الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فك أقدم شفرة على "مِشط" تُحذر من حشرة قاتلة موجودة حتى الآن

Photo by Menahem
Photo by Menahem Kahaha/AFP via Getty Images.

تمكن العلماء من فك شفرة أقدم جملة مكتوبة بأحرف أبجدية في العالم، والتي تتضمن كلمات عبارة عن تحذير خطير للغاية من حشرة موجودة حتى الآن، وهذه الشفرة نُقشت على مشط عاجي قديم عثر عليه في موقع تل لخيش الكنعاني الأثري في عام 2016.

ووفقا لشبكة “اي ار تي نيوز”، تظهر صورة تم التقاطها في مختبر الحفظ التابع للجامعة العبرية في القدس في 8 نوفمبر 2022، مشطًا عاجيًا به نقش نادر يلقي ضوءًا جديدًا على استخدام اللغة الكنعانية قبل حوالي 3700 عام. 

فك أقدم شفرة أبجدية في العالم

وكان اكتشف علماء الآثار القطعة الأثرية في موقع تل لخيش، ولاحظ الخبراء للتو أن 17 حرفًا مكتوبًا على المشط، وتُظهر صورة تم التقاطها في مختبر الحفظ التابع للجامعة العبرية في القدس في 8 نوفمبر 2022، مشطًا عاجيًا به نقش نادر يلقي ضوءًا جديدًا على استخدام اللغة الكنعانية قبل حوالي 3700 عاما.

وهذه الأحرف المدونة عليه، تقول: "أتمنى أن يقتل هذا الناب قمل الشعر واللحية" في الكنعانية، وهي أقدم جملة كاملة معروفة في الأبجدية المكتوبة، وتعد هذه أقدم جملة كاملة يمكن فك رموزها في أبجدية تم العثور عليها على الإطلاق.

ويعود تاريخها إلى 1700 قبل الميلاد، وقال مايكل هاسيل أحد علماء الآثار في المشروع: "يضحك الناس عندما تخبرهم بما تقوله النقوش في الواقع" .

النقش الملكي

وتعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها العثور على النقش الملكي، وقال يوسف جارفينكل أستاذ علم الآثار في الجامعة العبرية في القدس: الكنعانيون القدماء شعوب من الشرق الأدنى طوروا الأبجدية الأولى.

وكانت هناك أشكال سابقة للكتابة، مع ظهور الكتابة المسمارية لبلاد ما بين النهرين والكتابات الهيروغليفية المصرية حوالي 3200 قبل الميلاد، لكن تلك كانت أنظمة تستند إلى الصور مع مئات الحروف.

وكان تطور الأبجدية الكنعانية، بعدد حروفها الصغير نسبيًا الذي يتوافق مع الأصوات المنطوقة الأساسية، نظرًا لأن كل حرف يتطابق مع صوت واحد، وأصبح إتقان القراءة والكتابة أسهل مما يبسط الاتصال الكتابي للجماهير بنفس الطريقة التي اتبعتها المطبعة أو الإنترنت لأجيال عديدة فيما بعد.

الكنعانيين واختراع الأبجدية

وظهر هذا النوع الجديد من الكتابة لأول مرة حوالي 1800 قبل الميلاد، قبل قرون من بدء الفينيقيين الذين غالبًا ما يُنسب إليهم اختراع الأبجدية، في توحيد أشكال الحروف حوالي 1100 قبل الميلاد، وحدد علماء الآثار الحروف الكنعانية على القطع الأثرية من قبل.

وكان من الممكن أن تمر الرسالة القديمة على المشط دون أن يلاحظها أحد حيث اخطأ علماء الآثار في البداية في أن القطعة الأثرية الضئيلة هي عظمة لأنها كانت مغطاة بالتراب، وكثير من أسنانها مكسورة. 

ولمدة نصف عقد، بقيت في المخزن منسية إلى أن وضعتها عالمة الطفيليات وعالمة الآثار مادلين مومكوجلو من الجامعة العبرية في القدس  تحت المجهر لأول مرة وعند فحص الأسنان وجدت آثارًا لقمل الرأس القديم.