الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صدمات تضرب القطاع الصحي في ألمانيا وإغلاق المستشفيات.. أزمة الطاقة تشتد

مستشفيات ألمانيا
مستشفيات ألمانيا مهددة بالإغلاق بسبب أزمة الطاقة

منذ اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية، في فبراير 2022، وقد ألقت بظلالها سلباً على عدد كبير من القطاعات حول العالم، ما تسبب في تفاقم أزمة الاقتصاد العالمي، وتداعياتها في ملفات أمن الغذاء، وضعف سلاسل الإمداد والتوريد، فضلاً عن أزمات الطاقة التي تأثرت بها دول العالم خاصة أوروبا، خاصة لأن روسيا كانت تزود أوروبا بنحو 40% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، ولكنها قطعت الإمدادات رداً على العقوبات الغربية التي فرضت عليها وبالتالي ارتفعت أسعار الطاقة.

أزمة الطاقة تتسرب للقطاع الصحي بألمانيا

وكانت ألمانيا صاحبة الضرر الأكبر الواقع عليها، من الحرب على مستوى أمن الطاقة، حيث أن ألمانيا هي أكبر مستورد للغاز الروسي في أوروبا، وبلغت الأزمة ذروتها للحد التي أعلنت فيه برلين في سبتمبر الماضي، عن حزمة إجراءات اقتصادية بقيمة 65 مليار يورو للحد من ارتفاع تكاليف الطاقة، وقد تعرضت لضغوط كبيرة أثرت على عدد من القطاعات في ألمانيا، ولكن من المثير للقلق أن تأثير الأزمة امتد إلى القطاع الصحي.

أزمة الطاقة تهدد بإغلاق المستشفيات الألمانية

كيف تأثر القطاع الصحي في ألمانيا 

في سبتمبر 2022، أفادت وسائل إعلام محلية في ألمانيا أن المستشفيات حذرت من حالات إفلاس لأن الزيادات الشديدة في أسعار الطاقة والتضخم المرتفع يجعل من المستحيل أن تواصل العيادات العمل.

وقال رئيس اتحاد المستشفيات الألماني جيرالد جاس لصحيفة نوردكورييه، وقتها إن العيادات لن تكون قادرة على تحمل التكاليف المتزايدة، وقد يضطر بعضها إلى الإغلاق في الأشهر المقبلة، كما أن حوالي 40% من المستشفيات معرضة لخطر الإفلاس، وفقًا لمسح سريع تم عمله وكشف عن أن 60% من المستشفيات انتقلت بالفعل إلى مرحلة الخطر، محذرا من أن الوضع سيصبح أسوأ في العام المقبل.

وفقًا لاتحاد المستشفيات الألماني، تظهر أحدث الأرقام أن العجز لعام 2023 يبلغ بالفعل 10 مليارات يورو  أي 10 مليارات دولار أمريكي، ويفترض أن يتم تأجيل أو إلغاء العمليات والإجراءات المجدولة في الخريف بسبب نقص الموظفين بنسبة 80 بالمائة.

مستشفيات ألمانيا مهددة بالإغلاق 

من جانبها، حذرت جمعية مستشفيات برلين من أن 40% من المرافق الصحية مهددة بالإغلاق، بسبب ارتفاع فواتير الطاقة، في وقت لا تقدم فيه الحكومة الدعم الكافي لهذا القطاع على حد تعبيرها، وأضافت أن الأطباء الألمان لا يخفون قلقهم العميق من تداعيات أزمة الطاقة في أوروبا وانقطاع إمدادات الكهرباء والغاز.

وفقًا لجمعية مستشفيات برلين، فإن تأثير الأزمة لا يتوقف عند وتيرة العمل المعتادة، بل يؤثر حتى على صحة المرضى، وتحذر الجمعية من أن نسبة كبيرة من مستشفياتها تواجه احتمال إغلاقها خلال الفترة المقبلة، بسبب ارتفاع فواتير الطاقة من جهة، وعدم قدرتها على تحمل الارتفاع بالنسبة للمرضى من جهة أخرى.

والشيء الأخطر كما يقول الأطباء أن إجراءات توفير الطاقة لا تنطبق على القطاع الصحي الذي لا يستطيع إطفاء الأنوار أو خفض درجات الحرارة خوفا على صحة وسلامة المرضى.

وقال مارك شرينير المدير التنفيذي لرابطة مستشفيات الطاقة إن بعض المستشفيات انتهت عقود توريد الطاقة الخاصة بها لذلك تواجه زيادة تصل إلى 10 أضعاف خلال العام الحالي.

واعطى مثالاً قائلاً " إذا افترضنا أن الميزانية المخصصة للطاقة بالمستشفى 500 ألف يورو أصبحت الآن 5 ملايين يورو"

حزمة الدعم الحكومي غير كافية

وفقًا لجمعية مستشفيات برلين "العديد من المستشفيات تقول إن حزمة الدعم الحكومي غير كافية، ولا تأخذ بعين الاعتبار المستشفيات بشكل خاص، رغم حاجتها الماسة لهذا الدعم ، وهو ما تنفيه الحكومة.

قال وزير الصحة الألماني كارل لوتراباخ "إن الحكومة الفيدرالية تدرك المشكلة وتعمل على حلها، لا يمكننا بأي حال من الأحوال التخلي عن المستشفيات في هذه الظروف، ولا يمكننا السماح للمستشفيات بالإغلاق بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة، هذا لن يحدث".