الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يترأسها السيسي وبن سلمان.. ما هي مبادرة الشرق الأوسط الأخضر|رؤية شاملة

السيسي وبن سلمان
السيسي وبن سلمان

"المعيار العملى هو المقياس الحقيقي لجدية المبادرات والمؤتمرات".. هكذا دائما لسان حال الشعوب عند تقييم الفعاليات الدولية عند إطلاقها، وهو ما يدعوا لمعرفة ما هي مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر"، بعد أن أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اليوم الإثنين، عن انطلاق المؤتمر الثاني للمبادرة برئاسة مشتركة بين ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بمدينة شرم الشيخ بالتوزاي مع مؤتمر المناخ.

الفكرة 

مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، تقوم على فكرة التزام دول المنطقة بجهود الاستدامة الدولية، للمساهمة في زيادة قدرات المنطقة على حماية كوكب الأرض، عبر وضع خارطة طريق طموحة ذات معالم واضحة تعمل على تحقيق جميع المستهدفات العالمية.

وتدعم المبادرة عمليات تنسيق الجهود بين شركاء المنطقة بالشرق الأوسط مع شركائها الإقليميين والدوليين من أجل نقل المعرفة وتبادل الخبرات، مما يسهم في تحقيق انخفاض كبير في الانبعاثات الكربونية العالمية، بالإضافة إلى تنفيذ أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم.

البداية في الرياض 2021 

كانت باية انطلاق المبادرة منذ عام تقريا، وتحديدا أكتوبر 2021، بعد استضافة الممكلة السعودية، للقمة الأولى لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر في الرياض، في قمة فريدة من نوعها ساهمات في تفعيل أول حوار إقليمي بشأن المناخ في المنطقة. 

دعم القادة المجتمعون مبادرات المملكة وأعربوا عن تقديرهم لهذه الجهود ومساهمتهم في  مجال العمل البيئي ومكافحة التغير المناخي، واتفق المشاركون من أكثر من 20 دولة على ضرورة التعاون وتوحيد الجهود لمواجهة تغير المناخ، ومتابعة التنسيق وعقد القمة بشكل دوري لوضع خطط تنفيذية لتحقيق أهداف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر.

أرقام قياسية واضحة .. تلك أهداف المبادرة 

ووفقا للموقع الرسمي للمبادرة، فإنها تهدف لتحقيق مستهدفات واضحة وبأرقام واضحة، حيث حددت الهدف الأول، بتقليل الانبعاثات الكربونية إلى أكثر من 10% من المساهمات العالمية من خلال عدة مبادرات تتضمن تقليل الانبعاثات الكربونية الناجمة عن انتاج النفط في المنطقة إلى أكثر من 60%.

الهدف الثاني هو زراعة 50 مليار شجرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط منها 10 مليارات شجرة بالمملكة السعودية، أي ما يعادل 5% من مستهدف التشجير العالمي، بجانب وضع 9 مشاريع فرعية للمبادرة يتم تنفيذها بالتوزاي مع تحقيق الأهداف الرئيسية، وتعمل على تكامل تحقيق الأهداف، وهي 

منصة تعاونية لتسريع تنفيذ مفاهيم الاقتصاد الدائري للكربون

صندوق استثمار إقليمي مخصص لتمويل الحلول التقنية للاقتصاد الدائري للكربون.

مركز إقليمي لاحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه.

مركز إقليمي للتنمية المستدامة لمصايد الأسماك.

مركز إقليمي للتغير المناخي.

مركز إقليمي للإنذار المبكر بالعواصف.

برنامج بذر سحابي إقليمي يهدف إلى زيادة معدّل هطول الأمطار بنسبة 10-20% انطلاقًا من خط الأساس الحالي.

مبادرة إقليمية لحلول الوقود النظيف لأغراض الطهي، من أجل توفير حلول غذائية نظيفة لأكثر من 750 مليون شخص حول العالم.

وتلك الأهداف تصب في الأهداف العالمية الخاصة بالمناخ، فيكفي أن نشير إلى أن زراعة الـ50 مليار شجرة في منطقة الشرق الأوسط، سيعمل على تثبيت التربة، والحماية من الفيضانات والعواصف الغبارية، حيث تبلغ التكلفة الاقتصادية للعواصف الترابية وحدها أكثر من 13 مليار دولار سنويا داخل المنطقة.

مشاركة ضخمة في مؤتمر المبادرة بشرم الشيخ  

ومن أكبر دلائل نجاح المبادرة، هو مستوى وحجم المشاركة في المؤتمر الثاني للمبادرة، خصوصا مع رئاسة مصر المشتركة كون المؤتمر ينعقد بشرم الشيخ بالتوازي مع مؤتمر المناخ العالمي. 

ومن أبرز الحضور هذا العام هم رؤساء الحكومات والدول من مجلس التعاون الخليجي، ومنطقة الشرق الأوسط، ودول المشرق العربي وأفريقيا، بجانب مشاركة واسعة من الشركاء الدولين الرئيسين، ومنهم المملكة المتحدة واليونان.

منظمة مالية  بتمويل ضخم لتحقيق أهداف المبادرة 

ولتحقيق الأهداف الضخمة للمبادرة، يجب أن تكون هناك آلية واضحة لتمويل مشروعات المبادرة، وهو ما تحقق مع استثمارات معلنة في حلول الوقود النظيف، والتي أعلنت عنها عدد من دول الخليج بالمشاركة مع دول غربية، مثل تخصيص مبلغ 100 مليار دولار لأنتاج الطاقة البديلة في مشروع مشترك بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك عدد آخر من المشروعات ذات نفس الهدف.

وكذلك تم إطلاق مؤسسة المبادرة الخضراء، وهي منظمة غير ربحية تسعى إلى دعم وضمان تنفيذ أهداف المبادرة بتمويل يصل إلى 39 مليار ريال سعودية يستهدف ضخها في مشروعات المبادرة، تساهم المملكة السعودية بـ15% في هذا الاستثمار .

أثر عالمي للمبادرة

وكانت للمبادرة تأثيرات عالمية، حيث أعلنت العديد من الدول اتباع نفس النهج الذي تضمنته المبادرة بأهدافها وخطط تنفيذها، ومنها دولة غيانا، الواقعة في أميركا الجنوبية، وهي أحدث دولة منتجة للنفط في العالم، التي بدأت في ضخ الخام نهاية عام 2019.

وقال نائب الرئيس بهارات جاجديو، في تصريحات، أطلقها بالتزامن مع بدء "كوب 27"، إنه لا يوجد ما يمنع من أن نصبح منتجا للنفط، ونحافظ في الوقت نفسه على مؤهلاتنا البيئية، ومواصلة الدعوة عالميا لاقتصاد خال من الكربون.

وقبل قمة «كوب 27»، عبرت دول أفريقية عن الموقف ذاته، وقال نائب وزير الطاقة الغاني محمد أمين آدم، لـ"وكالة الصحافة الفرنسية"، في أكتوبر الماضي، إن الدول الأفريقية تحتاج إلى تأمين التمويل لمشروعات النفط والغاز، حيث إن عائدات الوقود الأحفوري ضرورية لتمويل إجراءات التكيف مع المناخ.