنقود مرئي للعين المجردة كلطخة خافتة ، إلا أن هناك حاجة للاستخدام المنظار.
بعد غروب الشمس في 11 أبريل، سيكون كوكب الزهرة بالقرب من عنقود الثريا (يجب استخدام المنظار من لرؤية هذا العنقود النجمي) وهي كذلك أيضًا أمسية رائعة لمحاولة رصد عطارد بالقرب من الأفق ، لأنه يصل إلى استطالته العظمى الشرقية في هذا التاريخ.
يرصد كوكب المريخ بين 1 و 3 يونيو، أمام عنقود نجوم النثرة، والتي ستكون في الأفق الغربي بعد غروب الشمس. وسوف يكون متواجد كوكب الزهرة ونجوم التوأمان اللامعة ، كاستور وبولوكس ، ضمن هذا التجمع السماوي. بعد ذلك سيتبع كوكب الزهرة مسار المريخ ، متجاوزًا عنقود النثرة بين 12 و 13 يونيو.
مفاجآت زخات الشهب
قد تفاجئنا زخات الشهب مع عدم وجود القمر بالتزامن مع ذروة نشاطها حيث سيتمكن أهم اثنين من أبرز الشهب البرشاويات و التوأميات من تقديم عرض رائع هذا العام وهناك أيضًا إمكانية لحدوث تساقط شهابي علمًا بان التنبؤ بنشاط الشهب أمر صعب للغاية لذلك لايمكن تحديد الشهب كمياً من حيث المعدلات بالساعة فهذا شيء يجب مراعاته.
بشكل عام قد تواجه الأرض في 21 مارس (29 شعبان 1444) حطامًا خلفه المذنب (بان ستارز P / 2016 BA14 ) والتي تشع (اتجاه المنشأ الظاهري) في المنطقة المجاورة للنجم سهيل في كوكبة كارينا الجنوبية.
كذلك يتوقع أن تشهد شهب الزرافة نشاطًا مرتفعًا بشكل غير عادي في 24 مايو (04 ذو القعدة 1444) حيث قد تواجه الأرض ثلاثة مسارات غبارية مصدرها المذنب (209P/لاينر). وسوف تشع من موقع قريب ظاهرياً من نجم القطب الشمالي (بولاريس) في كوكبة الدب الأصغر.
إضافة لذلك يحتمل أن تواجه الأرض بقايا غبارية قديمة من المذنب ( سويفت توتال) في 14 أغسطس (27 محرم 1445) تعود الى 68 قبل الميلاد لذلك قد نشهد ذروة مزدوجة للبرشاويات هذا العام .
يتوقع أن تُظهر شهب الأسديات في 21 نوفمبر (07 جمادى الأولى 1445) موجة ثانية من النشاط بعد أيام قليلة من ذروتها في 17-18 نوفمبر (3و4 جمادى الأولى 1445) ،مع ما يصل إلى 15 شهاباً إضافيًا بالساعة في المتوسط.
قد نشهد تساقط شهب في 12 ديسمبر قبل ذروة شهب التوأميات في 14 ديسمبر بسبب الحطام الذي خلفه المذنب 46P/ورتنين ومن المثير للاهتمام أن هناك نوعان من تساقطات الشهب المحتملة ؛ واحد بالقرب من فينيكس والآخر رأس بيغاسوس.
نهاية العام قد يحدث تساقط لشهب الدبيات 22 ديسمبر بمعدل محتمل يزيد عن 20 شهاباً بالساعة في ظل ظروف مثالية.
كسوفات الشمس
سيحدث أول كسوف للشمس هذه السنة في 20 أبريل، وهو نوع نادر من الكسوف يسمى الهيجن حيث سيظهر ككسوف كلي لبعض أجزاء العالم وسيظهر حلقيًا للآخرين نظرًا لكروية الأرض،
وسيبدأ مسار الكسوف في جنوب المحيط الهندي ويتحرك عبر أجزاء من غرب أستراليا وجنوب إندونيسيا وسيكون الكسوف في شكله الجزئي مرئيًا في معظم أنحاء إندونيسيا وأستراليا وهو غير مشاهد في الوطن العربي.
بعد ستة أشهر في 14 أكتوبر، سيحدث كسوف حلقي للشمس سيبدأ مساره في المحيط الهادئ قبالة ساحل جنوب كندا ويتحرك عبر جنوب غرب الولايات المتحدة وأمريكا الوسطى وكولومبيا والبرازيل، سيكون الكسوف في شكله الجزئي مرئيًا في معظم أنحاء أمريكا الشمالية والجنوبية وهو غير مشاهد في الوطن العربي.
خسوفات القمر
سيحدث أول خسوف للقمر هذه السنة في 05 مايو وهو خسوف شبة ظل حيث تخفت إضاءة القمر قليلاً عندما يمر القمر داخل منطقة شبة ظل الأرض ولكن يبقى قرصه مضاء بالكامل طوال فترة الخسوف وسيكون مرئيًا في السعودية والوطن العربي وفي جميع أنحاء آسيا وأستراليا وأجزاء من شرق أوروبا وشرق إفريقيا.
بعد خمسة أشهر سيحدث ثاني خسوف للقمر في 28 أكتوبر وهو خسوف جزئي وهذا النوع من الخسوف يحدث عندما يمر جزء من القمر خلال ظل الأرض وسوف يشاهد حدوث ظلمة في ذلك الجزء من القمر وسيكون الخسوف مرئيًا في السعودية والوطن العربي وجميع أنحاء أوروبا وآسيا وأفريقيا .
المذنبات والكويكبات
إذا كنت مراقب دائم لجميع الكواكب في النظام الشمسي ، فلماذا لا ترفع مستوى اهتمامك وتراقب بعض الكويكبات؟ فالعديد منها سيصل إلى حالة التقابل هذا العام ما يجعلها في اقرب مسافة إلى الأرض وأكثر إشراقًا (نسبيًا) وأسهل في الرصد ويمكن تحديد مواقعها بدقة باستخدام احد البرامج المجانية مثل ( ستيلاريوم)، سنتعرف على الكويكبات التي ستكون في نطاق رؤية المناظير أو التلسكوبات الصغيرة في تواريخ التقابل المذكورة:
16 يناير (2 بالاس) في الدب الأكبر،، و8 يوليو ( إينوميا)، 2 أكتوبر (17 ربيع الأول 1445) (29 أمفيتريت) في الحوت 5 نوفمبر (18 ميلبوميني) في النهر،21 ديسمبر 4 فيستا في الجوزاء، 22 ديسمبر (9 ميتيس) في التوامان.
هناك أيضًا ثلاثة مذنبات رئيسية ستخضع للمراقبة هذا العام حيث يحتمل ان تصل إلى حدود الرؤية بالعين المجردة وان لم يحدث ذلك فستكون في مجال رؤية المناظير أو التلسكوبات الصغيرة.
في يناير وفبراير (جمادى الآخرة و رجب 1444)، سيتم البحث عن 96P/Machholz و C/2022 E3 (ZTF) ، وفي شهر أكتوبر ( ربيع الأول 1445) تقريبًا سيكون 2P/Encke تحت المراقبة.
أخيرًا ، هناك العديد من عجائب سماء الليل تضم الأجرام في فهرس ميسييه البالغ عددها 110 خاصة في الليالي بالقرب من القمر المحاق فهي أفضل فرصة.
إضافة لذلك ستكون الليالي بالقرب من منزلة الاقتران حيث يرى هلال القمر بعد غروب الشمس أو شروقها مباشرة عندما يشاهد الجزء الغير مضاء من القمر مضاء بضوء خافت وهو نتيجة لضوء الشمس المنعكس عن الأرض مما يجعل الجانب الليلي من القمر مرئيًا بشكل خافت.
بالنسبة للقاطنين في خطوط العرض العليا في النصف الشمالي للكرة الأرضية يمكنهم الاستمتاع بغيوم الليل المضيئة في يونيو ويوليو. هذه السحب الزرقاء الرقيقة ناتجة عن أشعة الشمس المنعكسة عن بلورات الجليد على ارتفاع 80 كيلومتر في الغلاف الجوي.
