EN
كأنك تقف أمام التاريخ.. مرت 25 سنة على إنشاء مفاعل مصر البحثى الثانى ( مفاعل إنشاص) فأردنا أن نحكى للأجيال القادمة كيف كانت البداية، حاورنا الرعيل الأول من المسئولين عن إنشاء المفاعل وما به من وحدات على رأسها معجل السيلكترون الذى ينتج النظائر المشعة التى تستخدم فى الطب والذى أشرف على إنشائها الدكتور ناصف قمصان نائب رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق المشرف على إنشاء مشروع السيكلترون بمفاعل إنشاص ، فالى نص الحوار ..
حدثنا عن فترة تدريبكم فى روسيا؟
سافرنا بطائرة عسكرية الى روسيا فى عام 1957 وأول ما وصلنا موسكو دخلنا كلية الطبيعة وبدأنا الدراسة حوالى ٩ أشهر لتعلم اللغة الروسية ثم محاضرات عن الفيزياء والكيمياء وبعد خمس سنوات ونصف حصلنا على الدبلومة.
هل كانت هناك زيارات رسمية لكم؟
نعم نحن كنا من الرعيل الأول للبعثات فى الخارج خاصة روسية لتعلم عمل المفاعلات النووية فزارنا الرئيس جمال عبد الناصر سنة 1960 وقال لنا عندنا أمل فيكم لما ترجعوا مصر .
وكذلك المشير عبد الحكيم عامر عامر الذى ذلل لنا بعض المشاكل الخاصة بالتمويل ، وأتذكر لما المشير عامر رجع مصر قال الولاد شكلها هيصبح يسارى فتم استدعاؤنا على حساب الدولة لندرس بجامعة القاهرة شهرين التربية القومية والاشتراكية، ثم عدنا لموسكو لاستكمال الدراسة .
بعد الحصول على الدبلومة رجعنا هيئة الطاقة الذرية وكان بها وحدة طبيعة المفاعلات ووحدة البلازما والمعجلات.
بداية إنشاء معجل السيلكترون؟
قدمنا طلبا منذ سنة 1973 وحتى 1984 لإنشاء معجل سيلكترون وفى سنة 85 وجاء المعجل عن طريق الوكالة التى رفضت فى البداية تمويل عملية شرائه، وقالت ابحثوا عن دولة تمولكم، حتى قام الدكتور حمدى رشدى رئيس هيئة الطاقة الذرية بإقناع الوكالة بالتمويل التى اختارت تمويل مصر من وسط خمس دولة أخرى بعدما أثبتت مصر جديتها وتم التعاقد سنة 1991، وبدأنا فى تعيين مجموعة مهندسين ومعيدين للعمل على المشروع وأخدت فرصتها كاملة فى التدريب بالخارج كالمجر وفنلندا وروسيا.
وماذا عن مراحل تصميم المعجل؟
فى البداية قدم الروس تصميم لمنطقة عالية الإشعاع وليس المبنى، واكتشفنا فيها نقاط ضعف فكتبت مذكرة للوكالة، فالوكالة اختارت خبيرا روسيا من ليننجراد من مركز متخصص وأوضح أن تصميم الجانب الروسى غير مناسب فتم تعديل تصميم المبنى وأصبح ليدنا معجل السيكلترون.
الهدف من إنشاء المعجل ؟
إن هذا المشروع يهدف إلى زيادة قدرات الهيئة فى مجال الاستخدامات السلمية للمعجلات النووية و يمثل قفزة هامة فى نقل التكنولوجيا النووية واستيعابها كما يساهم فى إنتاج النظائر المشعة كالجليوم 67 وانديوم 111 واليود 123.
وماذا عن المفاعل البحثى الأول وسبب توقفه؟
المفاعل البحثى الأول كانت به إمكانيات هائلة فكان عمله فى البحوث وانتاج النظائر المشعة لكن عندما قامت حرب 67 تم تفريغ الوقود وبقى على هذا الحال فترة طويلة دون متابعة طلمبات المفاعل فتم وقفه وتعطله ، ومن الممكن إصلاحه لكنه يحتاج الى حوالى 30 أو 40 مليون جنيه .
هل حقا كان هناك خطة لإنشاء محطة نووية فى برج العرب ؟
نعم كان لدينا مخطط لمحطة نووية سنة 1964 وهو مشروع مفاعل القوى وتم بالفعل تحليل الموقع ببرج العرب لكن المشروع توقف بسبب حرب 1967.
ماذا عن وسائل أمان محطة الضبعة؟
الضبعة النووية عند تصميمها اتبعوا فيها وسائل حفظ الاشعاع بالداخل تحت مسمى مستويات حفظ ،فهناك مستوى أول وثانى وثالث ورابع فالمحطة النووية آمنة تماما.
وبالنظر لتاريخ المحطات النووية على مستوى العالم نجد حادثتين فقط هما حادث محطة شيرنوبل بسبب خطأ بشرى وحادث هوكوشيما وكانت بسبب تسونامى وزلزال فغرقت المحطة وتوقفت الطاقة .
ما أهمية وجود المحطات النووية
ندرك اهمية وجود محطات نووية لانتاج الكهرباء وتوفير الغاز والبترول، خاصة بعد التغيرات المناخية نتيجة الانبعاثات الكربونية فى الهواء نتيجة حرق الوقود الأحفورى لذلك لوقف هذه الانبعاثات يحب التوقف عن حرق الوقود الاحفور.ى باستخدام محطات الرياح والشمس والمحطات النووية ومصر تدعم وجود خليط من مصادر انتاج الطاقة كالمحطات المائية والشمسية والرياح والمحطات النووية.
