الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إذا صحت بداياتها صحت نهاياتها.. علي جمعة يحذر: الطهارة للصلاة لها رمزية

ثلاثة أنواع للطهارة
ثلاثة أنواع للطهارة

كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق، عن ثلاثة أنواع للطهارة، مشيراً إلى أن الطهارة هي طهارة حسية ومعنوية ورمزية.

ثلاثة أنواع للطهارة

وقال علي جمعة من خلال برنامج “من مصر”، على شاشة سي بي سي: "من هنا تأتي كلمة الوضوء وتأخذ أهميتها الكبرى، فالطهارة الحسية أن يكون الشيء جميلاً وطاهراً، والمعنوية تكون من الداخل في القلب أي أنها التخلية من القبيح، ويحدث فيها غسيل القلب ووضوءه، بينما الطهارة الرمزية فأعمق في الفكر منهما لأنها ترمز إلى الانتقال من حال إلى حال، وهو شأن الحياة وجريان مقتضاها.

وشدد عضو هيئة كبار العلماء على أن هناك بعض العبارات التي يجب الوقوف عندها، منها “إذا صحت البدايات.. صحت النهايات”، فتخيل إن هذا القلب الذي يتعلق بالطهارة كشرط لصحة الصلاة، فمن باب أولى سيكون هناك إصباغ له.

ولفت علي جمعة إلى أنه من الناحية الفكرية إن جماعات الإرهاب التي ملئت الأرض فسادا ودما أنهم افتقدوا هذه المسألة فلم تصح عندهم البدايات فجعلوا هناك أحكام إبليسية، وهذا ما سماه ربنا في ضلال بعيد، مؤكداً أن هذه الطهارة للصلاة لها رمزية إذا صحت البدايات صحت النهايات وليس هذا في الطهارة والصلاة لكنه في شأن المسلم في حياته.

الطهارة لسجود الشكر

قالت دار الإفتاء المصرية إنه تجوز سجدة الشكر دون طهارة أخذًا بقول المالكية ومن وافقهم، والأولى لمن أراد أن يسجد سجدة الشكر أن يكون متوضئًا متجهًا إلى القبلة، وينوي ويُكبر فيهوي سجودًا ثم يُسلِّم؛ لأن الخروج من الخلاف مستحب؛ فإن باغتته النعمة وتعذر عليه الوضوء وشق عليه ترك ما شَغَلَهُ من شأنٍ، فيجوز له أن يسجد على حاله؛ متوضئًا أو لا، متجهًا للقبلة أو لا؛ تقليدًا لمن أجاز ذلك من العلماء.

ذهب الشوكاني إلى أن سجدة الشكر لا يُشترط فيها الوضوء وطهارة الثياب والمكان؛ قال في "نيل الأوطار" (3/ 127، ط. دار الحديث) بعد ذكر الأحاديث التي وردت فيها سجدة الشكر: [ومما يؤيد ثبوت سجود الشكر قوله صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المتقدم في سجدة ﴿ص﴾: «هِيَ لَنَا شُكْرٌ، وَلِدَاوُد تَوْبَةٌ»، وليس في أحاديث الباب ما يدل على اشتراط الوضوء وطهارة الثياب والمكان، وإلى ذلك ذهب الإمام يحيى وأبو طالب، وذهب أبو العباس والمؤيد بالله والنخعي وبعض أصحاب الشافعي إلى أنه يُشترط في سجود الشكر شروط الصلاة، وليس في أحاديث الباب أيضًا ما يدل على التكبير في الشكر، وفي "البحر" أنه يُكبر] اهـ.
وقد استدل من لم يشترط الوضوء لسجود الشكر بأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا جاءهم الخبر السارُّ يسجدون عقبه، ولم يأمرهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالوضوء، وأن هذه الأمور تفاجئ العبد وهو على غير طهارة، وتركها مضيع لمصلحتها، كما أنَّ الله تعالى أذن في هذا السجود وأثنى على فاعله، وأطلق ذلك دون اشتراط الطهارة فيه، ولم يأمر بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه.
وأجابوا عن قياس سجود الشكر على الصلاة بأن سجود الشكر يختلف عن الصلاة في أنه لا قراءة فيه ولا ركوع، كما يجوز في سجود الشكر أن يكون القارئ خلف الإمام وأنه لا تشترط المصافَّة فيه؛ كما قال شرف الحق العظيم آبادي في كتابه "تهذيب سنن أبي داود وإيضاح علله ومشكلاته" (1/ 69، ط. دار الكتب العلمية): [وليس إلحاق محل النزاع بصور الاتفاق أولى من إلحاقه بصور الافتراق] اهـ.
وجمع الإمام الونشريسي المالكي أدلة عدم اشتراط الطهارة لسجود الشكر والجواب عن أدلة القائلين به في كتابه "المعيار المعرب" (1/ 144، ط. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية للمملكة المغربية) حيث نقل عن سيدي محمد بن مرزوق المالكي أنه قال بعد ذكر كلام من اشترط الطهارة لها: [ويبقى فيه من البحث أن يُقال: لا نُسلم حكم اشتراط الطهارة في الأصل الذي هو سجود التلاوة، وما نُقل عن القاضي فيه من نفي الخلاف لا يصح لما بوب عليه البخاري قوله: باب سجود المسلمين ثم المشركين. والمشرك نجس ليس له وضوء. وكان ابن عمر يسجد على غير وضوء، وذكر حديث ابن عباس أنه صلى الله عليه وآله وسلم سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس].