نظمت جمعية الإمارات لإدارة حقوق النسخ، في جناح الشارقة ضيف شرف «معرض جوادالاهارا الدولي للكتاب» بالمكسيك جلسة حوارية سلطت الضوء على تجربتي الإمارات والأرجنتين في مجال إدارة نسخ المحتوى، في أول مساهمة دولية للجمعية في المعرض الذي يحتفي بإمارة الشارقة ودولة الإمارات، والذي انطلقت دورته الـ36 في 26 نوفمبر ويستمر حتى 4 ديسمبر 2022.
وجاءت الجلسة بعنوان «حقوق النسخ بين الإمارات والأرجنتين» بمشاركة الدكتورة اليازية خليفة، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لإدارة حقوق النسخ، والدكتورة عفراء عتيق، نائب رئيس الجمعية، وآنا ماريا كابينلاس، ممثلة جمعية الأرجنتين لإدارة حقوق النسخ، وأدارتها الكاتبة صالحة عبيد، عضو مجلس إدارة الجمعية.
نموذج ناجح
وتناولت الجلسة في محاورها أهمية آليات الإدارة الجماعية لإدارة حقوق النسخ وأجابت على مجموعة أسئلة تتعلق بطبيعة عمل المنظمات العاملة في هذا المجال على المستوى العالمي، وخاصة تجربة الأرجنتين التي حققت ريادة في حماية حقوق النسخ ومثّلت نموذجاً ناجحاً في أميركا اللاتينية.
وسلطت الجلسة الضوء على خطوة تأسيس وإطلاق جمعية الإمارات لإدارة حقوق النسخ، التي باشرت منذ أسابيع توقيع عقود مع ناشرين ومؤلفين لإدارة حقوق نسخ مصنفاتهم وكتبهم داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، بالاستفادة من مختلف التجارب الدولية، ومن عضويتها في الاتحاد الدولي للمنظمات المعنية بحقوق النسخ «إفرو» الذي يضم أكثر من 80 دولة لديها جمعيات مماثلة لإدارة حقوق النسخ في جميع أنحاء العالم.
أثر إيجابي
وخلال مشاركتها أكدت الدكتورة اليازية خليفة، أن عمليات تنظيم قوانين حفظ حقوق النسخ والملكية الفكرية حول العالم، تعد إحدى أهم ركائز خلق بيئة إبداعية متطورة، وأن أثرها ينعكس على المستوى الفردي للإبداع وعلى واقع الصناعات الإبداعية في مجتمعات اليوم، الأمر الذي يتطلب وجود مجتمع إبداعي حيوي قوامه الجمعيات النفعية ومنظمات الإدارة الجماعية المدنية التي تساعد في رفد منظومة القوانين من خلال حماية حقوق الأفراد الذين يشكلون قوام الوسط الثقافي والإبداعي.
وأشارت إلى أن الأهمية التي تمثلها حماية حقوق المبدعين وضمان استفادتهم من نسخ المحتوى كانت الدافع وراء إنشاء جمعية تعنى بإدارة حقوق النسخ في الإمارات، والتي تعد الأولى في منطقة الخليج والوطن العربي، لما لعملها من ارتباط بمسؤوليات وتحديات فريدة من نوعها تتعلق بعمليات التنظيم الخاصة بالنسخ وتسليم الحقوق إلى أصحابها، بالإضافة إلى تكريس مبدأ الإدارة الجماعية لحقوق النسخ، وتلمس أثرها في دعم القوانين السارية في الإمارات التي تكفل حماية حقوق الملكية الفكرية.
تفاعل أصحاب الحقوق
ومن جانبها، وفي سياق استعراض تجربة الأرجنتين في مجال إدارة حقوق النسخ، تناولت آنا ماريا أهمية وضرورة أن تكون هناك منظمات مدنية إبداعية تعنى بحقوق النسخ، تستمد مشروعية عملها من القوانين ومن تفاعل أصحاب الحقوق من أفراد الوسط الإبداعي نفسه.
وتطرقت في مشاركتها إلى طبيعة التحولات في تجربة الأرجنتين في مجال الإدارة الجماعية لحقوق النسخ قبل وبعد إنشاء جمعية الأرجنتين لإدارة حقوق النسخ، وأشارت إلى أبرز التحديات التي تحتاج التجربة الأرجنتينية إلى التغلب عليها لتعزيز دورها في إدارة نسخ المحتوى.
مفهوم جديد
أما الدكتورة عفراء عتيق فركزت في حديثها على أهمية وجود مثل هذه الجمعيات لتعميق اهتمام المجتمع بتنمية الصناعات الإبداعية وحفظ حقوق الفنانين والمبدعين في مجتمع الإمارات والخليج والوطن العربي.
وأكدت أن العاملين في المجال الإبداعي بحاجة ماسة إلى الدعم وإلى توثيق الصلة بينهم وبين المنظمات والجمعيات وغيرها من الآليات الاقتصادية التي تسهم في خلق حالة فاعلة ومستقرة اقتصادياً، تساعد المبدع سواء كان كاتباً أو باحثاً أو فناناً على الاستفادة من مردود عمله الإبداعي.
يذكر أن جلسة جمعية الإمارات لإدارة حقوق النسخ في المكسيك، التي أقيمت في جناح الشارقة ضيف الشرف بمعرض جوادالاهارا للكتاب، تأتي ضمن سلسلة جلسات وأنشطة قادمة يشتمل عليها برنامج الجمعية، بهدف التوعية بكيانها الجديد وآليات عملها، وبناء جسر للتواصل بين الجمعية والمنظمات العالمية والمحلية العاملة في مجال إدارة حقوق النسخ، والتعريف بنطاق عمل الجمعية في أوساط أصحاب الحقوق ومنتجي المحتوى من المؤلفين والناشرين في المجتمعات الإبداعية حول العالم.