EN
شهدت حصيلة اليوم الأول لمؤتمر المناخ cop27، الذي تستضيفه مصر بمدينة شرم الشيخ، لمناقشة أزمة التغيرات المناخية وكيفية تفادي آثارها السلبية على الدول وخاصة الدول الفقيرة التي تعاني من تلك التغيرات، تعهدات العديد من الدول والمؤسسات العالمية بتمويلات مالية كبيرة لصالح مشاريع وصناديق التمويل المتعلقة بالمناخ.
وفي مؤشر كبير لقمة تاريخية، ونجاح باهر للمؤتمر، وصلت قيمة التعهدات باليوم الأولى إلى 15 مليار دولار، وذلك في اليوم الأول فقط للمؤتمر، ومن المنتظر أن ترتفع تلك القيمة إلى أضعاف ذلك الرقم في ظل سعي دولي بأن تصل قيمة التمويلات المناخية إلى 100 مليار دولار.
بايدن يتعهد بزيادة تمويل صندوق المناخ إلى 11 مليار دولار
وبالطبع عند الحديث عن تمويل المشروعات والصناديق الخاصة بقضية المناخ في العالم، تتجه الأنظار إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبالفعل تعهد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بمضاعفة تمويل صندوق المناخ إلى 11 مليار دولار.
فبحسب حديث ساميويل وربيرج المتحدث الإقليمي للخارجية الأمريكية لوكالة الأنباء المصرية، قبيل أيام من وصول الرئيس الأمريكي في 11 نوفمبر للمشاركة في القمة فإن الإدارة الأمريكية، برئاسة بايدن تعهدت بمضاعفة تمويل صندوق المناخ 4 مرات من الحد الأقصى الذي بلغته إدارة باراك أوباما وتقديم 11 مليار دولار من التمويل سنويا بحلول 2024".
وأوضح أن هذا التمويل سيكون مقدما لـ"دعم جهود الدول الرامية لإزالة الكربون من اقتصاداتها وتعزيز ممارسات استخدام الأراضي الصديقة للمناخ وتعزيز التكيف والمرونة"، مضيفا: "سيحقق طلب الرئيس الخاص بالموازنة للعام المالي 2023 هذا الهدف بفعالية قبل عام من الموعد المحدد".
وفي 15 نوفمبر 2014، تعهدت إدارة أوباما بتقديم 3 مليارات دولار لصندوق المناخ الأخضر التابع للأمم المتحدة، إلا أن مساهمتها اقتصرت على مليار دولار فقط قبل نهاية رئاسة أوباما، وفق تقارير صحفية.
مؤسسة جيتس تتبرع بـ1.4 مليار دولار لمواجهة التغيرات المناخية
فيما أعلنت مؤسسة جيتس عزمها التبرع بمبلغ 1.4 مليار دولارا، لمساعدة صغار المزارعين في مواجهة التغيرات المناخية، وتعتبر مؤسسة جيتس أكبر مؤسسة خيرية في العالم، أنشأها الملياردير الأمريكي بيل جيتس رئيس شركة مايكروسوفت وزوجته مليندا عام 1999م، وبلغت قيمة أصولها في يوليو 2000م أكثر من 5 مليارات دولاراً أمريكيا.
وكان بيل جيتس، قد قال في وقت سابق، إن أزمة إمدادات الغاز والقدرة على تحمل التكاليف في أوروبا جيدة على المدى الطويل.، موضحا أن ذلك سيجبر القارة في نهاية المطاف على تبني الطاقة المتجددة، ومضيفا أن "الناس لن يرغبوا في الاعتماد على الغاز الطبيعي الروسي".
مليار دولار تعهدات فرنسية لدعم إفريقيا
فيما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن فرنسا ستواصل الانخراط في مشاريع الطاقة المتجددة، وأنها ستواصل جهودها للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050 وسنواصل استخدام الطاقات المتجددة".
أعلن ماكرون خلال كلمته بالمؤتمر صباح اليوم، عن استثمار مليار يورو لدعم تركيز إفريقيا على الطاقة المتجددة والابتعاد عن استخدام الفحم، حيث قال: "يجب أن نبرهن على أن الدول الأفقر هي الحل لمواجهة التغير المناخي لأن بيدها المحافظة على التنوع الحيوي".
ولفت إلى أن فرنسا أطلقت فريق رفيع المستوى لتقديم قروض تساعد على التنوع البيولوجي، وأضاف: "يجب على الدول الغنية أن تفي بتعهداتها والتزاماتها لإنجاح المسـاعي نحو الطاقة المتجددة"، مشيرا إلي أن فرنسا رصدت 6 مليارات دولارات للوفاء بتعهداتها في مؤتمر كوبنهاجن لتغير المناخ.
وأكمل: "علينا أن نقدم أكثر بكثير من 100 مليار دولار للدول الأكثر تضررا من التغير المناخي، كما يجب تخصيص ما بين 20 إلى 30% من اعتمادات مواجهة التغييرات المناخية لتمويل الدول الفقيرة".
1.5 مليار دولار تعهدات متنوعة من بريطانيا
فيما تعهدت المملكة المتحدة على هامش قمة المناخ التي بدأت فعالياتها في شرم الشيخ في مصر (COP27)، بمضاعفة تمويلها للتصدى للتغير المناخي لثلاثة أضعاف، ليرتفع من 500 مليون جنيه إسترليني في عام 2019 إلى 1.5 مليار جنيه إسترليني في عام 2025.
وكذلك تعهد بتقديم دعم جديد للدول النامية للتعامل مع تغير المناخ، ومنها مجموعة من الاستثمارات تزيد قيمتها عن 115 مليون دولار، لدعم الاقتصادات النامية للاستجابة للكوارث المتعلقة بالمناخ والتكيف مع آثار تغير المناخ ، وتحقيق الأهداف المحددة في COP26.
وأعلنت الحكومة البريطانية، اليوم الإثنين، عزم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إطلاق حزمة جديدة لمواجهة تغير المناخ، مشيؤا إلى أن الحزمة الجديدة تبلغ 65.5 مليون جنيه إسترليني لدعم قطاع الابتكار التكنولوجي الأخضر والاستثمارات في مجال الطاقة النظيفة في مصر وكينيا.
كما ستطلق المملكة المتحدة أيضا شراكة جديدة تحت عنوان "شراكة قادة الغابات والمناخ"، حيث تعتزم لندن تقديم أكثر من 173 مليون دولار لحماية الغابات المطيرة والإستوائية، بما في ذلك حوض نهر الكونغو والأمازون.
وبذلك تصل قيمة التعهدات المالية في صورها المختلفة التي أعلنت عنها بريطانيا اليوم، إلى أكثر من 1.5 مليار دولار، سواء بزيادة نسبة التمويل الثابت، أو المشاريع والدعم المختلف في مجالات قضايا المناخ.
