ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب لـ معرض الشارقة الدولي للكتاب 2022، عُقدت ندوة بعنوان "كُتّاب المهجر، التحديات والصعاب"، تناول فيها خمسة من أدباء المهجر التحديات الثقافية والاجتماعية واللغوية التي يواجهها الأديب العربي المعاصر في المهجر، في بيئاتٍ ثقافية مختلفة.
شارك في الندوة الروائي اليمني الدكتور حبيب عبد الرب، والشاعر العراقي محمد مظلوم، والشاعر السوري مروان علي، والقاصّ الفسطيني مازن معروف، والكاتبة اللبنانية سونيا بوماد، والدكتور هيلموث نيدرلي، رئيس نادي القلم النمساوي، وأدارها الشاعر الأردني علي العامري.
آفاق جديدة
اعتبر الروائي اليمني والخبير في مجال الذكاء الاصطناعي المقيم في فرنسا "د. حبيب عبد الرب"، أن الهجرة تطرح مجموعة أسئلة جوهرية، تتلخّص في إشكاليات التعامل مع اللغة والتعليم.
وفي حديث صحفي له حول الظلال التي يلقي بها المهجر على الأديب قال: "المهجر يمنحك آفاقاً واسعة وجديدة، لقد أتيحت لي فرصة التعليم العالي كباحث وبروفسور في الجامعة، ربما لم تكن لتتوفّر لي مثل هذه الظروف إطلاقاً لو بقيت في اليمن".
أضاف: "جئت وأنا شبه أمّي، وبعد سنوات عدّة تحوّلت إلى بروفسور في الجامعة، هذا على المستوى الأكاديمي، أمّا على مستوى النتاج الأدبي، فالقراءات الأدبية الموجودة او المتعدّدة فتحت لي آفاقاً كثيرة جداً، ومنها ولدت رغبتي في كتابة الرواية".
انسلاخ تام
القاصّ مازن معروف، اعتبر أن انتقاله من لبنان إلى آيسلندا منذ العام 2011 أحدث لديه "صدمة في البداية، وحالة من الجمود في الكتابة لاعتيادي على ديناميكية الحياة السابقة في بيروت، كما وجدت أن الأدباء في آيسلندا غير معتادين على وجود كتّاب من ثقافات ولغات أخرى، فضلاً عن أن عدد الكُتّاب هناك بالآلاف، ما يجعل الأديب العربي المهاجر إلى ذلك البلد يتعرّض لقدر من التهميش، وعدم إشراكه في الفعاليات والأنشطة الثقافية".
وقال: "الانسلاخ التام عن المرجع البصري مثّل لي أبرز العقبات، وبصفتي أعيش في "آيسلندا" منذ العام 2011، أستطيع القول بأنها بلاد تختلف تماماً بالمعنى البصري، والثقافي، والجغرافي، والتاريخي عن لبنان، وهذا يضعك أمام تحديات نفسية كبيرة، فتحاول أن تتحايل من خلال المخيّلة ومن خلال الكتابات الإبداعية، والاطّلاع على أبرز الإصدارات في الغرب، وأوروبا وأميركا".
المهجر وطن ثانٍ
الشاعر مروان علي، الهولندي الجنسية السوري الأصل، رأى أن "حاجز اللغة يمثّل أصعب العقبات التي تواجه المهاجرين كافّة بشكلٍ عام، لكنها تشكّل عائقاً أكبر للكاتب، فهو بحاجة لمتابعة ألوان الأدب باللغات الأخرى، وخصوصاً البيئة التي يعيش فيها".
أضاف: "في المقابل، يفتقر أدباء المهجر إلى الوطن، صحيح أن المكان الذي تعيش فيه يتحوّل مع الوقت إلى وطن ثانٍ، لكن الوطن الأوّل يبقى حاضراً في الوجدان، وتبقى الكتابة عن الطفولة البيت والعائلة والطريق، كتابة لها علاقة بالسيرة الذاتية بسبب الحنين والشوق إلى المكان الأوّل".