على مدار سنوات عديدة كرس الأطباء والباحثون وقتهم للتوصل إلى حل لتقليل الألم لدى المريض، ربما كانت الأدوية المسكنة واحدة من هذه الحلول، لكن تأثير طويل المدى كان سببا في البحث عن حل آخر.
من بين هذه الحلول مجال جديد من الطب، وهو علاج الألم والآلام المزمنة بدون جراحة، وهو تخصص ما زال غير منتشرا في الوطن العربي حتى الآن، لكن من المعروف عنه أنه شبيه بطرق الطب الصيني التقليدي.
واحد من الأطباء القلائل المتخصصين في هذا المجال، الدكتور عمرو سعيد، استشاري علاج الألم التداخلي والعمود الفقري والآلام المزمنة بدون جراحة، وهو المتخصص الأول في مصر والشرق الأوسط في هذا المجال.
علاج الألم بدون جراحة
في حوار خاص مع “صدى البلد” يكشف تفاصيل هذا التخصص، خاصة أن الكثير يتساءل عن تخصص علاج الألم والطب التجديدي، والأمراض التي يعالجها، ودوره في علاج هذه الأمراض بدون جراحة، رغم صعوبة تخيل هذا الأمر قبل سنوات من الآن، وخاصة أمراض العمود الفقري وخشونة الركبة والمفاصل.
ويقول د. عمرو سعيد : “تخصص علاج الألم والطب التجديدي هو من التخصصات الحديثة التي دخلت في الفترة الأخيرة في علاج أمراض كثيرة للتخصصات الأخرى وكان من الصعب عليها معالجتها، فهو تخصص يتم فيه دراسة وعلاج الأمراض والآلام المزمنة وكذلك الآلام الحادة التي استمرت لفترات طويلة وأدت إلى حدوث آلام مزمنة أو نفسية، ويتكامل مع باقي التخصصات الجراحية ولا يتعارض معها”.
الطب التجديدي
وأوضح استشاري علاج الألم التداخلي والعمود الفقري بدون جراحة عمرو سعيد، أنه أصبح هناك علم جديد يعرف بـ"الطب التجديدي"، أحدث ثورة كبيرة في تخصص علاج الألم، مشيرا إلى أنه يحول الحقن القديم عن طريق الكورتيزون الذي قد يكون غير مناسب لمرضى السكر والضغط والجلطات، إلى حقن آمن يعطي نتائج قوية باستخدام البلازما الغنية وحقن الماغنسيوم أو البرولوثيرابي أو حقن الأكسجين النشط والأوزون الطبي، وكلها بدائل يمكن استخدامها حاليا لعلاج الألم.
وأشار الدكتور عمرو سعيد عضو الجمعية المصرية لعلاج الألم المزمن، إلى أنه من المتوقع أن يشهد تخصص علاج الألم خلال السنوات القادمة تطورات جديدة واختراع أدوات كثيرة منها القسطرة لعلاج مشاكل العمود الفقري، لافتا إلى أن أهم ما يميز تخصص علاج الألم أنه يتم فيه تنفيذ تداخلات محدودة لعلاج الآلام المزمنة أو الحادة سواء كانت آلام العمود الفقري أو خشونة المفاصل والفقرات بدون جراحة.
تخصصات الطب التجديدي
وحول كيفية مساهمة تخصص علاج الألم في علاج أمراض العمود الفقري والمفاصل والأعصاب، قال عضو الجمعية الأمريكية للطب التجديدي إن التداخلات المحدودة في تخصص علاج الألم تتم باستخدام مخدر موضوعي لعلاج آلام الانزلاقات الغضروفية وخشونة المفاصل والفقرات وكذلك آلام الأعصاب، أو الآلام المستمرة نتيجة وجود انزلاق غضروفي أو وجود أي آلام من مصدر آخر.
ويتم عمل تداخل محدود لعلاج هذه الآلام، إضافة إلى آلام الصداع النصفي والآلام السرطانية التي كانت البداية لاكتشاف هذا التخصص، من خلال وجود حل بديل لاستخدام المورفين أو المخدرات التي كانت تعطى لمريض السرطان وتسبب له مشاكل متعددة ولذلك لجأ العلماء إلى تخصص علاج الألم.