5 محرمات في سورة الحجرات ، شملتها الآية الكريمة التي قال فيها رب العزة (واستشهد بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ).
5 محرمات في سورة الحجرات
ورد في سورة الحجرات ، 5 أشياء محرمة ، وهي: تحريم السخرية من المسلم، كما حرم الله همز المسلم ولمزه، وحرم الله التنابز بالألقاب ، ثم حرم الله الغيبة والنميمة ، ثم حرم الله سوء الظن بالآخر.
فضل سورة الحجرات
سورة الحجرات هي السورة الوحيدة، التي بين الحق فيها أن معيار التفاضل بيد الله وحده، وأن معيار الأفضلية بيد الله وحده، ولم يعط الله هذا المعيار أحدا من خلقه، فقال تعالى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
وهنا حكمة، في أن الله جعل التقوى محلها القلب، والقلوب بيد خالقها وحده، لم يعط مفاتيحها أحدا من عباده ولا نبيا مرسلا إلا في بعض المواطن بإذنه وحده.
والقرآن الكريم، خص النساء في الآية الكريمة (َلا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ) بالرغم من أن القوم يشمل الرجال والنساء، لأن مجتمع النسوة يكثر فيه الهمز واللمز، ولذلك وضع القرآن عقوبة مشددة لكل من قارف هذه الذنوب، لأنها تهدم المجتمعات ولا تؤثر على الشخص الملموز وحده.
الهمر واللمز بين أصحاب المال
قال الله تعالى (وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ) والهمز يكون بالإشارة والفعل، ويكون بالقول، وهذه الجريمة تنتشر بين أصحاب المال لأنهم يكثرون الهمز واللمز، ولذلك قال الله (الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا ۖ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ).
الأدب مع الله ورسوله
كما أن سورة الحجرات بدأت بضرورة الأدب مع الله ورسوله، ثم نادت بالأدب مع الرسول الكريم ، بعدم رفع الأصوات فوق صوت النبي، ثم بينت السورة النمط والنظام بعلاقة المسلم والمجتمع.
كما أن المسلم الذي لا يعرف الأدب مع الله ولا رسوله، لا يمكنه أن يكون مسلما صالحا لا في الدنيا ولا الآخرة، ولا يمكن أن يكون مواطنا يستحق المواطنة.
ولهذا يقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ ۚ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ).