الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زيادة عدد اللاعبين المولودين بالخارج.. كيف شكلت الهجرة تاريخ كأس العالم؟

المنتخب المغربي
المنتخب المغربي

كان اللاعبون المولودون في الخارج جزءًا من تاريخ كأس العالم، فمع انطلاق أول بطولة للمونديال في عام 1930، كان هناك 5% من نجوم كرة القدم مولودين بالمهجر، وبحلول عام 2018، زادت النسبة إلى 11.2٪، أي أكثر من ضعف حصة بطولة كأس العالم الأولى.

لكن نسخة كأس العالم بقطر 2022، التي تعد استثنائية من حيث مفاجأتها الكثيرة، حظت بأعلى نسبة من اللاعبين المولودين بالخارج في تاريخ المونديال، حيث تمثل النسبة 16.5٪ من اللاعبين أي أن هناك حوالي 1 من كل 6 لاعبين مولود في بلد غير الدولة التي يمثلها.

وحسب تقرير تحليلي لموقع "ڤوكس"، فقد أنتجت هذه الظاهرة بالفعل بعض اللحظات المؤثرة، فالمغربي أشرف حكيمي الذي سجل ركلة الجزاء ضد إسبانيا ليرسل منتخبه إلى ربع النهائي لأول مرة، وُلد في مدريد لأبوين مغربيين.

وفي مثال آخر، سجل المهاجم السويسري بريل إمبولو - المولود في الكاميرون - هدفًا حاسمًا في المباراة الأولى للفريق ضد بلده الأصلي، حيث مهد هدفه الطريق لسويسرا للوصول إلى دور الـ 16.

وواجه الأرجنتيني روجيليو فونيس موري مواطنه في دور المجموعات، وكان "مونتيري" قد لعب للمنتخب الأرجنتيني في أول العشرينات من عمره لكنه أراد تمثيل المكسيك بعد انتقاله إلى هناك للعب بشكل احترافي - وهو أمل أصبح ممكنًا بفضل تغيير قواعد الأهلية في الفيفا في عام 2020، فبعدها بعام واحد، حصل موري على الجنسية المكسيكية، ما أهله للانضمام إلى منتخب "إل تري كولور".

نمو عدد اللاعبين المولودين بالخارج

ووفقًا للموقع الأمريكي تعد نسخة كأس العام بقطر 2022 هي السادسة على التوالي التي ينمو فيها عدد اللاعبين المولودين في الخارج، إذ  يمثل 137 لاعبًا من أصل 830 من 32 منتخبًا دولاً غير التي ولدوا بها، وهي علامة ليس فقط على وجود هجرة طبيعية مستمرة في العالم، ولكن أيضًا تسلط الضوء على أن المنتخبات الوطنية تبحث بشكل متزايد عن المواهب خارج حدودها المادية، وأن كبار اللاعبين اليوم لديهم خيارات أكثر من أي وقت مضى.

وحسب تحليل قدمه الموقع، لإلقاء نظرة فاحصة والحصول على فكرة أفضل عن كيفية تمثيل اللاعبين لدول أخرى غير أماكن ميلادهم، فاللاعبون الـ 137 لم يتم توزيعهم بالتساوي على الفرق الـ32 المشاركة في مونديال قطر.

إحصائيات مهمة

أظهر التحليل، أن المنتخبات الأفريقية الخمسة التي تأهلت للمونديال "تونس، الكاميرون، المغرب، السنغال، غانا" لديها 42٪ من لاعبيها مولودين في الخارج.

وهناك 4 دول (السعودية وكوريا الجنوبية والأرجنتين والبرازيل) ليس لديها أي لاعبين أجانب.

وأشار إلى أن بعض الفرق لديها نسب أعلى من اللاعبين المولودين في الخارج، نظرًا لعدة أسباب هي روابط الأجداد، الهجرة الطبيعية والهجرة بسبب كرة القدم، فمثلًا المغرب لديه أكبر عدد من اللاعبين المولودين خارجه، حيث حصل لاعبوه البالغ عددهم 14 لاعبًا، ومعظمهم ولدوا في دول أوروبا الغربية، على الجنسية المغربية لأن أحد والديهم أو أجدادهم على الأقل مغربي، ما يؤهلهم من خلال روابط العائلة والأجداد.

كما أن سبب الهجرة الطبيعية - بمعنى الانتقال إلى دولة في سن مبكرة لأسباب لا علاقة لها بكرة القدم - مهم جدًا، خاصة مع اكتساب اللاعبين الجنسية لاحقًا من خلال التجنس، ولذلك فهناك 22٪ من اللاعبين تأهلوا بهذه الطريقة.

وتعد كندا وأستراليا مثالًا على ذلك، حيث حصلت على معظم لاعبيها من خلال الهجرة الطبيعية.

ثم هناك قطر، فمن بين لاعبيها العشرة المولودين في الخارج، تشير المعلومات المتوفرة إلى أن 7 منهم على الأقل ليس لديهم روابط قديمة بقطر ولم يهاجروا عندما كانوا صغارًا وأنهم هاجروا إلى قطر للعب كرة القدم وحصلوا على الجنسية بسبب ذلك.

يذكر أن فرنسا بطلة العالم وحاملة اللقب فازت بفريق يضم ثلاثة لاعبين فقط ولدوا خارج فرنسا، لكن غالبية الفريق كانوا أبناء فرنسيين المولد أو أحفاد مهاجرين أفارقة.


-